-

من أين يأتي مرض الإيدز

(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

مرض الإيدز

يُعدّ مرض الإيدز الذي يُعرَف بمتلازمة نقص المناعة المكتسبة (بالإنجليزية: Acquired immunodeficiency syndrome) واختصاراً AIDS، المرحلة الأكثر تقدماً من الإصابة بفيروس العوز المناعيّ البشريّ (بالإنجليزية: Human immunodeficiency virus) واختصاراً HIV، وتتمثل خطورة الفيروس في مهاجمته لنوع معيّن من الخلايا المناعية، تُعرف بخلايا CD4، ممّا يؤدي إلى إضعاف قوة الجهاز المناعيّ بشكلٍ تدريجيّ، والذي بدوره يؤدي إلى عدم قدرة الجسم على مكافحة العدوى وبعض أنواع السرطان، وتجدر الإشارة إلى أنّ أعراض العدوى بالفيروس تبدأ بالظهور بعد أسبوعين إلى أربعة أسابيع من الإصابة بالعدوى، ومن الأعراض الأولية للإصابة بالعدوى؛ أعراض تشبه الإنفلونزا، مثل: الحمّى، والقشعريرة، والطفح الجلديّ، والتي قد تستمر من بضعة أيام إلى عدّة أسابيع.[1]

بعد انقضاء المرحلة المبكّرة من الإصابة بفيروس العوز المناعيّ البشريّ، يستمر الفيروس في التكاثر بمستويات منخفضة جداً، وتختفي أعراض الإصابة بالمرض لعدّة سنوات، وفي حال عدم خضوع الشخص المصاب بالعدوى للعلاج فمن المحتمل أن يتطور المرض إلى المرحلة الأخيرة أو الإيدز في غضون 10 سنوات أو أكثر اعتماداً على حالة الشخص المصاب، وهي المرحلة التي يفقد فيها الجهاز المناعيّ جزء كبير من قدرته على محاربة العدوى، ممّا يؤدي إلى الإصابة بما يُعرف بالعدوى الانتهازيّة (بالإنجليزية: Opportunistic infections).[1]

من أين يأتي مرض الإيدز

مصدر مرض الإيدز

يعتقد العلماء أنّ أصل الفيروس المسبّب لمرض الإيدز قد بدأ من نوع محدّد من قرود الشمبانزي في غرب أفريقيا، إذ إنّ هذه القرود تُصاب بالفيروس المعروف بفيروس نقص المناعة القرديّ (بالإنجليزية: Simian immunodeficiency virus)، حيثُ يعتقد العلماء أنّ الفيروس يمكن أن يكون قد انتقل من القرود إلى البشر من خلال التعرّض لدم هذه القرود الملوّث بالفيروس أثناء اصطيادها للحصول على لحومها كغذاء، ثمّ تطوّر الفيروس إلى شكله الحاليّ الذي يصيب البشر، ممّا أدّى إلى انتشار الفيروس خلال سنوات عديدة في أفريقيا، ثمّ إلى أجزاء أخرى من العالم، وتجدر الإشارة إلى أنّ أول حالة معروفة للعدوى بفيروس العوز المناعيّ البشريّ في الإنسان تمّ تسجيلها عام 1959 في جمهورية الكونغو الديمقراطيّة، وفي عام 1982 تمّ استخدام مصطلح متلازمة نقص المناعة المكتسبة بعد ظهور عدّة حالات من الأنواع المختلفة من العدوى الانتهازيّة التي لا تصيب الأشخاص الأصحاء، مثل: ساركوما كابوزي (بالإنجليزية: Kaposi's sarcoma) وذات الرئة بالمتكيسة الجؤجؤية (بالإنجليزية: Pneumocystis jirovecii pneumonia)، والتي تمّ ربطها بالإصابة بمرض الإيدز.[2]

طرق انتقال مرض الإيدز

تجدر الإشارة إلى أنّ فيروس الإيدز لا ينتقل عن طريق اللعاب، والدموع، والعرق، والبراز، والبول، أمّا بالنسبة للطرق التي ينتقل من خلالها الفيروس، فنذكر منها الآتي:[3][4]

  • ممارسة الجنس: ينبغي القول بأنّ ممارسة الجماع بمختلف أشكاله يُعدّ من الطرق عالية الخطورة لانتقال فيروس العوز المناعيّ البشريّ، فقد ينتقل الفيروس من خلال الجروح والقروح الصغيرة الموجودة في القضيب أو المهبل، وتجدر الإشارة إلى أنّ هذه الجروح قد تكون صغيرة جداً ولا ترى بالعين المجرّدة، كما يمكن للفيروس أن ينتقل عبر الأغشية المخاطيّة بشكلٍ مباشر.
  • نقل الدم: في الحقيقة إنّ نسبة انتقال الفيروس من شخص مُصاب إلى شخص سليم من خلال نقل الدم تُعدّ منخفضة جداً، نظراً لاتّباع المستشفيات ومراكز نقل الدم لعدد من الإجراءات الصارمة لمنع انتقال الأمراض من خلال نقل الدم من شخص إلى آخر.
  • مشاركة إبر الحقن: تعتبر مشاركة الإبر أو غيرها من المواد المستخدمة في الحقن من الطرق عالية الخطورة لانتقال الفيروس، وعدد من الأمراض الأخرى، مثل: مرض التهاب الكبد الفيروسيّ، لذلك يجب الحرص على تجنّب مشاركة الحقن، والإبر مع الآخرين للوقاية من عدد من الأمراض المختلفة.
  • انتقال الفيروس من الأم إلى الطفل: يمكن أن تنقل الأم المصابة بفيروس العوز المناعيّ البشريّ العدوى للجنين قبل الولادة، أو أثنائها، أو عن طريق حليب الثدي، ومن الجدير بالذكر أنّ كميّة الفيروس الموجودة في حليب الثدي تُعدّ صغيرة نسبيّاً، ولا تشكّل تهديداً كبيراً للإصابة بالعدوى لدى البالغين، إلّا أنّها تشكّل خطراً على الأطفال الرضّع، وينبغي التنبيه إلى أنّ خطر انتقال الفيروس من الأم إلى الطفل يُعدّ نادراً في البلدان المتقدمة، حيثُ يتمّ إعطاء الحامل المصابة بفيروس العوز المناعيّ البشريّ أدوية معيّنة لمنع انتقال الفيروس إلى الجنين.

الإحصائيات المتعلقة بمرض الإيدز

تتضمّن هذه الفقرة أهمّ الأرقام التي توضّح مدى انتشار مرض الإيدز عالمياً، وعدد الوفيّات السنويّة الناتجة عن الإصابة بهذا المرض:[5]

  • بلغ عدد الأشخاص الذين أصيبوا بفيروس العوز المناعيّ البشريّ في عام 2016 ما يقارب 1.8 مليون شخص في جميع أنحاء العالم، وهو ما يعادل 5000 إصابة جديدة يومياً، ومن بين هذه الإصابات الجديدة، بلغ عدد حالات الإصابة بين الأطفال 160 ألف طفل تقلّ أعمارهم عن 15 سنة، ومن الجدير بالذكر أنّ معظم حالات إصابة الأطفال كانت في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، نتيجة انتقال الفيروس من الأمهات المصابات بالفيروس أثناء الحمل، أو الولادة، أو الرضاعة الطبيعيّة إلى الطفل.
  • بلغ عدد الأشخاص المصابين بفيروس العوز المناعيّ البشريّ أو الإيدز في نهاية عام 2016 حوالي 36.7 مليون شخص في جميع أنحاء العالم، منهم 2.1 مليون طفل تبلغ أعمارهم أقل من 15 سنة.
  • بلغ عدد الأشخاص الذين توفّوا نتيجة الإصابة بالأمراض المرتبطة بالإيدز مليون شخص في عام 2016، ليصل بذلك إجمالي عدد الأشخاص الذين توفوا بسبب الأمراض المرتبطة بالإيدز منذ بداية الوباء إلى 35 مليون شخص تقريباً.

المراجع

  1. ^ أ ب "HIV/AIDS: The Basics", aidsinfo.nih.gov, Retrieved 18-10-2018. Edited.
  2. ↑ "Where did HIV come from", www.theaidsinstitute.org, Retrieved 21-11-2018. Edited.
  3. ↑ "How is HIV / AIDS transmitted", sfaf.org, Retrieved 17-10-2018. Edited.
  4. ↑ "HIV/AIDS Symptoms & causes", www.mayoclinic.org,19-1-2018، Retrieved 23-10-2018. Edited.
  5. ↑ "The Global HIV/AIDS Epidemic", www.hiv.gov, Retrieved 18-10-2018. Edited.