لماذا سميت سورة الرحمن بهذا الاسم
سبب تسمية سورة الرحمن
سورة الرحمن، وهي السورة الخامسة والخمسون في القرآن، وعدد آياتها ثمان وسبعون آية، وتقع في الجزء السابع والعشرين، وقد نزلت بعد سورة الرعد، وسُمّيت بذلك؛ لأنّها ابتدأت باسم من أسماء الله الحسنى: الرحمن.
هي السورة الوحيدة في القرآن التي افتُتحت بأحد أسماء الله الحسنى، علماً بأنّ السورة لم تذكر اسم الجلالة: الله في أيٍ من آياتها، كما تميّزت السورة بتكرار آية "فَبِأَيِّ آلَاءِ رَبِّكُمَا تُكَذِّبَانِ"؛ إذ ذُكرت تلك الآية في سورة الرحمن إحدى وثلاثين مرّة.
محاور سورة الرحمن
ذكرُ نعم الله العظيمة
نعم الله عز وجل التي لا تُعدّ ولا تحصى، والتي امتنّ بها على الإنسان، وذكر أهمّها وهي نعمة تعليم القرآن، وأتبعها بنعمة تعليم البيان، أي النطق والإفصاح بما يريد ويرغب الإنسان من مقاصد وحاجات.
بيان دلائل قدرة الله عز وجل في الكون
ذُكر جريان الشمس والقمر بحساب دقيق دون خلل أو تأخير، ممّا ينتج عنه تعاقب الليل والنهار، واختلاف المناخ كما في الأربعة فصولٍ، وذكرت كيفيّة رفع السماء بلا عمد، ومقابلها خلق الأرض صالحةً ليعيش عليها الإنسان مع كُل ما سُخّر لخدمته، وقد وضع في الأرض أنواعاً من الفاكهة والحبوب؛ فهلّا كان كُل ذلك مدعاة للحمد والشكر، وأداء المعروف حمداً على كُل هذه النعم؟
كما وذكرت السورة كيف أنّ الله العظيم سخّر السفن كي تجري في البحار، وكيف أنّ البحرين لا يلتقيان رغم عدم وجود حاجزٍ مرئيٍ بينهما، فهذا مالحٌ وهذا عذب؟!، كما ذكرت المرجان واللآلئ التي أوجدها الله للإنسان في باطن هذه البحار.
توضيح فناء المخلوقات
ذكرت فناء المخلوقات مع بقاء الله عزّ وجلّ وديمومته، فكُل من على وجه هذه البسيطة فانٍ، أي سوف يبلى ويموت، ويبقى وجه رب العزة لا شريك له.
ذكر الحساب في يوم القيامة
فلقد خاطبت بذلك معشر الجن والإنس على حدٍ سواء، حيث توعّد الله أن يحاسب الجن والإنس يوم القيامة دون أن يتمكنوا من الإفلات من ذلك أو الهروب، ثمّ ذكرت مظهر انشقاق السماء يوم القيامة ووصفتها بأنّها وردة كالدهان.
وصف أحوال المجرمين يوم القيامة
كيف أنّهم يُسحبون من النواصي وهي مقدمة شعر الرأس إلى جهنّم، وكيف يغشاهم حينها الحزن والغم، ويُعرفون بسيماهم وبسواد وشحوب وجوههم وزرقة أعينهم خوفاً ممّا سيلاقون من العذاب، ثم تُقرّ السورة وتؤكد بأنّ هذه جهنم التي كنتم قد وعدتم بها جزاءً لأعمالكم.
بيان جزاء المحسنين
وصفت للمحسنين جنّتين فيهما من النعم الكثير، الحور العين، والأشجار الكثيفة بالخضار حتى مالت إلى السواد من كثافتها، وأعين الماء الجارية، وأصناف الفاكهة الكثيرة، وقد خصّت بالذكر جنتين هما أعلى درجةً عن غيرهما تكون جزاءً للسابقين من أصحاب الإحسان.