موضوع عن قناة السويس

موضوع عن قناة السويس
(اخر تعديل 2023-08-06 01:31:13 )

قناة السويس

قناة السويس (بالإنجليزيّة: Suez Canal) هي: مَمَرٌّ مائيّ اصطناعيّ؛ أي أُنشِئ بواسطة الإنسان، حيث يمتدُّ هذا المَمرّ من شمال جمهوريّة مصر العربيّة، إلى جنوبها، ويربط مباشرة بين البحر الأحمر، والبحر الأبيض المُتوسِّط، كما أنّه يُمثِّل الحَدّ الفاصل بين قارَّتَي آسيا، وأفريقيا، وتُعتبَر قناة السويس أيضاً أقصر الطُّرق البحريّة بين أوروبّا، والدُّول الواقعة حول المحيط الهنديّ، وغرب المحيط الهادي، وبين المحيط الأطلسيّ، والمحيط الهنديّ؛ وهذا ما جعلها القناة المائيّة الأكثر ازدحاماً، وكثافةً في العالَم.[1]

تاريخ قناة السويس

تعود فكرة إنشاء قناة السويس إلى عصر الفراعنة؛ أي إلى أكثر من 40 قرناً مَضى، حيث أنشأ الفراعنة قناة مائيّة اصطناعيّة تربطُ بين نهر النيل، والبحر الأحمر، وكان الهدف من هذه القناة نقلَ السُّفُن الحربيّة، والنُّصب الحجريّة، وممّا يدلُّ على ذلك النقوش التي عُثِر عليها في إحدى المقابر القديمة التي تعود إلى الفترة (2407-2260ق.م)، أمّا في عهد فرعون مصر سنوسرت الثالث (1887-1849ق.م)، فقد تمَّ حفر أوّل قناة اصطناعيّة تربطُ بين البحر الأحمر، والبحر الأبيض المُتوسِّط من خلال نهر النيل، ومجاريه، إلّا أنّ هذه القناة تعرَّضت للإهمال، وتأثير رمال الصحراء التي طمرَت أجزاء كبيرة منها، إلى أن تمَّ فَتْحها مُجدَّداً، واستخدامها في المِلاحة من قِبَل السلاطين، والملوك المُتعاقِبين على المنطقة، أوّلهم سيتي الأوّل (1310ق.م)، ثمّ نخاو الثاني​​ (610ق.م)، ومن ثمّ الملك الفارسيّ داريوس (522ق.م)، وبطليموس الثاني (285ق.م)، والإمبراطور تراجان (117م)، وعمرو بن العاص -رضي الله عنه- (640م) بعد الفَتْح الإسلاميّ، حيث إنّ القناة تعرَّضت لفترات من الإهمال خلال حُكم هؤلاء السلاطين، والقادة، وفي المقابل خضعَت للعديد من عمليّات إعادة البناء.[2]

ومن الجدير بالذكر أنّ الجهود الأولى لبناء قناة حديثة تربط بين البحر الأبيض المُتوسِّط، والبحر الأحمر، كانت على يد نابليون بونابرت؛ حيث سعى إلى إنشاء هذه القناة؛ بهدف ضرب حركة التجارة الإنجليزيّة، إلّا أنّ سوء تقديرات المُهندسين آنذاك حالَت دون إتمام المشروع؛ فقد اعتقدوا أنّ البحر الأحمر أعلى بحوالي 30 قدماً؛ أي ما يُقارب 9 أمتار من البحر الأبيض المُتوسِّط، ممّا يُؤدّي إلى تدفُّق مياه البحر الأحمر نحو المنسوب الأقلّ، الأمر الذي من شأنه أن يُغرِقَ الدلتا. وفي عام 1847م، أثبت المهندس بوردالو أنّ كلا البحرين لهما المنسوب نفسه تقريباً، حيث تمّ البَدء بوضع الميزانيّة الخاصّة ببناء القناة من قِبَل الشركة العالَميّة لقناة السويس البحريّة، والتي تأسَّست في عام 1858م.[2]

وتمَّ البدء بشكل جدّي في حفر قناة السويس في عام 1859م، بأمر من نابليون الثالث؛ وذلك بسبب ضعف التمويل المَحلّي للمصريّين، وبحلول عام 1869م، تمّ الانتهاء من إنشاء القناة، وبدأت المياه بالتدفُّق من البحر الأبيض المُتوسِّط إلى البحر الأحمر، وأصبحت قناة السويس جاهزة أمام الملاحة العالَميّة. وفي عام 1875م، استطاعت الحكومة البريطانيّة شراء أسهم المُستثمِرين المصريّين لقناة السويس؛ مُستغِلّةً بذلك الدُّيون الخارجيّة لمصر، فأحكمَت سيطرتها على القناة، واستمرَّ ذلك إلى عام 1956م؛ حيث أعلن الرئيس المصريّ آنذاك جمال عبد الناصر تأميم قناة السويس، وجَعْلها تحت الإدارة المصريّة بالكامل.[2]

تطوُّر قناة السويس

حَظِيت قناة السويس منذ بداية تأسيسها إلى وقتنا الحاليّ بتطوُّرات ملحوظة في مختلف مجالاتها، وقطاعاتها، وفيما يلي توضيحُ ذلك:[3]

تطوُّر الأبعاد

بلغ عُمق قناة السويس عندما افتُتِحت لأوّل مرّة في عام 1869م حوالي 8م، وبلغ عَرضها نحو 22م عند القاعدة، أمّا عند السطح، فقد تراوح بين 61-91م، ونظراً لضيق عَرض القناة، تمّ وضع مَمرّات للخلجان بين كلِّ 8-10كم، يتمّ من خلالها تمرير السُّفُن. وفي الفترة ما بين 1870م-1884م، تضرَّرت نحو 3 آلاف سفينة، ومَركب؛ بسبب ضِيق القناة؛ ولذلك ظهرت الحاجة إلى إجراء توسعة، وتعديلات على أبعاد القناة، حيث بدأ العمل الفِعليّ في عام 1876م، فتمّ حَفْر القناة، وتعديل ارتفاعها، وعَرضها على فترات مُتتابِعة، وبحلول ستينيّات القرن العشرين، وصل عَرض القناة إلى 55م عند ارتفاع 10م، أمّا عمقها، فقد بلغَ حوالي 12م في حالة انخفاض المَدّ، كما تمَّت توسعة الخلجان القديمة، وبناء خلجان جديدة، وتمّ تدعيم الجوانب المُعرَّضة للتآكل بالإسمنت، والحجر، بالإضافة إلى حَفر أرصفة جديدة في بورسعيد. ومن الجدير بالذكر أنّه قد توقَّف تشغيل القناة خلال الفترة 1967م-1975م؛ بسبب حرب عام 1967م، أو النكسة، لتستأنفَ بعد ذلك عملها، وتستمرَّ أعمال التوسعة فيها؛ إذ خصَّصت الحكومة المصريّة ميزانيّة ضخمة؛ لتطوير القناة في عام 2015م، فتمَّت إضافة حوالي 29كم إلى طولها الأصليّ البالغ 164كم.[3]

تطوُّر المقدرة الاستيعابيّة

بلغ عدد مرّات عبور الناقلات، والسُّفن عبر قناة السويس خلال العام الأوّل لتشغيلها (1870م) 486 عبوراً؛ أي بمُعدَّلٍ أقلّ من عبورَين خلال اليوم الواحد، وبلغ إجماليّ حمولة هذه الناقلات نحو 444،000 طن، وارتفع نشاط القناة بشكل ملحوظ في ستينيّات القرن الماضي، ليصل عدد مرّات العبور خلال عام 1966مإلى نحو 21،250 عبوراً؛ أي بمُعدَّل 58 عبوراً خلال اليوم الواحد، وبإجماليّ وزن صافٍ بلغَ 278،400،000 طن. وفي منتصف الثمانينيّات انخفض مُتوسَّط عدد مرّات العبور اليوميّ إلى 50 عبوراً، إلّا أنّ الحمولة الإجماليّة ارتفعت إلى نحو 355،600،000 طن. أمّا في عام 2014م، فقد وصل عدد مرّات العبور السنويّ للقناة إلى نحو 17،148 عبوراً، وبوزن صافٍ بلغَ 963،000،000 طن.[3]

تطوُّر وقت العبور

في بداية تشغيل قناة السويس كانت السُّفُن، والناقلات تستغرقُ وقتاً طويلاً لعبور القناة؛ فلم تكن هناك إمكانيّة للعبور في الاتِّجاهين في الوقت نفسه، حيث كانت السُّفن القادمة من أحد الاتِّجاهات، تستقرُّ عند الخلجان الواسعة؛ لتسمحَ بعبور السُّفُن القادمة من الاتِّجاه الآخر، ومع بداية عمليّات التوسعة للقناة، بلغ مُتوسّط وقت عبور الناقلات للقناة حوالي 40 ساعة، وبحلول عام 1939م، انخفض مُتوسّط وقت العبور إلى حوالي 13 ساعة، ومع نُموّ حركة الناقلات في القناة، زاد وقت العبور إلى 15 ساعة خلال عام 1967م، إلّا أنّ عمليّات التوسعة الجديدة ساهمت في خفض وقت العبور بحلول عام 1975م؛ حيث تراوح بين 11-16 ساعة، ومع اعتماد نظام القوافل، وبناء طُرُق جانبيّة للقناة، والانتهاء من مشروع التوسعة الجديد، أصبحت الناقلات، والسُّفُن تعبرُ القناة دون توقُّف، أو تأخير.[3]

أهمّية قناة السويس

تُعتبَر قناة السويس ذات أهمّية كبيرة لمصر، والعالم أجمع، وتكمُنُ هذه الأهمّية في النقاط الآتية:[4]

  • نَقل البضائع بشكل أسهل عَبر المياه بَين دُول الشرق الأوسط، ودُول الشرق الأقصى، والدُّول الأوروبّية، والأفريقيّة؛ حيث إنّه قَبل وجود قناة السويس كان يترتَّب على الناقلات، والسُّفن الإبحار من خلال طريق أطول عَبر المناطق الجنوبيّة من قارّة أفريقيا؛ بهدف نَقل البضائع، وشَحنها.
  • خفض أزمة الشحن العالَميّة بشكل كبير؛ فقناة السويس تتحكَّم بحوالي 8% من حركة الملاحة العالَميّة.
  • خفض التكاليف المادّية، وتوفير الكثير من الوَقت خلال العبور.
  • نَقل البضائع الضخمة عبر البحر لمسافات طويلة بشكل أسهل.

المراجع

  1. ↑ "About Suez Canal ", www.suezcanal.gov.eg, Retrieved 15-12-2018. Edited.
  2. ^ أ ب ت "Canal History ", www.suezcanal.gov.eg, Retrieved 15-12-2018. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث " Suez Canal", www.britannica.com, Retrieved 15-12-2018. Edited.
  4. ↑ Sharon Omondi (25-9-2017), "Where Is The Suez Canal?"، www.worldatlas.com, Retrieved 15-12-2018. Edited.