أعمال تقربك إلى الله في رمضان

أعمال تقربك إلى الله في رمضان
(اخر تعديل 2024-04-08 16:03:01 )

شهر رمضان المبارك

شهر رمضان هو الشهر التاسع من أشهر السنة الهجرية التي يبلغ عددها اثنا عشر شهراً، مصداقاً لقول الله تعالى: (إِنَّ عِدَّةَ الشُّهورِ عِندَ اللَّـهِ اثنا عَشَرَ شَهرًا في كِتابِ اللَّـهِ يَومَ خَلَقَ السَّماواتِ وَالأَرضَ)،[1] ويأتي شهر رمضان بعد شهر شعبان، وقبل شوال، ويبلغ عدد أيّامه تسعةً وعشرين أو ثلاثين يوماً، وقد اختلف أهل اللغة في سبب تسمية شهر رمضان بهذا الاسم، حيث قال بعضهم إن التسمية مأخوذةٌ من الرمض؛ وهو الحر الشديد، وسبب التسمية يرجع إلى أن وقت فرضه وتشريعه وافق شدة الحر، أو لأنه يرمض الذنوب؛ أي يحرقها بالأعمال الصالحة، بينما قال بعضهم الآخر إن التسمية وُضعت من غير سبب.[2][3]

أعمال تقربك إلى الله في رمضان

يعدّ شهر رمضان المبارك من الأزمنة الفاضلة، حيث تتحقّق من خلاله أسباب القرب من الله، وقد رُوي عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (قال ربُّكم: إذا تقرَّبَ العبدُ منِّي شِبرًا؛ تقرَّبْتُ منه ذِراعًا، وإذا تقرَّبَ منِّي ذِراعًا؛ تقرَّبْتُ منه باعًا، وإنْ أَتاني يَمْشي، أَتَيْتُه هَرْولةً)،[4] ويمكن بيان بعض الأعمال التي تقرّب من الله -تعالى- في رمضان فيما يأتي:[5][6]

  • الصوم: يعدّ الصوم من العبادات العظيمة التي تقرّب العبد من ربّه عز وجل، إذ إن الصائم يقترب إلى صفات الملائكة من خلال استغنائه عن الأكل والشرب، وسائر الشهوات، كما إن الأجر العظيم للصوم لا يتحقّق بالصوم عن الطعام والشراب فقط، بل يستلزم حفظ البصر، واللسان، وجميع الجوارح عمّا حرّم الله تعالى، مصداقاً لما رُوي عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (مَن لَمْ يَدَعْ قَوْلَ الزُّورِ والعَمَلَ به، فليسَ لِلَّهِ حَاجَةٌ في أنْ يَدَعَ طَعَامَهُ وشَرَابَهُ)،[7] وممّا يدلّ على أهميّة الصيام وعِظم فضله أن الله -تعالى- تكفّل بجزائه، مصداقاً لما رُوي عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (قالَ اللَّهُ: كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ له، إلَّا الصِّيَامَ، فإنَّه لي وأَنَا أجْزِي به).[8]
  • الدعاء: فقد ذكر الله -تعالى- القرب منه مع الدعاء، حيث قال: (وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ)،[9] وتجدر الإشارة إلى أفضل الأوقات للدعاء في رمضان، وهي عند الإفطار من كل يومٍ، لا سيّما أن للصائم دعوةً مستجابةً عند فطره، وفي يوم الجمعة وبالتحديد في الساعة الأخيرة منه، وفي الثلث الأخير من الليل.
  • تلاوة القرآن الكريم: تُعدّ تلاوة القرآن الكريم من أفضل القربات لله تعالى، فقد قال الله تعالى: (اللَّـهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُّتَشَابِهًا مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّـهِ)،[10] وشهر رمضان المبارك هو شهر القرآن، وثبت أن جبريل -عليه السلام- كان يُدارس رسول الله -صلى الله عليه وسلم- القرآن الكريم في رمضان.

فضائل شهر رمضان

شهر رمضان من الأزمنة المباركة التي خصّها الله -تعالى- بالعديد من الخصائص والفضائل، وفيما يأتي بيان بعضها:[11][12]

  • شهر الصيام: من فضائل شهر رمضان أن الله -تعالى- فرض صيامه على المسلمين، وكتبه عليهم كما كتبه على الذين من قبلهم، حيث قال عز وجل: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ)،[13] وجعله ركناً من أركان الإسلام،
  • ليلة القدر: خصّ الله -تعالى- شهر رمضان بأن جعل فيه ليلةً خيراً من ألف شهر، ألا وهي ليلة القدر، مصداقاً لقوله تعالى: (لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِّنْ أَلْفِ شَهْرٍ)،[14] وقد ذهب أهل التفسير إلى أن المقصود من قول الله -تعالى- أن العمل في ليلة القدر أفضل من العمل في ألف شهرٍ.
  • شهر العتق من النار: حيث إن الله -تعالى- يصطفي من عباده الصالحين عتقاء من النار في كل ليلةٍ من ليالي رمضان، مصداقاً لما رُوي عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (إنَّ للَّهِ عندَ كلِّ فِطرٍ عتقاءَ وذلِك في كلِّ ليلةٍ).[15]
  • تكفير الذنوب: فقد ثبت أن صيام رمضان وقيامه إيماناً واحتساباً سببٌ لمغفرة الذنوب من رمضان الذي سبقه إذا اجتُنبت الكبائر، مصداقاً لما رواه أبو هريرة -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- انه قال: (من صَامَ رَمَضَانَ، إيمَانًا واحْتِسَابًا، غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ).[16]
  • تفتح فيه أبواب الجنة: في شهر رمضان يفتح الله -تعالى- أبواب الجنة، ويُغلِق أبواب النيران، ويُصفِّد فيه الشياطين.
  • أفضلية الصدقة فيه: حيث إن الجمع بين الصيام والصدقة أبلغ في تكفير الذنوب والوقاية من النار.

ثبوت شهر رمضان

يثبت دخول شهر رمضان بأحد أمرين، وهما رؤية الهلال، أو تمام شعبان ثلاثين يوماً، مصداقاً لما رُوي عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (صُومُوا لِرُؤْيَتِهِ وأَفْطِرُوا لِرُؤْيَتِهِ، فإنْ غُبِّيَ علَيْكُم فأكْمِلُوا عِدَّةَ شَعْبَانَ ثَلَاثِينَ)،[17] وتثبت رؤية الهلال بشهادة مسلمٍ عاقلٍ بالغٍ، موثوقٌ بأمانته وخبرته، وفي حال تحرّي هلال رمضان وعدم رؤيته يثبث دخول رمضان بإكمال عدّة شعبان ثلاثين يوماً، لأن غاية الأشهر القمرية ثلاثين يوماً، ولا يمكن أن تزيد عن ذلك.[18]

المراجع

  1. ↑ سورة التوبة، آية: 36.
  2. ↑ "تعريف و معنى رمضان في معجم المعاني الجامع"، www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 6-5-2019. بتصرّف.
  3. ↑ عبد الكريم العمري (1421هـ/2001م)، صفحات رمضانية (الطبعة الأولى)، المدينة المنورة: دار المآثر، صفحة 13. بتصرّف.
  4. ↑ رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج المسند، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 12287، إسناده صحيح على شرط الشيخين.
  5. ↑ عادل يوسف العزازي (23-6-2015)، "من مشاهد الإيمان في رمضان- مشهد القرب من الله تعالى"، www.ar.islamway.net، اطّلع عليه بتاريخ 6-5-2019. بتصرّف.
  6. ↑ "خير الأعمال في رمضان"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 6-4-2019. بتصرّف.
  7. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 1903، صحيح.
  8. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 1904، صحيح.
  9. ↑ سورة البقرة، آية: 186.
  10. ↑ سورة الزمر، آية: 23.
  11. ↑ لشيخ عبد الله القصيّر (29-8-2010)، "خصائص شهر رمضان"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 6-5-2019. بتصرّف.
  12. ↑ "خصائص شهر رمضان"، www.islamqa.info، 2002-11-8، اطّلع عليه بتاريخ 6-5-2019. بتصرّف.
  13. ↑ سورة البقرة، آية: 183.
  14. ↑ سورة القدر، آية: 3.
  15. ↑ رواه الألباني، في صحيح ابن ماجه، عن جابر بن عبد الله، الصفحة أو الرقم: 1340، حسن صحيح.
  16. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 38، صحيح.
  17. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 1909، صحيح.
  18. ↑ "دخول شهر رمضان"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 6-5-2019. بتصرّف.