نحن في زمن كثُرت فيه الفتن والابتلاءات، فيسعى الجميع ليبحث عن الأمن والأمان والخلاص من هذه الفتن والنجاة منها، وأرشدنا خالقنا الكريم إلى طريق النجاة، وبيّن لنا أنه من اتبع هديه وهدي حبيبه المصطفى محمد صلى الله عليه وسلم، واستغفره وتاب إليه فهو في مأمن من عذابه، حيث قال: (وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ وَأَنْتَ فِيهِمْ * وَمَا كَانَ اللَّهُ مُعَذِّبَهُمْ وَهُمْ يَسْتَغْفِرُونَ) [الأنفال: 34-33]
ورد هذا الدعاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو من صحاح الحديث: (اللَّهمَّ أنتَ ربِي، لَا إلهَ إلَّا أنتَ، خلَقْتَني وأَنَا عبدُكَ، وأنا علَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ ما استطعتُ، أعوذُ بِكُ مِنْ شَرِّ ما صنعْتُ، أبوءُ لكَ بنعمتِكَ عَلَيَّ، وأبوءُ لَكَ بذنبي، فاغفرْ لِي، فَإِنَّه لَا يغفرُ الذنوبَ إلَّا أَنْتَ) [صحيح البخاري].
من قال دعاء سيد الاستغفار في النهار موقناً به؛ أي مصدقاً به، ومؤمناً بثوابه، ومخلصاً من قلبه، ثم مات في يومه ذاك وقبل أن يمسي، فهو من أهل الجنة بإذن الله تعالى، ومن قاله في الليل موقناً به أيضاً، ثم مات ليلته تلك وقبل أن يُصبح، فهو من أهل الجنة بإذن الله عز وجل، وقال الطيبي يعود تسمية هذا الدعاء بسيد الاستغفارلاحتوائه جميع معاني التوبة، ويُقصد في الحوائج، ويُرجع إليه في الأمور.