هل يضر حليب الأم الحامل الطفل

هل يضر حليب الأم الحامل الطفل

الرضاعة الطبيعية

تعدّ الرضاعة الطبيعيّة الطريقة الأفضل لتزويد الرضيع بجميع العناصر الغذائيّة التي يحتاجها للنموّ بشكل صحّي، حيث تحتاج الأمهات لمعرفة كاملة ودعم من الأسرة والمجتمع، وتستطيع كل أم أن ترضع طفلها، ويجب أن تبدأ الرضاعة خلال الساعة الأولى التي تلي الإنجاب، ويمتلك حليب الأم في هذه الحالة لوناً مائلاً إلى الأصفر، وقواماً لزجاً يسمّى باللبأ (بالإنجليزية: Colostrum)، ويعتبر غذاء مثالياً للمولود الجديد، ويوصى بالاعتماد على الرضاعة الطبيعيّة فقط حتى الشهر السادس، ثمّ البدء بإضافة الأغذية المكمّلة مع استمرار الرضاعة حتى يصل عمر الطفل إلى سنتين، ومن جهةٍ أخرى فإنّ الرضاعة الطبيعيّة يمكن أن تساهم في منع الحمل، ولكنّ ذلك يعتمد على عدد مرات إرضاع الطفل، وعمره، إذ يمكن أنّ يحدث الحمل لبعض النساء وهنّ خلال هذه الفترة.[1][2]

الرضاعة أثناء الحمل

يمكن للأم الاستمرار بإرضاع طفلها إذا حصل الحمل في حال كانت تتمتّع بصحّة جيّدة، حيث تخشى بعض الأمهات أن يكون الغذاء الذي يتناولنه غير كافٍ لتغذية الجنين وإنتاج الحليب في وقت واحد، لكنّ اتّباع نظام غذائي متوازن وصحّي يساعد على ذلك، كما تحتاج لشرب كميّات جيّدة من السوائل، ويجب أن تأخذ بعين الاعتبار أنّ الرضاعة والحمل يحتاجان للطاقة ولذلك تُنصح بمراقبة طعامها، وأخذ قسط كافٍ من الراحة، ومن جهةٍ أخرى فإنّ هنالك بعض التغيّرات التي قد تحصل خلال الحمل ويجب على الأم الانتباه لها؛ ومنها ما يأتي:[2][3][4]

  • ليونة الثدي: إذ يمكن أن يقلّ إنتاج الحليب بشكل طفيف عند الحمل، كما تُصبح الحلمات والثدي أكثر ليونة، وإذا شعرت الأم بعدم الراحة في هذه الحالة فيمكن أن تفطم طفلها.
  • الحليب: حيث يمكن أن يبدأ طعم الحليب بالاختلاف بعد الأشهر الأولى من الحمل، خاصّةً في المراحل الأخيرة حيث يبدأ بالتحوّل إلى اللبأ، ويمتاز هذا الحليب بأنّه أقلّ حلاوة، وأكثر ملوحة نتيجة ارتفاع محتواه من الصوديوم، ولذلك قد يرفض الطفل الرضاعة، ويمكن أن يُفطم بشكل تلقائي.
  • هرمون الأوكسايتوسين: إذ إنّ تحفيز الحلمات الناتج عن الرضاعة يؤدي إلى تحفيز الجسم لإفراز هرمون الأوكسايتوسين، والذي يزيد من إفراز الحليب، كما أنّه يلعب دوراً في التقلصات التى تحدث أثناء الولادة، مما يزيد قلق الأم من إمكانية حدوث ولادة مبكرة بسبب هذا الهرمون، ولكن تجدر الإشارة إلى أنّ الكمية التي تُفرز من هرمون الأوكسايتوسين خلال فترة الرضاعة تكون قليلة، ولا تكفي لتحفيز المخاض في الظروف الطبيعية، إلّا أنّها يمكن أنّ تؤثر في النساء المعرضات للولادة المبكّرة.
  • الرضاعة الترادفيّة (بالإنجليزية: Tandem breastfeeding): والتي تعني إرضاع الطفل الأكبر مع المولود الجديد، ويمكن القيام بذلك في حال كانت الأم تتبع نظاماً غذائياً صحياً ومتوازناً.
  • الفطام: فقد ينصح الطبيب بفطم الطفل إذا تعرّضت الأم لإحدى الحالات الآتية:
  • المشاكل الصحيّة: ففي حال كانت الأم مُصابة بالسكري، أو فقر الدم، أو تتّبع نظاماً نباتياً، فإنّه من الأفضل لها مراجعة الطبيب، أو أخصائيي التغذيّة للتأكّد من أنّها تأخذ العناصر الغذائيّة والسعرات التي تحتاجها للحمل والرضاعة.
  • شعور الأم بالإرهاق: فمن الطبيعي أن تشعر المُرضع بالإرهاق وخاصّةً مع التغيّرات الهرمونيّة التي تصاحب الحمل، لذلك تُنصح بالراحة، وأن تجلس وترفع قدميها أثناء إرضاع طفلها، ويمكنها أخذ قيلولة عندما ينام الطفل، وأن تراقب وجباتها.
  • الحمل بتوأمين أو أكثر.
  • التعرّض للنزيف المهبلي.
  • عدم اكتساب الأم الوزن الصحّي.
  • إذا كان حملها خطيراً.
  • في حال تعرّضت سابقاً للإجهاض أو الولادة المبكّرة.

فوائد الرضاعة الطبيعية

يحتوي حليب الأم على كميات من العناصر الغذائيّة مناسبة للطفل، كما يمتاز بأنّه سهل الهضم، وقد أشارت العديد من الدراسات إلى فوائد الرضاعة الطبيعيّة، ومن هذه الفوائد ما يأتي:[5]

  • يحتوي حليب الأم على جميع العناصر التي يحتاجها الطفل حتى عمر ستة أشهر، ويمكن أن تتغيّر تركيبته وفقاً لتغيّر احتياجات الطفل في الأشهر الأولى.
  • يحتوي حليب الأم على الأجسام المضادّة (بالإنجليزية: Antibodies) المهمّة لمحاربة الفيروسات والبكتيريا، وتحمي الطفل من الإصابة بالمرض.
  • تعزّز الرضاعة زيادة وزن الرضيع بشكل صحّي، وتمنع إصابته بالسمنة في مرحلة الطفولة، كما يمتلك الأطفال الذين يحصلون على الرضاعة الطبيعية نسبة أعلى من اللبتين (بالإنجليزية: Leptin) مقارنة بالأطفال الذين يتغذون على الحليب الصناعي ويعد اللبتين هرموناً مهماً لتنظيم الشهية وتخزين الدهون.
  • يمكن أن تؤثّر الرضاعة الطبيعيّة على نموّ عقل الطفل، كما يمكن أن تساعد على منع إصابته بأي مشاكل سلوكيّة أو صعوبات في التعلُّم.
  • يمكن أن تساعد الرضاعة الطبيعيّة الأم على خسارة الوزن بعد الأشهر الثلاثة الأولى من الرضاعة، لكنّ خسارة الوزن خلال هذه الأشهر الثلاثة تكون أكثر صعوبة.
  • تساعد على تقليل خسارة الدم عند الأم بعد الولادة، كما تساهم في رجوع الرحم إلى حجمه الطبيعي، وذلك لأنّ الولادة الطبيعيّة تحفّز إفراز الأوكسايتوسين الذي يزيد تقلّصات الرحم.
  • تقلّل الرضاعة الطبيعيّة من خطر إصابة الأم باكتئاب ما بعد الولادة (بالإنجليزية: Postpartum depression)، وذلك لأنّ هرمون الأوكسايتوسين يزيد الاسترخاء، والروابط بين الأم والطفل، ويحفّز الأم على إعطاء الرعاية لطفلها.
  • تساعد الرضاعة لأكثر من عام على تقليل خطر الإصابة بسرطان الثدي والمبيض بنسبة 28%، كما يمكن أن تقلل خطر إصابة الأم بالعديد من الأمراض الأخرى.
  • يمكن أن يساعد الاعتماد على الرضاعة الطبيعيّة فقط على تقليل خطر إصابة الطفل بالعديد من الأمراض ومنها ما يأتي:
  • السكري.
  • الحساسية.
  • حساسية القمح (بالإنجليزيّة: Celiac disease).
  • التهاب الأذن الوسطى.
  • عدوى الجهاز التنفسي.
  • الالتهابات ونزلات البرد.
  • التهاب الأمعاء.
  • تلف الأنسجة المعويّة.
  • متلازمة موت الرضع الفجائي.
  • داء الأمعاء الالتهابي.
  • لوكيميا الأطفال.

المراجع

  1. ↑ "Breastfeeding", www.who.int, Retrieved 19-8-2018. Edited.
  2. ^ أ ب Donna Murray (13-4-2018), "Breastfeeding During Pregnancy"، www.verywellfamily.com, Retrieved 19-8-2018. Edited.
  3. ↑ "Nursing During Pregnancy", www.healthychildren.org,11-2-2009، Retrieved 19-8-2018. Edited.
  4. ↑ Jan Barger, "Is it safe to breastfeed during pregnancy?"، www.babycenter.com, Retrieved 19-8-2018. Edited.
  5. ↑ Adda Bjarnadottir (1-6-2017), "11 Benefits of Breastfeeding for Both Mom and Baby"، www.healthline.com, Retrieved 19-8-2018. Edited.