أسباب قصور الغدة الدرقية

أسباب قصور الغدة الدرقية
(اخر تعديل 2023-08-06 01:31:13 )

قصور الغدّة الدرقيّة

الغدة الدرقية (بالإنجليزية: Thyroid Gland) هي غدة صغيرة على شكل فراشة تقع في منطقة العنق، أسفل تفاحة آدم مباشرة . وتعمل الغدة الدرقية بشكل أساسي على إنتاج هرموني الثيروكسين (بالإنجليزية: Thyroxin) وثلاثي يودوثيرونين (بالإنجليزية: Triiodothyronine) على التحكم بالعديد من الوظائف الحيوية المتنوعة في الجسم؛ كتنظيم درجة حرارة الجسم، ومعدل نبضات القلب، وغيرها من العمليات التي لها تأثير مهم في صحة الجسم. ويمكن تعريف حالة قصور الغدة الدرقية (بالإنجليزية : Hypothyroidism) على أنّها حالة مرضية تتمثل بعجز الغدة الدرقية عن إنتاج كميات كافية من هرموناتها، وهو ما يؤدي إلى خلل في قدرتها على تنظيم العمليات الحيوية التي تُعتبر مسؤولة عنها.[1]

أسباب قصور الغدّة الدرقيّة

هناك مجموعة من العوامل التي يمكن أن تتسبّب بقصور الغدّة الدرقيّة، وفيما يلي ذكر لأهمها:[2][1]

  • اضطرابات المناعة الذاتية: والتي تُعتبر السبب الأكثر شيوعاًُ لحالات قصور الغدة الدرقية، وتحدث هذه الاضطرابات عندما يقوم جهاز المناعة عن طريق الخطأ بإنتاج أجسام مضادة تهاجم أنسجة ما في الجسم، وبالتالي يحدث قصور الغدة الدرقية عندما تكون الأنسجة المهاجمة هي خلايا الغدة الدرقية، كما في حالة التهاب الغدة الدرقية هاشيموتو (بالإنجليزية: Hashimoto's thyroiditis).
  • جراحة الغدة الدرقية: إنّ استئصال الغدة الدرقية أو جزء كبير منها يمكن أن يقلل أو يُوقِف إنتاج هرموناتها، وفي هذه الحالة يحتاج المصاب إلى أخذ هرمون الغدة الدرقية مدى الحياة.
  • فرط الاستجابة لعلاجات نشاط الغدة الدرقية: يعاني بعض الاشخاص من زيادة إفرازات الغدة الدرقية، ويتم علاجهم باستخدام علاجات تثبط إنتاج الغدة الدرقية لهرموناتها، ولكن في بعض الحالات تستجيب الغدة بشكل مفرط لهذه العلاجات، مما يسبب قصوراً في وظيفة الغدة عن الحد الطبيعي، وانخفاض مستوى هرموناتها في الجسم.
  • العلاجات الدوائية: إنّ تناول بعض أنواع الأدوية يسهم بشكل كبير في الحد من نشاط الغدة الدرقية، ومن أهم هذه الأدوية دواء الليثيوم (بالإنجليزية: Lithium)، والمستخدم في علاج بعض الأمراض النفسية.
  • العلاج الإشعاعي: إنّ تعرض الغدة الدرقية للإشعاعات المستخدمة في علاج بعض حالات وجود سرطان في الرأس أو الرقبة يمكن أن يؤثر في نشاطها، ويؤدي لفقدانها قدرتها على إنتاج الكميات الطبيعية من هرموناتها.
  • التشوّه الخلقيّ: إذ يُولد بعض الأطفال ولديهم تشوّه خلقي في غدتهم الدرقية، وهو ما يحول دون تمكّن الغدة الدرقية من القيام بوظيفتها بشكل طبيعي.
  • الحمل: تعاني بعض النساء من قصور في أداء الغدة الدرقية خلال فترة الحمل وبعدها، وغالباً ما يُعزى ذلك لإنتاج أجهزتهم المناعية أجساماً مضادة تهاجم الغدة الدرقية. ومن الجدير بالذكر أنّه من الضروري علاج الحامل من قصور الغدة الدرقية خشية أن يؤثر ذلك في الجنين أو يؤدي لحدوث مضاعفات صحية لدى الحامل.
  • اضطرابات الغدة النخامية: يُعتبر اضطراب الغدة النخامية وعدم قدرتها على إنتاج الهرمون المُنشِّط للغدة الدرقية (بالإنجليزية: Thyroid stimulating hormone) من الأسباب النادرة التي تسبّب قصوراً في الغدة الدرقية، وغالباً ما يُعزى حدوث هذا الاضطراب لنمو ورم في الغدة النخامية.

أعراض قصور الغدّة الدرقيّة

يتجلى قصور الغدة الدرقية من خلال ظهور مجموعة من الأعراض والعلامات على الشخص المصاب، وفيما يلي ذكر لأهمها:[2]

  • الإرهاق والتعب.
  • الضعف والوهن .
  • زيادة الوزن.
  • جفاف وتساقط الشعر، وزيادة خشونته.
  • شحوب لون البشرة وجفاف ملمسها.
  • عدم القدرة على تحمل درجات البرودة التي يمكن للأصحاء تحملها.
  • المعاناة من آلام وتشنجات عضلية متكررة.
  • الإمساك.
  • الشعور بالاكتئاب.
  • ضعف الرغبة الجنسية.

مضاعفات قصور الغدّة الدرقيّة

يمكن أن يؤدي إهمال قصور الغدة الدرقية وعدم علاجها إلى عدد من المشاكل الصحية، وفيما يلي ذكر لأهمها:[1]

  • تضخم الغدة الدرقية: إنّ التحفيز المستمر للغدة لإفراز المزيد من الهرمونات، قد يؤدي إلى تضخم الغدة الدرقية (بالانجليزية Goiter)، وهو ما قد يؤثر في عملية البلع أو التنفس.
  • الوذمة المخاطية: (بالانجليزية Myxedema)، وهي حالة نادرة وخطيرة تنتج بعد إهمال الإصابة بقصور الغدة الدرقية لفترة طويلة، ومن أهم أعراضها: عدم القدرة على تحمل البرودة، والنعاس، تليها حالة من الخمول العميق وفقدان الوعي. وقد يتطور الأمر إلى ما يُسمى بغيبوبة الوذمة المخاطية؛ ويكون ذلك في حال كان المصاب يعاني من الوذمة المخاطية، ويتناول المهدئات أو يتعرض لمزيد من الإجهاد، لذا يتوجب على المصاب التوجه للطبيب فور ظهور علامات الوذمة المخاطية.
  • مشاكل بالقلب: يرتبط إهمال قصور الغدة الدرقية بالكثير من مشاكل القلب؛ فقد يزيد ذلك من احتمالية إصابة الشخص باحتشاء عضلة القلب وغيرها من أمراض القلب الخطيرة.
  • انخفاض الخصوبة: يمكن أن يؤدي الانخفاض في هرمونات الغدة الدرقية إلى التأثير سلباً في الإباضة والخصوبة.
  • اعتلال الأعصاب الطرفية: من المحتمل أن ينتج عن إهمال علاج قصور الغدة الدرقية حدوث اعتلال في الأعصاب التي تنقل الإشارات العصبية من وإلى الأطراف؛ كالذراعين والساقين، وبالتالي يشعر المصاب بآلام وتنميل بأطرافه.
  • التشوهات الخلقية: يكون الأطفال الذين يُولدون من النساء اللواتي يعانين من أمراض الغدة الدرقية غير المعالجة أكثر عرضة للتشوهات الخلقية مقارنة بالأطفال الذين يُولدون لأمهات أصحاء.

علاج قصور الغدّة الدرقيّة

بشكل عام يكون العلاج الأمثل لمعظم حالات قصور الغدة الدرقية بإعطاء المصاب هرمونات الغدّة الدرقيّة المصنّعة على شكل أقراص دوائيّة، حيث تبدأ علامات قصور الغدة الدرقية بالاختفاء تباعاً بعد بدء المصاب بالعلاج، وغالباً ما يكون هذا النوع من العلاج مستمراً مدى الحياة، وإنّ ما قد يتغير عليه هو جرعته؛ والتي يتم تحديدها من قبل الطبيب، وذلك بعد الاطلاع على نتائج الفحوصات الدورية لمستوى هرمونات الغدة الدرقية للمصاب.[3]

قصور الغدّة الدرقيّة والحمل

ومن هذه المشاكل التي يؤثر من خلالها قصور الدرقية في الحمل: فقر الدم، وما قبل تسمم الحمل، واحتمالية الإجهاض، أو ولادة الجنين ميت، كما أنّ هناك فرصة كبيرة لحدوث تشوهات أثناء الحمل. ولتجنب تعرض الحمل للخطر عند النساء اللواتي يعانين من قصور الغدة الدرقية فإنّه يُنصح باتباع الآتي:[4]

  • المسارعة ببدء علاج قصور الغدة الدرقية، والمحافظة على جرعات الدواء كما هو محدد من قبل الطبيب طوال فترة الحمل، والقيام بفحوصات مستوى هرمونات الدرقية التي يطلبها الطبيب بشكل دوري خلال فترة الحمل، وذلك ليتخذ أي تعديلات على جرعة الدواء.
  • الاقتراح على الطبيب إجراء فحص مستوى هرمونات الدرقية حتى لو لم تكن الحامل تعاني من قصور الغدة الدرقية قبل الحمل، وذلك لأنّ هناك نسبة من النساء الحوامل اللاتي يتعرضن لقصور الغدة الدرقية أثناء فترة الحمل.
  • تناول طعام جيد وصحي يحتوي كميات كافية من الفيتامينات والمعادن أثناء فترة الحمل حيث إنّ ذلك من شأنه أن يسهم في بقاء الحمل صحياً.

المراجع

  1. ^ أ ب ت Mayo Clinic Staff (4-12-2018), "Hypothyroidism (underactive thyroid)"، mayoclinic, Retrieved 20-12-2018. Edited.
  2. ^ أ ب James Norman MD, FACS, FACE (11/27/2018), "Hypothyroidism: Overview, Causes, and Symptoms"، endocrineweb, Retrieved 08/02/2019. Edited.
  3. ↑ Mayo Clinic Staff (4-12-2018), "Hypothyroidism (underactive thyroid)"، mayoclinic, Retrieved 1-2-2019.
  4. ↑ Judith Marcin, MD (3-4-2017), "Everything You Need to Know About Hypothyroidism"، healthline, Retrieved 5-2-2019.