أسباب ضيق التنفس ليلاً
ضيق التنفس
يُعرف ضيق التنفّس بأنّه الشعور بالاختناق، وعدم الاكتفاء من الهواء، والشعور بالضيق في منطقة الصدر، وتتسبّب عدة أمور في ضيق التنفّس، منها؛ التواجد في الأماكن المرتفعة، أو ارتفاع درجة حرارة الجو بشكل كبير، أو بذل مجهود بدني شديد كممارسة التمارين الرياضية الشاقة، وتؤدي هذه الحالات إلى ضيق التنفس لدى الأشخاص الأصحاء بشكل طبيعي، بينما تُعتبر المعاناة من ضيق التنفس خارج هذا النطاق مؤشراً على وجود اضطرابات صحية لدى الإنسان، خصوصاً إذا كانت حالات ضيق التنفس شديدة أو مفاجئة.[1]
أسباب ضيق التنفس ليلاً
ترتبط بعض حالات المعاناة من ضيق التنفس ليلاً بالنوم، حيث يستيقظ الشخص بسبب الشعور بالاختناق وضيق التنفس، كما يتسبّب اتخاذ وضعية الاستلقاء في تحفيز ضيق التنفس عند وجود حالات صحية أخرى، ونذكر فيما يلي الحالات التي تسبب ضيق التنفس أثناء النوم أو الاستلقاء ليلاً.[2]
انقطاع النفس النومي
يُعتبر انقطاع النفس النومي (بالإنجليزية: Sleep Apnea) أحد اضطرابات النوم، والذي يؤدّي إلى انقطاع عملية التنفس لفترات قصيرة وبشكل متكرر أثناء النوم، وتستمر فترة انقطاع التنفس لمدة لا تقل عن عشر ثوانٍ في كل مرة، وتترافق الإصابة بانسداد النفس النومي مع ظهور عدة أعراض وعلامات لدى المصاب، مثل؛ الشخير المستمر والمزمن، وقلّة النوم، وما تسبّبه الأخيرة من الحاجة إلى النّوم أثناء أوقات العمل، وضعف التركيز والذاكرة، والشعور بالانزعاج، كما يؤدي إهمال هذه الحالة وعدم علاجها إلى حدوث مضاعفات خطيرة، مثل: ارتفاع ضغط الدم، والإصابة بالذبحة الصدرية، والسكتة الدماغية، وفشل القلب، والاكتئاب، وغيرها، وتجدر الإشارة إلى أنّ علاج انقطاع النفس الانسدادي النومي يتمّ باستخدام جهاز ضغط المجرى الهوائي الإيجابي المستمر (بالإنجليزية: Continuous positive airway pressure device)، وهو جهاز فعال يعمل على ضخ الهواء بشكل مستمر إلى الجهاز التنفسي عن طريق قناع موضوع على الوجه، ويضمن ذلك بقاء الممرات التنفسية مفتوحة خلال النوم، كما يُساهم تخفيف الوزن والإقلاع عن التدخين في تخفيف حدة الحالة.[3] وتنقسم حالة انقطاع النفس النومي إلى نوعين، وفيما يلي ذكر لهما:[3]
- انقطاع النفس النومي الانسدادي: وينتج بسبب عدم مقدرة العضلات الموجودة في الحلق على إبقاء الممرات التنفسية مفتوحة، وهي الحالة الأكثر شيوعاً.
- انقطاع النفس النومي المركزي: وينتج بسبب حدوث خلل في قدرة الدماغ على التحكم بعملية التنفس أثناء النوم، وهي حالة أقل شيوعاً.
القلق
يتسبّب القلق في بعض الحالات في المعاناة من نوبات الذعر أثناء النوم، والتي تدفع الإنسان للاستيقاظ مع شعوره بالاختناق والحاجة للتنفس، حيث يُعاني حوالي 70% مِن الأشخاص المصابين باضطرابات القلق من صعوبة النوم، كما يترافق القلق بظهور أعراض وعلامات أخرى لدى الشخص المصاب، منها؛ الشعور بعدم الراحة، وضعف التركيز، وتسارع نبض القلب.[4]
الربو
تؤدّي الإصابة بالربو إلى ظهور عدة أعراض وعلامات، منها؛ ضيق التنفس، والسعال، والشعور بالضيق في منطقة الصدر، والحرمان من النوم، كما تؤثر في حياة الإنسان بطرق أخرى، منها؛ شعوره بالإرهاق والتعب، والانزعاج خلال النهار بسبب قلة النوم، ويُعتبر السبب وراء جعل حالة الربو أكثر شدة خلال الليل غير واضح كلياً، إلا أنّها مرتبطة بالتعرض للمواد المسببة للتحسس، وبوضعية النوم، والهرمونات التي يتم إفرازها في الليل، كما أنّ الممرات التنفسية تتضيق أثناء النوم، مما يسبب السعال ليلاً، والذي بدوره يعمل على تضييقها بشكل أكبر.[5]
الانسداد الرئوي المزمن
يُعتبر مرض الانسداد الرئوي المزمن (بالإنجليزية: Chronic obstructive pulmonary disease) أحد أمراض الجهاز التنفسي، ويُعتبر التدخين المسبب الرئيسي للإصابة بالانسداد الرئوي المزمن، كما ترتبط فرصة الإصابة بفترة وكمية التدخين التي تعرض لها الشخص، كما أنّ التعرض الطويل الأمد للأبخرة أو الغبار، أو وجود بعض العوامل الجينية النادرة، يزيد من فرص الإصابة بالمرض، وتؤدي الإصابة بهذه الأمراض إلى ظهور عدة أعراض وعلامات، منها، ضيق التنفس، والتعرض المتكرر لعدوى الجهاز التنفسي، والسعال، وعند عدم أخذ العلاج قد تتزايد حدة الحالة مع مرور الزمن.[6] ويمكن بشكل عام تقسيم حالات مرض الانسداد الرئوي المزمن إلى نوعين رئيسيين، وهما:[6]
- التهاب القصبات المزمن: وهو الالتهاب المزمن الذي يصيب المجاري التنفسية.
- انتفاخ الرئة: وهو حالة من تضرر الحويصلات الهوائية الموجودة في الرئة.
فشل القلب
يُعدّ فشل القلب حالة مزمنة تتطور تدريجياً، ويُعاني فيها القلب من عدم القدرة على مجاراة متطلبات الجسم من الدم والأكسجين، مما يدفعه للمحاولة أن يتكيّف مع هذا القصور بعدة طرق، منها؛ التضخم، أو زيادة الكتلة العضلية فيه، أو زيادة سرعة نبضه، وذلك لضخ كميات أكبر من الدم للجسم، بالإضافة إلى حدوث بعض التغيرات التي تطرأ على الأوعية الدموية، حيث إنّها تتضيق ليرتفع ضغط الدم، كما يقوم الجسم بتركيز جريان الدم إلى الأعضاء المهمة في الجسم.[7]
وتعمل هذه الإجراءات بشكل مؤقت على تعويض نقص قوة القلب، إلا أنّ استمرار تدهور الحالة مع مرور الزمن يجعلها غير مجدية، حينها تظهر بعض الأعراض والعلامات، منها؛ الشعور بالإرهاق، ووجود صعوبة في التنفس، وانتفاخ البطن والأطراف، وعادةً ما تظهر هذه الأعراض بعد بدء ضعف القلب بعدة سنوات، ومن الجدير بالذكر أنّ حالة فشل القلب قد تُصيب الجزء الأيسر من القلب، أو الأيمن، أو كليهما، إلا أنّ الحالة تبدأ بالجزء الأيسر في معظم الحالات، وتُعتبر الإصابة المسبقة بالذبحة الصدرية، واضطرابات صمامات القلب، والإصابة بمرض الشريان التاجي، من مسببات الإصابة بفشل القلب.[7][4]
أسباب أخرى
توجد أسباب أخرى متعلّقة بالشعور بضيق التنفس ليلاً أو أثناء الاستلقاء، نذكر منها ما يلي:[2]
- السمنة الزائدة؛ حيث لا تُسبّب السمنة ضيق التنفس بشكل مباشر، إلّا أنّها تُساهم في زيادة سوء الحالات الأُرى التي تؤدي إلى الإصابة بضيق التنفس ليلاً.
- الشخير.
- التنقيط الأنفي الخلفي؛ وهي حالة تحدث عند تجمّع المخاط في مؤخرة الحلق، مما يتسبب بالشعور بالاختناق وضيق التنفس خلال النوم، ومن مُسبّبات الإصابة بالتنقيط الأنفي الخلفي: الإصابة بالارتداد المعدي المريئي، وعدوى الجيوب الأنفية، والمعاناة من الحساسية.[4]
المراجع
- ↑ "Shortness of breath", www.mayoclinic.org, Retrieved 31-5-2019. Edited.
- ^ أ ب "Breathing difficulty - lying down", www.medlineplus.gov, Retrieved 31-5-2019. Edited.
- ^ أ ب "Sleep Apnea", www.sleepfoundation.org, Retrieved 31-5-2019. Edited.
- ^ أ ب ت "Why do I wake up gasping for air?", www.medicalnewstoday.com, Retrieved 31-5-2019. Edited.
- ↑ "Nocturnal Asthma (Nighttime Asthma)", www.webmd.com, Retrieved 31-5-2019. Edited.
- ^ أ ب "Chronic obstructive pulmonary disease (COPD)", www.nhs.uk, Retrieved 31-5-2019. Edited.
- ^ أ ب "What is Heart Failure?", www.heart.org, Retrieved 31-5-2019. Edited.
