هل القلق يسبب نقصان الوزن

هل القلق يسبب نقصان الوزن
(اخر تعديل 2023-08-06 01:31:13 )

القلق

ينتج القلق (بالإنجليزية: Anxiety) عن التوتر الذي يحدث نتيجة الخوف من الأمور السيئة أو بسبب التعرض لعدَّةِ مواقفٍ صعبةٍ، ويؤدي القلق إلى إرهاق العقل والجسد من خلال التفكير بشكل كبير في ما قد يحصل، ومن الجدير بالذكر أنَّ القلق المزمن يمكن أن يؤثر على النشاطات خلال اليوم، كالنوم، وكيفية أداء العمل، والتركيز، وعلى العلاقات الاجتماعية، بالإضافة إلى أنّ العديد قد يلجؤون لعادات غير صحية من أجل التخفيف من حدّته؛ مثل: فرط الأكل، وتدخين السجائر، أو إدمان الكحول والمخدرات.[1]

يُصنف القلق حسب مدته إلى نوعين: القلق الحاد (بالإنجليزية: Acute stress)؛ وهو يستمر لمدة قصيرة، ويُساهم في التحكم بالمواقف الخطيرة، ويحدث هذا النوع من القلق أحياناً نتيجة تجربة أشياء جديدة، وشيِّقة، أمّا النوع الآخر فهو القلق المُزمن؛ الذي يبقى لمدة طويلة نسبياً إذ تتراوح بين أسابيع إلى عدَّة أشهر، وقد يحدث نتيجة مواجهة مشكلة دائمة أو طويلة؛ كخسارة الأموال، أو مشاكل في الأسرة والزواج، وغيرها، ويستجيب الجسم لهذا التوتر بإفراز هرمونات محددة، مما يُسبب العديد من المشاكل الصحية مع مرور الوقت؛ كارتفاع ضغط الدم، وأمراض القلب، والسكري، والسمنة، والاكتئاب، وأمراض جلدية؛ كالإكزيما، ومشاكل في الدورة الشهرية لدى الإناث، كما يؤدي القلق المُفرط إلى العديد من الأعراض: كالإمساك، والإسهال، والنسيان، والصداع، وقلة التركيز والنشاط، والتعب، وصعوبة في النوم أو الإفراط فيه، وزيادة الوزن أو فقدانه.[2]

القلق ونقصان الوزن

يلجأ الأشخاص عادةً إلى إحداث تغيير في نظامهم الغذائي وبعض عاداتهم، بالإضافة إلى البدء بممارسة النشاط الرياضي من أجل إنقاص وزنهم الزائد؛ للمحافظة على صحة أجسادهم، وفي المقابل قد يواجه العديد من الأشخاص مشاكل مختلفة تُسبب فقدان وزنهم بشكل لا إراديّ؛ إذ يكون نقصان الوزن إحدى أهم وأولى الأعراض المُلاحظة على الأشخاص المصابين، كما يُعدُّ القلق والاكتئاب أحد أسبابه؛ حيث إنَّ معظم الأشخاص الذي يعانون من الاكتئاب والقلق ولا يدركون أنهم يعانون منه على الرغم من أنّهم قد يخفون الكثير من أحاسيسهم الحقيقية عن العائلة والأصدقاء، مما ينعكس سلباً على كمية الطعام المُتناولة نتيجة فقدانهم للشهية.[3]

ويعود نقصان الوزن في حالة التوتر إلى الزيادة في معدل الأيض؛ الناتج عن استجابة الجسم لحالة الكر والفر (بالإنجليزية: Fight or flight response)؛ حيث يفرز الجسم هرمونات التوتر حينها: كهرمون الأدرينالين؛ الذي يُقلل من قابلية الجسم لتناول الطعام بالرغم من دوره في تحفيز الجسم للنشاطات الشديدة، وهرمون الكورتيزول؛ الذي يُثبط بعض وظائف الجسم خلال المرور بالفترات الصعبة كالوظائف المناعية، والتناسلية، بالإضافة للوظائف الهضمية؛ إذ تقل عمليات الهضم في الجسم؛ مما يُسبب الألم والحرقة في المعدة، والإسهال، والإمساك، ومن الممكن أنّ تتفاقم هذه الأعراض نتيجة التوتر المزمن مُسببةً الإصابة بالقولون العصبي، كما يؤثر التوتر على العصب الرئوي المعدي (بالإنجليزية: Vagus nerve)؛ فينعكس أثره بشكلٍ سلبيٍّ على عمليات الهضم والامتصاص والتمثيل الغذائي، بالإضافة لاحتمالية الإصابة بالعديد من الالتهابات، وتجدر الإشارة لوجود العديد من الأعراض الناتجة عن التوتر والقلق بالإضافة إلى نقصان الوزن، ومنها ما يأتي:[4]

  • الصداع.
  • عسر الهضم.
  • الشعور بالألم والحكة.
  • تشنج العضلات.
  • تقلُّب المزاج.
  • الإعياء.
  • صعوبة في النوم.
  • مشاكل في الذاكرة قصيرة الأمد.
  • زيادة سرعة نبضات القلب.

وسائل تساعد على التخلص من القلق

يلجأ العديد من الأشخاص إلى استخدام الأدوية في علاج الاكتئاب الذي يُعدُّ أحد أكثر الاضطرابات النفسية (بالإنجليزية: Mental illness) شيوعاً، ولكن يُنصح باتباع وسائل وعادات صحيّة وسليمة بدلاً من الأدوية، وفيما يأتي أهم هذه الوسائل:[5][6][7]

  • الابتعاد عن التوتر: حيث يرتبط هذا التوتر بالقلق والاكتئاب، كما يؤثر بشكل سلبي على الصحة بشكل عام، والصحة النفسية، والرضا عن الحياة وذلك بحسب دراسة أجريت عام 2012 على طلاب الطب البيطري، ويكون ذلك بالسيطرة على الضغوطات التي يعاني منها الأشخاص كمشاكل العمل، والدراسة، والأسرة.
  • ممارسة التمارين الرياضية: حيث تُحفز التمارين ذات الشدة العالية إفراز الهرمونات التي تعطي شعوراً بالسعادة كهرمون الإندورفين، كما تُساهم التمارين الرياضية ذات الشدة المنخفضة التي تمارس خلال مدة طويلة في إفراز بروتينات تُدعى بعناصر التغذية العصبية (بالإنجليزية: Neurotrophic factors)؛ التي تُحسن وظائف الدماغ، والشعور بشكل أفضل، ومن الجدير بالذكر أنّ الأشخاص المصابين بالاكتئاب يقل لديهم الدافع للتمرّن؛ لذلك يُنصح حينها بالبدء بممارسة تمرينات بسيطة كالمشي، أو القيام بأنشطة ممتعة لمدة خمس دقائق يومياً والزيادة تدريجياً.
  • النظام الغذائي: وذلك من خلال تناول الغذاء الذي يحتوي على المواد الغذائية الستة التي يحتاجها الجسم، ومراعاة ما يأتي:
  • التكلُّم مع صديق أو أحد أفراد العائلة؛ وذلك للتحكم بالتوتر الذي يصعب التغلب عليه.
  • تخصيص وقت للاسترخاء.
  • التنفس بعمق.
  • الإقلاع عن التدخين والكحول.
  • تدوين المشاعر والأسباب المؤدية للتوتر على مفكرة خاصة مع أوقات حدوثها.
  • مخاطبة النفس بعبارات إيجابيّةً؛ لما لها من تأثيرٍ في التحكم بالتوتر.[8]
  • القيام بالعديد من الأنشطة الأخرى التي تُخفف من التوتر، ومنها ما يأتي:[8]
  • تناول الدهون غير المشبعة، مثل: الطبخ بزيت الزيتون، وإضافة المكسرات، والبذور للوجبات.
  • الابتعاد عن تناول الدهون المتحولة التي توجد في اللحوم المُصنعة، والوجبات الجاهزة، والبسكويت، والكيك.
  • الإكثار من تناول الحبوب الكاملة، والخضروات، والفواكه.
  • تناول الأغذية التي تحتوي على الحمض الأميني التريبتوفان كالسمك، والدواجن، والبيض، والسبانخ.
  • تناول زيت السمك؛ وذلك لاحتوائه على الحمض الدهني أوميغا-3، أو تناول مكملات هذا الحمض بواقع مرتين بالأسبوع على الأقل.
  • الحرص على شرب ما يتراوح بين 6 إلى 8 أكواب من الماء.
  • تجنب المشروبات التي تحتوي على الكافيين؛ كالقهوة والصودا.
  • الأنشطة الفنية كالرسم أو العزف على آلة موسيقية.
  • قراءة كتاب قصير أو مجلة.
  • ممارسة الألعاب الرياضية، مثل: كرة السلة، والتنس، والغولف.
  • تربية الحيوانات الأليفة.
  • اللعب والتجوال مع الأطفال الصغار.
  • الاستماع للموسيقى.
  • الذهاب في نزهة إلى أماكن طبيعية.
  • ممارسة اليوغا.
  • ركوب الدراجة الهوائية أو الركض بالخارج.

أسباب أخرى لنقصان الوزن

هناك العديد من الأسباب الأخرى غير القلق، التي تؤدي إلى فقدان الوزن بشكل غير طبيعي، ومنها:[9]

  • الآثار الجانبية لبعض الأدوية.
  • إدمان الكحول أو المخدرات.
  • أمراض في القلب، أو الكبد، أو الكلية، أو الرئة.
  • مشاكل في إفراز الهرمونات من الغدد كمرض السكري غير المُشَّخص أو مرض أديسون.
  • حالات التهابية مزمنة؛ كالتهاب المفاصل الروماتويدي (بالإنجليزية: Rheumatoid arthritis).
  • مشاكل في الأسنان والفم، مثل: فقدان الأسنان، والتقرحات.
  • مشاكل في البلع كعسر البلع (بالإنجليزية: Dysphagia).
  • مشاكل وأمراض في الجهاز الهضمي، مثل: قرحة المعدة، ومرض كرون، والتهاب القولون التقرحي، ومرض حساسية القمح (بالإنجليزية: Coeliac disease).
  • العدوى البكتيرية، أو الطُفيلية، أو الفيروسية.
  • الخرف.
  • الإصابة بالسرطان؛ وتحديداً سرطان البنكرياس، والمريء، والمعدة، والرئتين؛ إذ يُسبب زيادة نشاط الخلايا السرطانية نقصان الوزن، ويُعدُّ أولى علامات الإصابة بالسرطان.[3]

المراجع

  1. ↑ "How Worrying Affects the Body", www.webmd.com, (10-8-2017), Retrieved 22-3-2019. Edited.
  2. ↑ "Stress and your health", www.medlineplus.gov, (5-5-2018)، Retrieved 22-3-2019. Edited.
  3. ^ أ ب Laurence Knott (30-11-2018), "Weight Loss"، www.patient.info, Retrieved 22-3-2019. Edited.
  4. ↑ Natalie Silver (31-7-2018), "Stress and Weight Loss: What’s the Connection?"، www.healthline.com, Retrieved 22-3-2019. Edited.
  5. ↑ Tom Seymour (4-1-2018), "What to know about avoiding depression"، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 22-3-2019. Edited.
  6. ↑ "Manage Stress", www.healthfinder.gov, (26-9-2018)، Retrieved 22-3-2019. Edited.
  7. ↑ "Stress treatment", www.healthdirect.gov.au, (9-2017), Retrieved 22-3-2019. Edited.
  8. ^ أ ب "3 Tips to Manage Stress", www.heart.org, (6-2014)، Retrieved 22-3-2019. Edited.
  9. ↑ "Unintentional weight loss", www.nhs.uk, (1-2-2019)، Retrieved 22-3-2019. Edited.