علامات يوم القيامة بالترتيب

علامات يوم القيامة بالترتيب
(اخر تعديل 2023-08-06 01:31:13 )

علامات الساعة

تُعرف الساعة لغةً على أنها أجزاء من الليل والنهار، وأما اصطلاحاً فتُعرّف على أنها الزمن الذي تقوم فيه القيامة، ويرجع السبب في تسميتها بهذا الاسم إلى أنها تأتي فجأة فيموت كل الخلق بصيحة واحدة، أو إلى سرعة الحساب فيها، ومن الجدير بالذكر أن الله تعالى قد أخفى عن عباده موعد قيام الساعة وجعله من الغيب الذي لا يطلع عليه أحد، ولكنه عز وجل جعل للساعة علامات تدل على اقترابها مصداقاً لقوله عز وجل: (فَهَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَن تَأْتِيَهُم بَغْتَةً فَقَدْ جَاءَ أَشْرَاطُهَا فَأَنَّى لَهُمْ إِذَا جَاءَتْهُمْ ذِكْرَاهُمْ).[1][2]

علامات يوم القيامة بالترتيب

ثمة علامات تسبق قيام الساعة وقد قسمها العلماء إلى علامات صغرى، وعلامات كبرى، وأما الصغرى فتسبق قيام الساعة بزمن بعيد نسبياً، وتشمل أحداثاً معتادة الوقوع، وقد تحصل في مكان دون مكان، أو يشعر بها جماعة من البشر دون أخرى، والحقيقة أن علامات الساعة الصغرى بدأت منذ زمن، فمنها بعثة النبي عليه الصلاة والسلام، وانشقاق القمر، وغيرها من العلامات، ومنها علامات لم تحدث بعد، ومن الجدير بالذكر أن علامات الساعة الكبرى تكون بعد انتهاء الصغرى، وتتميز بأنها تؤذن باقتراب يوم القيامة، وتشمل أحداثاً غير معتادة الوقوع، وبأن تأثيرها كبير فيشعر بها كل من على الأرض، وتجدر الإشارة إلى أن العلماء اختلفوا في عدد علامات يوم القيامة، بسبب اختلافهم في صحة سند الأحاديث التي ذكرتها، واختلافهم في تصنيف بعض العلامات بين الصغرى والكبرى، واختلفوا أيضاً في تسلسل وقوع العلامات الكبرى، ويرجع السبب في ذلك لعدم وجود نص صريح يبين ترتيب وقوعها، حيث ذُكرت في أغلب الأحاديث النبوية مجتمعة من غير ترتيب مفصولة بواو العطف، أو بـ(أو)، والحرفان لا يفيدان الترتيب، بالإضافة إلى أن ترتيب وقوعها يختلف في الحديث نفسه من رواية إلى أخرى، وحتى أن بعض الروايات ذكرت أن أول علامة كذا، وذكرت رواية أخرى أن أول علامة غير ذلك، ولكن العلماء حاولوا الجمع والتوفيق بين الروايات بأن الأولية بينها نسبية، أو من ناحية مخصوصة.[3]

علامات الساعة الصغرى

قسم العلماء علامات الساعة الصغرى من حيث ترتيب حدوثها إلى ثلاثة أقسام: القسم الأول ما حدث وانتهى، والقسم الثاني ما حدث ولا يزال يتكرر، والقسم الثالث ما لم يحدث بعد، وفيما يأتي بيان كل قسم منها:[4]

  • علامات الساعة التي حدثت وانتهت: وهي علامات انقضت ويستحيل تكرارها، ومنها بعثة محمد -صلى الله عليه وسلم- ووفاته، وانشقاق القمر، وتوقف الجزية والخراج، ونار الحجاز التي أضاءت أعناق الإبل في الشام.
  • العلامات التي حدثت ويستمرّ حدوثها، وقد يتكرر وقوعها: ومنها الفتوحات والحروب، كفتح القسطنطينية، وقتال الترك والتتر، وفارس، والروم، وزوال ملكهم، وغزو الهند، وستفتح في المستقبل روما وسيُعز الله تعالى دينه وعباده مصداقاً لقول النبي عليه الصلاة والسلام: (لا يبقى على الأرضِ بيتُ مَدَرٍ ولا وَبَرٍ إلَّا أدخَله اللهُ الإسلامَ بعِزِّ عزيزٍ أو بذُلِّ ذليلٍ)،[5] ومن العلامات التي وقعت وقد تتكرر تطاول الحفاة العراة رعاة الشاء بالبنيان، وولادة الأَمة ربتها، واستفاضة المال، وإسناد الأمر إلى غير أهله، وفساد المسلمين، وظهور الشرطة الذين يضربون الناس، وفشو التجارة، وقطع الأرحام، والمسخ، والقذف، والخسف الذي يعاقب به الله تعالى أقوام من المسلمين، وتداعي الأمم على الأمة الإسلامية، واختلال المقاييس، بحيث يصدق الكاذب، وُيكذب الصادق، ويُؤتمن الخائن، ويُشكك في أمانة الأمين، ويتصدر الرجال التافهون ويتكلمون بشأن عامة الناس مصداقاً لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: (سيَأتي علَى النَّاسِ سنواتٌ خدَّاعاتُ يصدَّقُ فيها الكاذِبُ ويُكَذَّبُ فيها الصَّادِقُ ويُؤتَمنُ فيها الخائنُ ويُخوَّنُ فيها الأمينُ وينطِقُ فيها الرُّوَيْبضةُ قيلَ وما الرُّوَيْبضةُ قالَ الرَّجلُ التَّافِهُ في أمرِ العامَّةِ)،[6]
  • العلامات التي لم تحدث بعد: ومنها عودة الجزيرة العربية جنات وأنهار، وقد يكون ذلك بسبب تغير مناخها الحار إلى اللطيف المعتدل، وتفجير الأنهار والعيون بقدرة الله تعالى، أو من خلال حفر أهلها للآبار، وزراعة الأرض كما يحدث في زماننا، ومن العلامات التي لم تحدث بعد انتفاخ الأهلة حيث يبدو الهلال كبيراً عند ظهوره كأنه لليلة أو ليلتين، وانحسار الفرات عن جبل من ذهب، وإخراج الأرض كنوزها المدفونة، وتكليم الجماد والسباع الأنس، وحصار المسلمين في المدينة، وتولي الجهجاه الملك على المسلمين بالقوة والبطش، وفتنة الدهماء والدهيماء، وفتنة الأحلاس، وآخرها خروج المهدي، وهو خليفة من نسل فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويوافق اسمه اسم النبي عليه الصلاة والسلام، واسم أبيه اسم والد النبي، ويبعثه الله تعالى ليملأ الأرض عدلاً وقسطاً بعد أن مُلئت ظلماً وجوراً.

علامات الساعة الكبرى

تتألف علامات الساعة الكبرى من عشر علامات تكون آخر ما يشهده الناس على الأرض قبل يوم القيامة، ومن الجدير بالذكر أن العلماء قد اختلفوا في ترتيب هذه العلامات زمنياً وقد سبق بيان السبب في ذلك، وعلى الرغم من صعوبة تحديد الترتيب الزمني لوقوعها إلا أنه ستظهر متتابعة بشكل سريع، فإذا ظهرت إحداها تبعتها الأخرى مصداقاً لما روي عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه قال: (خُروجُ الآياتِ بعضُها على إِثْرِ بعضٍ يَتَتَابَعْنَ كما تَتَابَعُ الخَرَزُ في النِّظامِ)،[7] وقد ذُكرت علامات الساعة الكبرى كلها في الحديث النبوي الذي رواه حذيفة بن أسيد الغفاري -رضي الله عنه- حيث قال:(اطَّلع النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ علينا ونحن نتذاكر. فقال: ما تذاكرون؟ قالوا: نذكر الساعةَ. قال: إنها لن تقومَ حتى ترَوا قبلَها عشرَ آياتٍ. فذكر الدخانَ، والدجالَ، والدابةَ، وطلوعَ الشمسِ من مغربِها، ونزولَ عيسى ابنِ مريم صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ويأجوجَ ومأجوجَ. وثلاثةَ خُسوفٍ: خَسفٌ بالمشرقِ، وخَسفٌ بالمغربِ، وخَسفٌ بجزيرةِ العربِ. وآخرُ ذلك نارٌ تخرج من اليمنِ تطردُ الناسَ إلى مَحشرِهم)،[8] ويمكن ترتيب العلامات زمنياً، حيث إن أول علامة ظهور الدجال، ثم نزول عيسى عليه السلام من السماء، ثم خروج يأجوج ومأجوج، ثم طلوع الشمس من مغربها، ثم خروج الدابة، ثم الدخان، ثم وقوع ثلاثة خسوف لا يشهدها إلا الكفار وتحدث في: المشرق، والمغرب، وجزيرة العرب، وآخر علامة قبل القيامة هي النار التي تخرج من عدن لتسوق الناس إلى المحشر.[9]

المراجع

  1. ↑ سورة محمد، آية: 18.
  2. ↑ "أشراط الساعة (معناها ودلائلها)"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 24-12-2018. بتصرّف.
  3. ↑ "أشراط الساعة الصغرى والكبرى"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 14-12-2018. بتصرّف.
  4. ↑ "ما هي علامات الساعة الصغرى التي لم تقع إلى الآن ؟"، islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 24-12-2018. بتصرّف.
  5. ↑ رواه ابن حبان، في صحيح ابن حبان، عن المقداد بن الأسود، الصفحة أو الرقم: 6699، أخرجه في صحيحه.
  6. ↑ رواه الألباني، في صحيح ابن ماجه، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 3277، صحيح.
  7. ↑ رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 3227 ، صحيح.
  8. ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن حذيفة بن أسيد الغفاري، الصفحة أو الرقم: 2901، صحيح.
  9. ↑ "علامات القيامة الكبرى"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 24-12-2018. بتصرّف.