مقومات الصحة النفسية في الإسلام
مقومات الصحّة النفسيّة في الإسلام
إنّ الإيمان بالله تعالى هو مبدأ أساسيٌّ لأيّ نظامٍ علاجيّ في علم النفس من وجهة النظر الإسلامية، فالإنسان إذا ابتعد عن ربه، وضعفت علاقته به اضطربت فعاليته، وأصبحت لديه الكثير من المشاكل والهموم، والإنسان عادةً إذا خلا بنفسه واجهته أفكاره التخويفيّة، ولا حلّ لمثل تلك الأفكار إلّا بالإيمان، لذلك فإنّ كثيراً من المصابين بالقلق، والخوف، والوسوسة، وأداء السلوك الجبريّ، ونحوها من الأمراض النفسيّة يكون شفاءهم من خلال العلاج النفسيّ الإيمانيّ، فالسعادة الحقيقية المستمرة تكمن في سلوك الإيمان الصحيح، وهو الإيمان العلميّ المنهجيّ اليقينيّ بالله تعالى، ويكون بالتزام تعاليم كتابه الكريم، واتباعه رسوله عليه الصلاة والسلام، وهذا يحلّ عُقَد كثيرٍ من المصابين بالعقد النفسيّة، كعقدة الخوف من الموت، أو عقدة النقص، أو التعالي، أو الخوف على الرزق والمستقبل، أو عقدة حُبّ المال، ونحوها، ويجدر الإشارة إلى أنّ الإيمان بالله تعالى إذا بُث في نفس الإنسان من الصغر، أكسبه مناعةً ضدّ الإصابة بالأمراض النفسيّة، فالإيمان يزيد من ثقة الإنسان بالله سبحانه، ومن قدرته على تحمل مشاقّ وصِعاب الحياة، ويبعث في نفسه الطمأنينة، وراحة البال، والسعادة.[1][2]
الزكاة والصحة النفسية
ليست الزكاة نظاماً مالياً فقط، بل هي نظامٌ اجتماعي، وخُلقي، واقتصادي، بالإضافة إلى كونها عبادةٌ دينيةٌ مهمّةٌ، والحقيقة أنّ المسلم بأدائه لهذه العبادة يكتسب خصالاً حميدةً كثيرةً، ممّا يجعله يتّمتع بشخصيةٍ ناضجةً سويّةً، مشتملةً على مقوّمات الصحّة النفسيّة، كما أنّها سببٌ في وقايته من أمراض القلق والتوتر، وفيما يأتي ذكر بعض معالم:[3]
- تقي الزكاة مُخرجها من الأنانيّة، وحُبّ التملّك، كما تجلي قلوب المتصدّق عليهم من الأحقاد والأضغان.
- تطهّر الزكاة النفس من معاني البخل والشحّ، ومن دنس القسوة على الفقراء.
- تحمي الزكاة المجتمع من التفكّك، ومن انتشار الفردية والأنانية فيه، كما تزرع فيه معاني التكافل الاجتماعي.
الصيام والصحة النفسية
يعدّ الصيام وقاية من أمراض القلب، والروح، والجسم، فهو علاجٌ روحيٌّ ونفسيٌّ إذا ما رُوعيت مقاصده وأسراره، والصيام مدرسةٌ كبرى لتطهير النفس وتأديبها، ففيه فوائد ومنافع نفسيّة كثيرة، منها: إنماء شخصية الإنسان، حيث يصبح به ناضجاً متحمّلاً للمسؤولية، وهو يعطيه فرصةً للتفكّر في ذاته، ويمكّنه من إيجاد التوازن الذي يساهم في الحفاظ على الصحة النفسية لديه، كما أنّه يدرّب الإنسان ويمكّنه من التحكّم بذاته، ويقوي عزيمته وإرادته، ويُخلّصه من المشاعر السلبية المختلفة التي ترافق الأمراض النفسيّة، كما يعدّ الصبر على الامتناع عن الأكل والشرب، وباقي الممارسات خلال النهار سبباً في رفع مستوى قدرة المريض على مقاومة الأعراض المرضيّة، ممّا يسهم في تحسّن حالته الصحيّة.[4][5]
المراجع
- ↑ رحيل بهيج (2013-4-30)، "المعالجة النفسية بالإيمان"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 2019-1-9. بتصرّف.
- ↑ "الصحة النفسية"، ar.islamway.net، اطّلع عليه بتاريخ 9-1-2019. بتصرّف.
- ↑ رحيل بهيج (2013-9-4)، "الزكاة والصحة النفسية"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 2019-1-9. بتصرّف.
- ↑ د. فرغلي هارون (2013-7-11)، "الصيام والصحة النفسية للفرد والمجتمع"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 2019-1-9. بتصرّف.
- ↑ "الصوم والصحة النفسية"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 9-1-2019. بتصرّف.