قصائد خالدة

قصائد خالدة
(اخر تعديل 2023-08-06 01:31:13 )

هناك العديد من القصائد التي كتبت وقيلت، ولكن لمعظمها تأثير خاص منحها طابعاً مميزاً فبقيت خالدة تقرأ إلى يومنا هذا، لهذا إليكم هنا أجمل القصائد الخالدة:

هذا الذي تعرف البطحاء وطأته - الفرزدق

يا سائلي أين حل الجود والكرم

هذا الذي تعرف البطحاء وطأته

هذا ابن خير عباد الله كلهم

هذا الذي أحمد المختار والده

لو يعلم الركن من قد جاء يلثمه

هذا علي رسول الله والده

هذا الذي عمه الطيار جعفر

هذا ابن سيدة النسوان فاطمة

إذا رأته قريش قال قائلها

يكاد يمسكه عرفان راحته

وليس قولك من هذا بضائره

ينمي إلى ذروة العز التي قصرت

يغضي حياء ويُغضى من مهابته

ينجاب نور الدجى عن نور غرته

بكفه خيزران ريحه عبق

ما قال لا قط إلا في تشهده

مشتقة من رسول الله نبعته

حمال أثقال أقوام إذا فدحوا

إن قال قال بما يهوى جميعهم

هذا ابن فاطمة إن كنت جاهله

الله فضله قدما وشرفه

من جده دان فضل الأنبياء له

عم البرية بالإحسان وانقشعت

كلتا يديه غياث عم نفعهما

سهل الخليقة لا تخشى بوادره

لا يخلف الوعد ميموناً نقيبته

من معشر حبهم دين وبغضهم

يستدفع السوء والبلوى بحبهم

مقدم بعد ذكر الله ذكرهم

إن عد أهل التقى كانوا أئمتهم

لا يستطيع جواد بعد غايتهم

هم الغيوث إذا ما أزمة أزمت

يأبى لهم أن يحل الذم ساحتهم

لا يقبض العسر بسطا من أكفهم

إن القبائل ليست في رقابهم

من يعرف الله يعرف أولية ذا

بيوتهم في قريش يستضاء بها

فجده من قريش في أرومتها

بدر له شاهد والشعب من أحد

وخيبر وحنين يشهدان له

مواطن قد علت في كل نائبة

رثاء الاندلس - أبو البقاء الرندي

لِكُلِّ شَيءٍ إِذا ما تَمّ نُقصانُ

هِيَ الأُمُورُ كَما شاهَدتُها دُوَلٌ

وَهَذِهِ الدارُ لا تُبقي عَلى أَحَدٍ

يُمَزِّقُ الدَهرُ حَتماً كُلَّ سابِغَةٍ

وَيَنتَضي كُلَّ سَيفٍ للفَناء وَلَو

أَينَ المُلوكُ ذَوي التيجانِ مِن يَمَنٍ

وَأَينَ ما شادَهُ شَدّادُ في إِرَمٍ

وَأَينَ ما حازَهُ قارونُ من ذَهَبٍ

أَتى عَلى الكُلِّ أَمرٌ لا مَرَدّ لَهُ

وَصارَ ما كانَ مِن مُلكٍ وَمِن مَلكٍ

دارَ الزَمانُ عَلى دارا وَقاتِلِهِ

كَأَنَّما الصَعبُ لَم يَسهُل لَهُ سببٌ

فَجائِعُ الدُهرِ أَنواعٌ مُنَوَّعَةٌ

وَلِلحَوادِثِ سلوانٌ يُهوّنُها

أَتى عَلى الكُلِّ أَمرٌ لا مَرَدّ لَهُ

دهى الجَزيرَة أَمرٌ لا عَزاءَ لَهُ

أَصابَها العينُ في الإِسلامِ فاِرتزَأت

فاِسأل بَلَنسِيةً ما شَأنُ مرسِيَةٍ

وَأَين قُرطُبة دارُ العُلُومِ فَكَم

وَأَينَ حمص وَما تَحويِهِ مِن نُزَهٍ

قَوَاعد كُنَّ أَركانَ البِلادِ فَما

تَبكِي الحَنيفِيَّةُ البَيضَاءُ مِن أَسَفٍ

عَلى دِيارٍ منَ الإِسلامِ خالِيَةٍ

حَيثُ المَساجِدُ قَد صارَت كَنائِس ما

حَتّى المَحاريبُ تَبكي وَهيَ جامِدَةٌ

يا غافِلاً وَلَهُ في الدهرِ مَوعِظَةٌ

وَماشِياً مَرِحاً يُلهِيهِ مَوطِنُهُ

تِلكَ المُصِيبَةُ أَنسَت ما تَقَدَّمَها

يا أَيُّها المَلكُ البَيضاءُ رايَتُهُ

يا راكِبينَ عِتاق الخَيلِ ضامِرَةً

وَحامِلينَ سُيُوفَ الهِندِ مُرهَفَةً

وَراتِعينَ وَراءَ البَحرِ في دعةٍ

أَعِندكُم نَبَأ مِن أَهلِ أَندَلُسٍ

كَم يَستَغيثُ بِنا المُستَضعَفُونَ وَهُم

ماذا التَقاطعُ في الإِسلامِ بَينَكُمُ

أَلا نُفوسٌ أَبيّاتٌ لَها هِمَمٌ

يا مَن لِذلَّةِ قَوم بَعدَ عِزّتهِم

بِالأَمسِ كانُوا مُلُوكاً فِي مَنازِلهِم

فَلَو تَراهُم حَيارى لا دَلِيلَ لَهُم

وَلَو رَأَيت بُكاهُم عِندَ بَيعهمُ

يا رُبَّ أمٍّ وَطِفلٍ حيلَ بينهُما

وَطفلَة مِثلَ حُسنِ الشَمسِ إِذ برزت

يَقُودُها العِلجُ لِلمَكروهِ مُكرَهَةً

لِمثلِ هَذا يَبكِي القَلبُ مِن كَمَدٍ

النفس تبكي على الدنيا - علي بن أبي طالب

النَفسُ تَبكي عَلى الدُنيا وَقَد عَلِمَت

لا دارَ لِلمَرءِ بَعدَ المَوتِ يَسكُنُها

فَإِن بَناها بِخَيرٍ طابَ مَسكَنُها

أَينَ المُلوكُ الَّتي كانَت مُسَلطَنَةً

أَموالُنا لِذَوي الميراثِ نَجمَعُها

كَم مِن مَدائِنَ في الآفاقِ قَد بُنِيَت

لِكُلِّ نَفسٍ وَإِن كانَت عَلى وَجَلٍ

فَالمَرءُ يَبسُطُها وَالدَهرُ يَقبُضُها

المؤنسة - قيس ليلى

تذَكَّرتُ لَيلى وَالسِنينَ الخَوالِيا

وَيَومٍ كَظِلِّ الرُمحِ قَصَّرتُ ظِلَّهُ

بِثَمدينَ لاحَت نارُ لَيلى وَصُحبَتي

فَقالَ بَصيرُ القَومِ أَلمَحتُ كَوكَباً

فَقُلتُ لَهُ بَل نارُ لَيلى تَوَقَّدَت

فَلَيتَ رِكابَ القَومِ لَم تَقطَعِ الغَضى

فَيا لَيلَ كَم مِن حاجَةٍ لي مُهِمَّةٍ

خَليلَيَّ إِن تَبكِيانِيَ أَلتَمِس خَليلاً

فَما أُشرِفُ الأَيفاعَ إِلّا صَبابَةً

وَقَد يَجمَعُ اللَهُ الشَتيتَينِ بَعدَما

لَحى اللَهُ أَقواماً يَقولونَ إِنَّنا

وَعَهدي بِلَيلى وَهيَ ذاتُ مُؤَصِّدٍ

فَشَبَّ بَنو لَيلى وَشَبَّ بَنو اِبنِها

إِذا ما جَلَسنا مَجلِساً نَستَلِذُّهُ

سَقى اللَهُ جاراتٍ لِلَيلى تَباعَدَت

وَلَم يُنسِني لَيلى اِفتِقارٌ وَلا غِنىً

وَلا نِسوَةٌ صَبِّغنَ كَبداءَ جَلعَداً

خَليلَيَّ لا وَاللَهِ لا أَملِكُ الَّذي

قَضاها لِغَيري وَاِبتَلاني بِحُبِّها

وَخَبَّرتُماني أَنَّ تَيماءَ مَنزِلٌ لِلَيلى

فَهَذي شُهورُ الصَيفِ عَنّا قَدِ اِنقَضَت

فَلَو أَنَّ واشٍ بِاليَمامَةِ دارُهُ

وَماذا لَهُم لا أَحسَنَ اللَهُ حالُهُم

وَقَد كُنتُ أَعلو حُبَّ لَيلى فَلَم يَزَل

فَيا رَبِّ سَوّي الحُبَّ بَيني وَبَينَها

فَما طَلَعَ النَجمُ الَّذي يُهتَدى بِهِ

وَلا سِرتُ ميلاً مِن دِمَشقَ وَلا بَدا

وَلا سُمِّيَت عِندي لَها مِن سَمِيَّةٍ

وَلا هَبَّتِ الريحُ الجُنوبُ لِأَرضِها

فَإِن تَمنَعوا لَيلى وَتَحموا بِلادَها

فَأَشهَدُ عِندَ اللَهِ أَنّي أُحِبُّها

قَضى اللَهُ بِالمَعروفِ مِنها لِغَيرِنا

وَإِنَّ الَّذي أَمَّلتُ يا أُمَّ مالِكٍ

أَعُدُّ اللَيالي لَيلَةً بَعدَ لَيلَةٍ

وَأَخرُجُ مِن بَينِ البُيوتِ لَعَلَّني

أَراني إِذا صَلَّيتُ يَمَّمتُ نَحوَها

وَما بِيَ إِشراكٌ وَلَكِنَّ حُبَّها

أُحِبُّ مِنَ الأَسماءِ ما وافَقَ اِسمَها

خَليلَيَّ لَيلى أَكبَرُ الحاجِ وَالمُنى

لَعَمري لَقَد أَبكَيتِني يا حَمامَةَ

خَليلَيَّ ما أَرجو مِنَ العَيشِ بَعدَما

وَتُجرِمُ لَيلى ثُمَّ تَزعُمُ أَنَّني

فَلَم أَرَ مِثلَينا خَليلَي صَبابَةٍ

خَليلانِ لا نَرجو اللِقاءَ وَلا نَرى

وَإِنّي لَأَستَحيِيكِ أَن تَعرِضِ المُنى

يَقولُ أُناسٌ عَلَّ مَجنونَ عامِرٍ

بِيَ اليَأسُ أَو داءُ الهُيامِ أَصابَني

إِذا ما اِستَطالَ الدَهرُ يا أُمَّ مالِكٍ

إِذا اِكتَحَلَت عَيني بِعَينِكِ لَم تَزَل

فَأَنتِ الَّتي إِن شِئتِ أَشقَيتِ عِيشَتي

وَأَنتِ الَّتي ما مِن صَديقٍ وَلا عِداً

أَمَضروبَةٌ لَيلى عَلى أَن أَزورَها

إِذا سِرتُ في الأَرضِ الفَضاءِ رَأَيتُني

يَميناً إِذا كانَت يَميناً وَإِن تَكُن

وَإِنّي لَأَستَغشي وَما بِيَ نَعسَةٌ

هِيَ السِحرُ إِلّا أَنَّ لِلسِحرِ رُقيَةً

إِذا نَحنُ أَدلَجنا وَأَنتِ أَمامَنا

ذَكَت نارُ شَوقي في فُؤادي فَأَصبَحَت

أَلا أَيُّها الرَكبُ اليَمانونَ عَرَّجوا

أُسائِلُكُم هَل سالَ نَعمانُ بَعدَنا

أَلا يا حَمامَي بَطنِ نَعمانَ هِجتُما

وَأَبكَيتُماني وَسطَ صَحبي وَلَم أَكُن

وَيا أَيُّها القُمرِيَّتانِ تَجاوَبا

فَإِن أَنتُما اِسطَترَبتُما أَو أَرَدتُما

أَلا لَيتَ شِعري ما لِلَيلى وَمالِيا

أَلا أَيُّها الواشي بِلَيلى أَلا تَرى

لَئِن ظَعَنَ الأَحبابُ يا أُمَّ مالِكٍ

فَيا رَبِّ إِذ صَيَّرتَ لَيلى هِيَ المُنى

وَإِلّا فَبَغِّضها إِلَيَّ وَأَهلَها فَإِنّي بِ

عَلى مِثلِ لَيلى يَقتُلُ المَرءُ نَفسَهُ

خَليلَيَّ إِن ضَنّوا بِلَيلى فَقَرِّبا

وإن مت من داء الصبابة فأبلغا