كيف يكون الإنسان حكيماً

كيف يكون الإنسان حكيماً
(اخر تعديل 2023-08-06 01:31:13 )

الحكمة

يُساعد اتّصاف الإنسان بالحكمة في امتلاكه عدداً من الصفات التي تساعد على المحافظة على الهدوء والاتزان وقت حدوث المصائب والهموم، حيث ينظرون إلى الصورة الكُليّة بشكل عميق، وإن كلفهم ذلك الأمر الرجوع خطوة أو عدة خطوات إلى الوراء، لأن ذلك الأمر يساعد على إيجاد بعض الحلول البديلة للمصائب والتفكير في عُمق، والرغبة المدروسة على تغيير العالم. ويتسم الحُكماء بقدرتهم على التفاؤل وإن كان في خِضم العديد من المشاكل العصيبة، ويحتفظون بقدرتهم على الحكم بشكل صائب.[1]

درس العلماء مفهوم الحكمة منذ قديم الزمان، فمن الممكن أن يبذل الإنسان مجهوداً من أجل أن يتّصف بهذ الصفة، حيث يقول العالم النفسي إيغور غروسمان الذي يعمل في جامعة ووترلو الكندية بأن الحكمة ترتبط مع التأثيرات الإيجابية في حياة الإنسان، مما يُساعد على التقليل من المشاعر السلبية لدى الإنسان، فتقل نسبة إصابته بالاكتئاب، وقد توصّل هذا العالم مع عدد من زملائه إلى أن اتصاف الإنسان بالحكمة يساعد على زيادة عمر الإنسان، وبأن الحكمة تُساعد الإنسان على صُنع علاقات اجتماعيه جيّدة مع غيره، كما أنها تُساعده على إيجاد القرارات التي تتناسب مع طبيعة حياته.[1]

تعريف الحكمة

الحكمة في اللغة هي كل أمر يمنع الإنسان من القيام بالأخلاق الرذيلة، وهي مُشتقّةٌ من الحَكَمة أي ما يُحيط في حنك الحصان لمنعه من الركض بسرعة، ومعنى إحكام الإنسان للأمر أي قيامه بشكل مثالي ومُتقن، والحكمة في الاصطلاح لدى ابن القيم هي فعل كل الأمور التي يجب أن يقوم بها الإنسان بالطريقة المناسبة على أتم وجه وبالوقت المناسب، أما الحكمة لدى ابن النووي فهي العلوم التي تتسم في اتباعها للأحكام الشرعية، والتي تحتوي على المعرفة في وجود الله -عز وجل-، وأن يكون صاحبها مُتصفاً بالتهذيب، والالتزام بالحق والقيام به، مع عدم اتباع الأهواء الباطلة.[2]

كيف يكون الإنسان حكيماً

درس علماء النفس الحكمة منذ عدة قرون، ووجدوا بأن اتصاف الإنسان بالحكمة يُفيده بشكلٍ أكبر من تمكّنه من اتخاذ القرارات بشكلٍ حكيمٍ، لأنّه يُساعده على الشعور بالرضا في حياته، ويجعل علاقته مع من حوله أفضل، كما أنه يُساعد على التقليل من الشعور بالحزن والكآبة،[3] ومن الممكن أن يكون الإنسان حكيماً عن طريق الاتصاف بهذه الصفات:[4]

  • لا يعتبر الكِبر في السن أحد الأسباب المباشرة التي تساعد على اكتساب الإنسان للحكمة، حيث إن التجربة بحد ذاتها ليست ما يجعل الإنسان حكيماً، بل ما يجعله كذلك هو قدرته على تحليل واستنباط الدروس من التجارب التي تمر عليه في حياته، وقد وُجد أنه لا علاقة بين الحكمة والعمر في الفترة العمرية ما بين الخامسة والعشرين وحتى الخامسة والسبعين، حيث من الممكن أن يكون المرء حكيماً في عمر الثلاثين كما في عمر الستين، ويلعب ذكاء الإنسان دوراً في تكوين الحكمة بنسبة 2% فقط، حيث لا يُعتبر الذكاء من الأمور التي تعتمد عليها الحكمة.
  • أن يتصف الإنسان بالقدرة على الموازنة ما بين الصالح الذاتي والعام في الوقت نفسه، وأن يستطيع الإنسان النظر لما وراء رغباته الخاصة، ويقول العالم النفسي روبرت ستيرنبرغ بأن الجمع بين الغرور والحكمة من الأمور غير الممكنة، لأن الإنسان الذي يعطي مصلحته الأولوية على مصلحة غيره لا يعتبر إنساناً حكيماً.
  • يعمل الإنسان الحكيم على تغيير الوضع الراهن للأمور، فهم يعملون على وضع قواعد جديدة والبحث عن طُرق أفضل لتغيير الأمور.
  • لا يقوم الإنسان الحكيم بالحُكم على الأمور قبل فهمها، حيث يقوم الأشخاص قليلو الحكمة بوضع البشر في واحدة من فئتين، الفئة السيئة والجيدة، أما الحكماء يبحثون عن تفسير وفهم سلوكيات الإنسان وشرحها، ويُساعد ذلك الأمر على تقديم المشورة المثالية للآخرين.
  • يتّصف الحكماء بُقدرتهم على النظر إلى الأمور الإيجابية من الغيوم التي تُصيب حياتهم، حيث يرون أن هموم اليوم قد تجلب الفوائد اللاحقة، إلا أن هذا لا يعني أن الأشخاص الحكماء هم أكثر سعادة من غيرهم، وذلك لأنهم واقعيون وينقدون ذواتهم باستمرار.
  • يتصف الحكماء بقدرتهم على التفكير قبل التحدث، فالحكيم يسير على مبدأ إن خرج القول من فم الإنسان فإنه لا يعود، حيث لا يقول الإنسان الحكيم سوى الأمور التي تجعله يفتخر بقولها.[5]
  • التفكير في الأمور جيداً قبل الحصول على النتيجة، وإن كان الإنسان غاضباً ومنزعجاً فإنه لن يستطيع التفكير بشكل واضح، لذا يجب أن يهدأ الإنسان من أجل أن يتمكّن من التفكير في الحقائق بشكل واضح ومنطقي.[5]

فوائد الحكمة

هناك العديد من الفوائد للحكمة، ومن أهمها ما يأتي:[6]

  • تُعتبر الحكمة أحد الأمور التي تُساعد على معرفة الله -سبحانه وتعالى- والتقرّب منه.
  • تُعتبر الحكمة أحد صفات الأنبياء، والعلماء، والأشخاص الصالحين.
  • تساعد على أن يكون الإنسان مُصيباً في أفعاله وأقواله.
  • تساعد على تشريف الإنسان ورِفعة مكانته بين من حوله.
  • تساعد الحكمة على علو شأن صاحبها واكتمال عقله، وهذا الأمر يساعد على جعل الإنسان أقرب ممن حوله ومحبباً لقلوبهم، مما يساعد على جعل الآخرين مطيعين له ويستمعون لرأيه وللأمور التي يشاورهم بها.
  • تساعد الإنسان على العمل بما يتفق مع الشريعة الإسلامية، فتصبح أفعاله وأقواله سليمة، ولديه بصيرة تساعده على الأمن من العواقب.
  • تساعد على تزكية الروح وصفاء القلب وخلوه من كل أمر سيء.
  • تعمل على اتصاف الإنسان بالهيبة والوقار، ويصبح الإنسان نافعاً في أي مكان يحل به، بحيث يكون مصدر خير لنفسه ولمن حوله.

المراجع

  1. ^ أ ب كلوديا هاموند (27/1/2017)، "كيف يمكنك أن تصبح أكثر حكمة؟"، www.bbc.com، اطّلع عليه بتاريخ 19/6/2018. بتصرّف.
  2. ↑ "معنى الحِكْمَة لغةً واصطلاحًا"، WWW.DORAR.NET، اطّلع عليه بتاريخ 19/6/2018. بتصرّف.
  3. ↑ Claudia Hammond (24/1/2017), "What is wisdom? And can you learn it?"، www.bbc.com, Retrieved 19/6/2018. Edited.
  4. ↑ Adam Grant (28/8/2013), "How to Think Like a Wise Person"، www.psychologytoday.com, Retrieved 19/6/2018. Edited.
  5. ^ أ ب Carol Morgan, "10 Ways to Think Like A Wise Person"، www.lifehack.org, Retrieved 19/6/2018. Edited.
  6. ↑ "فوائد الحِكْمَة "، WWW.ar.islamway.net، 29/1/2014، اطّلع عليه بتاريخ 19/6/2018. بتصرّف.