كيف أصلح بيني وبين زوجي

كيف أصلح بيني وبين زوجي

مشاكل الزواج

تواجهنا الكثير من المشاكل في حياتنا اليومية، وقد تكون أكثر المشاكل التي تُثير خوفاً وقلقاً يوميّاً لدينا هي المُشكلات التي تكون بين الزوج وزوجته، كيف نخفف من حدة هذه المشاكل وننظّم عش الزوجية بشكل رائع، بحيث يُصبح عشاً هادئاً خالياً من المشاكل والقلق؟

هُناك بعض الخلافات التي قد تنشُب بين الزوجين، لكن حلها مُرتبط بكيفية القدرة على حل هذا الخلاف كي لا يتطور، وقد يصل في كثير من الأحيان إلى الطلاق، وهذا يتطلب منكِ أيتها الزوجة أن تكوني على مقدرة بكيفية التعامل مع هذه المشكلات، ويتطلب منكَ أيها الزوج القدرة على تفهم هذه المشكلات والتعامل معها بسلاسة وعدم تعقيد الأمور بشكل يجعل حلها صعب ووضع أسس و قواعد لبناء حياة زوجية سعيدة، على أسس أكثر رُقي وأخلاق، ويجب أن تقوم العلاقة بين الزوج والزوجة على الحب والمودة.

الزواج

الزواج هو اقتران أحد الشيئين بالآخر، وارتباطهما ببعض، بعد أن كان كُل واحد يعيش على حدة، وتقوم العلاقة الزوجية على أساس الحب والمودة والاحترام المُتبادل والعطف، وليس كما يعتقد البعض وحسب نظرتهم الضيّقة لمفهوم الزواج، بأنه يقوم على النكاح فقط، فهذا المفهوم خاطئ؛ فالزواج هو تنظيم للنسل وحفاظ للأخلاق والعفة والأدب، ويقوم على أسس تربوية دينية وأخلاقية.

الهدف من الزواج

للزواج أهداف كثيرة ومنها:

  • تنظيم النسل وحفظ الفرج وغض البصر وتهذيب النفس؛ فالزواج رابطة روحانية تجمع بين الزوجين على أساس المودة والرحمة والعطف.
  • الزواج هو أساس لبناء الأسرة، فالأسرة هي الخلية الأولى في بناء المجتمع، ويجب على كُل فرد من هذه الأسرة أن يعرف أن له حقوق وعليه واجبات أيضاً يتوجب عليه فعلها والالتزام بها، فإذا صلحت الأسرة يصلح سائر المُجتمع.
  • الهدف الآخر من الزواج هو توزيع الأعباء بين الزوجين بما يُحقق الراحة والسعادة بين الزوجين وبناء أسرة سعيدة.
  • قال الرسول صلى الله عليه وسلم: " يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج فإنّه أغض للبصر وأحصن للفرج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء "، فالزواج وقاية للشباب من انتشار الفاحشة والرذيلة، فالزواج يجعل الإنسان المُسلم يُكمل نصف دينه فيتقِ الله في زوجته وأبنائه.
  • تقوية الصلات والمعارف من خلال المصاهرة واتساع دائرة القرابة، فعند الزواج من أحد الفتيات التي قد تكون من عائلة أخرى غير عائلتك، تُصبح لك عائلة أخرى ومعارف آخرين، فيتوجب عليك زيارتهم بين كل فترة وأخرى، لتبني علاقة جيدة بينك وبين عائلة زوجتك، وتقوية الروابط الأسرية بشكل جيد، بينك وبين عائلتها، وأيضاً زيارة أقاربك أنتَ أيضاً وتعريفهم على زوجتك ومدحك لك ومدحها لك أمام أهلك وأهلها، يزيد من نسبة الحب بينك وبينها بنسبة كبيرة ويجعل بينكم مودة، وانسجام أُسري، وهذا يجعلكم أكثر تلاءماً وتكاتفاً.

نصائح مهمّة للزوجين

ليس من الضروري أن تكون الزوجة هي المُذنبة دائماً في كثير من الأحيان يكون الزوج هو المُذنب، فسوف نتعرف على أهم النصائح إلى الزوجين فيما يلي:

  • يجب أن تُحافظ الزوجة على أسرار زوجها وبيتها، فهُناك كثير من المشكلات تقع بسبب كثرة الحديث بين الزوجة والنساء الأخريات بالإفصاح عن أسرار بيتها وزوجها الشخصية، التي تُثير غضب الزوج في كثير من الأحيان.
  • الحوار بين الزوجين بالحسنى، فهُناك الكثير من المُشكلات التي تُعاني منها كثير من الأُسر يكون أساسها الخلافات الزوجية من خلال عدم القدرة على الحوار بين الزوجين بشكل حسن ولبق، فهذا بمثابة صب النار فوق السولار، فيتوجّب على الفتاة أن تُطيب من خاطر زوجها وتُعامله بالحُسنى وتتحدث معه بكل أدب ولباقة في الحديث.
  • التفاني في خدمته، ويُعتبر هذا أمراً مُهمّاً ومطلوباً شرعاً، وهذا الأمر أكثر ما يُثير المشاكل بين الزوجين، لكنه يُعتبر الطريق الأقرب لقلب الزوج، وخاصة عند إطرابه ببعض الكلام الجميل.
  • لا تجعلي أحداً من عائلتك أو عائلته أو صديقاتك أو أصدقائه طرفاً للتدخل في حل أي الخلافات التي تتم بينك وبين زوجك إلا في الحالات المُستعصية جداً، فهذه الأُمور كُلها تُثير غضب الزوج، ويُفضل في الحالات المُستعصية أن تستدعي والد زوجتك لحل الخلافات العائلية بكل ود وعقلانية وحكمة.
  • لا تُعايريه بعيب من عيوبك ووصفه بالنقص، فهُناك الكثيرات من النساء من تشتكي من أزواجها في حالات كثيرة كالفقر وغيرها من الأمور الحياتية التي تجعل الخلافات تلتهب بين الزوج والزوجة كالنار، فهذه الأمور الشخصية تجعل الزوج يشعر بالنقص وعدم قدرة الزوجة على الوقوف بجانبه بأشد مصائبه، وعدم القدرة على تحمله يجعل بينهم بعض الخلافات.

كيف تصلحين بينك وبين زوجك

  • ابحثي عن الأسباب التي جعلت علاقتكما الزوجية متوترة وأقل تفاهماً.
  • تحدثي مع زوجك بكل وضوح ومصداقية، لكي تعرفي منه كيف يرى علاقتكما الزوجية.
  • يُفضل أن تختاري مكاناً هادئاً ويُفضل أن يكون مكاناً مليئاً بالأشجار والورود، كي يبقى ذهنكما صافٍ وأقل عصبية وانفعالاً.
  • محاولة وجود روابط أساسية بينك وبينه، وإيجاد وسيلة لإشباع رغباتكما المُشتركة.
  • عليكِ أن تستمعي لحديثه جيداً قبل أن تُجيبي على الحديث، كي تقومي بالإجابة على التساؤلات بطريقة مُقنعة وبطريقة أفضل وأكثر لباقة.
  • راجعي معه أجمل الذكريات التي قضيتماها سوياً قبل الزواج وفي بداية الزواج.
  • نظمي وقتك، فرُبما تكون أكثر المُشكلات تكمن في عدم وجود وقت كافٍ لقضائه مع عائلتك لسببٍ ما.
  • اجعلي ليلةً واحدة على الأقل مُشبعة بالرومانسية والحب، اخرجي معه فيها خارج المنزل، كالاستمتاع بعشاء رومانسي، أو حضّري له عشاءً رومانسيّاً وحماماً دافئاً وانتظريه بكل حب حين عودته من عمله كي يشعر بالسعادة الكبيرة والحب، لكسر الروتين اليومي المُمل، استقبليه بالابتسامة اللطيفة.
  • فكري جيداً قبل اتخاذ أي قرار عند أي مشكلة من المشكلات التي تُواجهينها في حياتك الزوجية، وفي حال باءت كُل المُحاولات بالفشل، عليكِ التمهّل قبل اتخاذ أي قرار قد تندمين عند اتخاذه.
  • إذا لم يتم الاتفاق بينكما أبداً وقررتما سوياً بأن تنفصلا، فيُفضل أن يكون هذا القرار ودياً، أي أن يكون خالٍ من المشكلات.

بعد أن انتهينا من موضوعنا هذا، نكون قد استنتجنا أن الحياة الزوجية تقوم على الحب والود، والاحترام المتبادل، فإذا خلت الحياة الزوجية من هذه الأسس، أصبحت حياة جافة، وقد تكون نهايتها الطلاق، لعدم تفهم الزوجين وعدم كسب الحب والاحترام المتبادل بينهم، فأساس الحياة الزوجية السليمة هي التحلي بأخلاق الرسول الكريم، الذي كان يحب جميع زوجاته دون التفريق بين إحداهن، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم يتعامل مع جميع الأمور ببساطة وحب، فإن تعقيد الأمور هي أكثر العواقب التي تُعيق السعادة بين الزوجين، وفي الختام نتمنى لكم حياة مملوءة بالحب والاحترام.