كيف أقضي صيام رمضان
قضاء رمضان
فرض الله سبحانه وتعالى على عباده المسلمين صيام شهر رمضان المبارك، وهو الشهر التاسع حسب التقويم الهجري، ومعنى صيامه الإمساك عن الطعام والشراب من طلوع الفجر إلى غروب الشمس، وقد شرع الله جل وعلا في شريعته الاسلامية السمحة رخصَ إفطار لفئات عديدة من الناس، فأباح لهم ذلك شريطة قضاء ما فات في أيام آخر بعد زوال العذر الشرعي، وسنتحدث في هذا المقال عن الأعذار الشرعية المبيحة للفطر، وكيفية القضاء، وعلى من يجب القضاء.
الرخص الشرعية للإفطار في رمضان
الرخص الشرعية الموجبة للقضاء
- المرض وهو كلّ ما يخرج الإنسان عن حد الصحة، وقد استدل العلماء على ذلك بالآية الكريمة حيث قال تعالى: (فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوْ عَلَىٰ سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِّنْ أَيَّامٍ أُخَرَ ۚ) [البقرة: 184]، والمريض المقصود به هو من خاف الأطباء تفاقم مرضة بالصوم، أو تأخر شفائه، أو فساد عضو من أعضائه، فصيامه في هذه الحالة مكروه لأنّه يؤدي إلى الهلاك، علماً أنّ حصول التعب العادي لا يبيح الإفطار.
- السفر ويشترط فيه أن يكون بعيداً حيث تشرع قصر الصلاة فيه، وألا يتخلله إقامه، وألا يكون في معصية، فالفطر تخفيف وتيسير من الله على عباده المسلمين وهذا التخفيف لا يستحقه إنسان عاصٍ لله تعالى، أخذته قدميه إلى ما لا يرضي الله، وتنقع رخصة السفر إذا عاد المرء إلى وطنه، وإذا نوى الإقامة في مكان ما.
- الحمل والرضاعة شريطة أن تخاف المرأة على نفسها أو ولدها من مرض يؤدي إلى الهلاك، أو تفاقم مرض يؤدي إلى الضرر، وقد استدل الفقهاء على ذلك بقول النبي صلى الله عليه وسلم: (إن اللهَ وضع عن المسافرِ الصوم وشطرَ الصلاةِ، وعن الحاملِ أو المرضعِ الصومَ أو الصيامَ) [حسن] وفي رواية: (وعنِ الحبلَى والمرضعِ) [حسن].
- الإرهاق الشديد بسبب الجوع المفرط أو العطش المفرط، وفي هذه الحالة على المرء أن يأكل أو يشرب بقدر معين حتى يزول الخطر عنه ثمّ يمسك عن الطعام والشراب بقية اليوم.
الرخص الشرعية غير الموجبة للقضاء
الشيخوخة والتقدم في العمر، والمقصود في ذلك المرء الفاني أي الذي فنت ونفذت قوته أو شارفت على النفاء وأصبح كلّ يوم أقرب إلى الموت، والمريض الذي لا أمل في شفائه وقد يئس الحكماء من صحته، والعجوز المسن، وهنا تجدر الإشارة إلى ضرورة إطعام مسكين عن كل يوم فطر، والإطعام يكون بقدر كيلوغرامين وأربعين غراماً من قوت البلد، كالأرز، والقمح، والشعير، امتثالاً لقول الله تعالى: (وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهٌ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ) [ البقرة: آية 184].
كيف أقضي صيام رمضان
ليس هناك اختلاف بين القضاء والفريضة من حيث كيفية الأداء والعدد والمدة، فقضاء الصيام يعني أداء فريضة الصيام في وقت غير وقتها، ولم يحدد الشارع أياماً محددة لقضاء دين الصيام، لكنّه اشترط تجنب صيام الأيام المكروهة كاليوم الأول من عيد الفطر، وأيام عيد الأضحى بما فيها أيام التشريق، وضرورة سداد الدين قبل دخول رمضان التالي، علماً أنّ تأخيره إلى ما بعد ذلك قد يتطلب أداء الكفارة وإطعام مسكين حسب بعض المذاهب كالمذهب المالكي، والشافعي، والحنبلي.