ما عدد زوجات الرسول
زوجات الرسول
من الأمور التي تعرض للمسلم التسائل عن أمرٍ يتعلّق بزوجات النبي صلّى الله عليه وسلّم؛ عددهن، ومن هنّ، وما هي صفاتهنّ وأسماؤهنّ، ولماذا تزوّج النبي -صلى الله عليه وسلم- بهذا العديد من الزوجات، وما هو أصل انتقاد الكفّار للنبي -صلّى الله عليه وسلّم- بسبب كثرة زواجه، هذه التساؤلات ربما عرضت على معظم المسلمين، بل إنّ البعض ربما توقّف عليها ملياً، وربما نُوقش فيها من قبل أعداء الإسلام، حتى يصل القارئ إلى إجابةٍ واضحةٍ ومحدّدةٍ عن جميع تلك التساؤلات، حيث لا بدّ له أن ينتهج نهجاً محايداً بين المنطق والواقع، وفي هذه المقالة بيان الإجابات التفصيلة عن عدد وأسماء زوجات النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، وسبب تزوّجه بهذا العدد من الزوجات بناءً على أدلّةٍ وبراهينٍ واقعيةٍ.
عدد زوجات الرسول
بلغ عدد زوجات النبي -صلّى الله عليه وسلّم- إحدى عشرة زوجة، وفيما يأتي بيان اسم ونسب كلّ واحدةٍ منهن، وبيان بعض ما يتعلّق بهنّ من معلومات:[1]
خديجة بن خويلد
هي أمّ المؤمنين خديجة بنت خويلد بن أسد بن عبد العزّى بن قصي بن كلاب بن مرّة بن كعب بن لؤي بن غالب القرشيّة الأسديّة، كان يُطلق عليها قبل البعثة الشريفة لقب الطاهرة، أشرف القريشيات نسباً، وسيدة نساء قريش، كانت أوّل من آمن بالنبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- على الإطلاق، فبمجرّد علمها ببعثته صدّقت بما جاء به، وأيّدته، وناصرته، وكان لها مع النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- مواقف عظيمة، أثبتت صدق إيمانها، وقوّة عقيدتها، ومحبّتها للنبي، ونصرتها له، أمّا وفاتها فقد كانت قاصمةً من القواصم التي مرّت بالنبيّ في تاريخ دعوته، بل إنّها كانت من أكثر القواصم تأثيراً به.[2]
سودة بنت زمعة
هي سودة بنت زمعة بنت قيس من بني شمس، وأمّها هي الشموس بنت قيس بن عمرو، يثربية، من بني النجار، نشأت أمّ المؤمنين سودة -رضي الله عنها- وترعرت بمكّة، وتزوّجها السكران بن عمرو، ثمّ مات عنها بعد أن كان قد آمن بالنبي صلّى الله عليه وسلّم، بل كان هو وسودة من أوائل من دخلوا في الإسلام، وصدّقوا بنبوة سيد الخلق محمّد عليه الصلاة والسلام، كانت أمّ المؤمنين سودة حينما تزوّجها النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- كبيرةً في العمر، فارعةً، طويلة القامة، نحيلة الجسم، ولم تكن ممّن يُطمع بها من حيث الجمال، وكانت ممّن هاجر إلى الحبشة.[3]
عائشة بنت أبي بكر
هي عائشة بنت أبي بكر الصّديق -ضي الله عنهما؛ عبد الله بن أبي قحافة بن عثمان بن عامر بن عمر بن كعب بن سعد بن تيم بن مرّة بن كعب بن لؤي بن فهر بن مالك بن كنانة، أمّا أمّها فهي: أمّ رومان بنت عامر بن عُويمر بن عبد شمس بن عتاب بن أذينة بن سبيع بن وهبان بن حارث بن غنم بن مالك بن كنانة، وُلدت في السنة الرابعة من بعثة النبي صلّى الله عليه وسلّم، وكان حينها أبواها مؤمنَين، فنشأت في أحضان أسرة مؤمنة، تزوّجها النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- وكان عمرها حينها ست سنواتٍ، وكان ذلك قبل البعثة بعدّة أشهر، وكان دخوله بها في شهر شوّال من السنة الثّانية للهجّرة النبويّة الشريفة، وكان عمرها حينها تسع سنواتٍ، وكانت هي البِكر الوحيدة التي تزوّجها النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، وكان ذلك محطّ فخرٍ لها.[4]
حفصة بنت عمر
هي ابنة أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنهما، وأخت عبد الله بن عمر لأبيه، أمّا أمّها فهي زينب بنت مظعون بن حبيب بن وهب بن حذافة؛ أي أنّها أخت عثمان بن مظعون، وُلدت حفصة قبل البعثة بخمس سنواتٍ، وعقد عليها النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- في السنة الثالثة من الهجرة النبوية الشريفة، وكانت قبل ذلك زوجةً لخُنيس بن حذافة بن قيس بن عدي بن سعد؛ أحد الذين شاركوا في معركة بدر مع النبي صلّى الله عليه وسلّم، وقد مات عنها بالمدينة، ثمّ تزوّجها النبي بعد وفاة خُنيس، وكانت حفصة -رضي الله عنها- كثيرة الصيام والقيام.[5]
زينب بنت خزيمة
هي زينب بنت خزيمة بن الحارث بن عبد الله بن عمرو بن عبد مناف بن هلال بن عامر بن صعصعة الهلاليّة، وهي أخت ميمونة بنت الحارث رضي الله عنها لأمّها، كانت السيدة زينب تُكنّى بأم المساكين؛ لأنّها كانت شديدة العطف على المساكين، وكانت تتصدّق عليهم بكثرةٍ، كما كانت دائماً ترأف بهم، وتُطعمهم، تزوّجها النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- بعد مقتل زوجها عبد الله بن جحش، الذي قُتل في غزوة أُحد.[6]
أم سلمة
هي هند بنت أميّة بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم، وُلدت قبل الهجرة النبوية الشريفة بأربعةٍ وعشرين عاماً، وكان والدها أميّة يلقّب بزاد الركب؛ لشدّة كرمه وجوده، حيث كان من أجواد قريش وأكرمهم، أمّا أمّها فهي عاتكة بنت عامر بن ربيعة بن عبد المطلب، تزوّجت هند بنت أميّة من عبد الله بن عبد الأسد، وكان من أجلّاء الصحابة، وهو ابن عمّة النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، شَهِد معركة بدر، وجُرح بمعركة أحد، ومات على أثر ذلك الجرح في السنة الثالثة للهجرة، وقد تزوّجها النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- بعد ذلك، وكانت حينها امرأة مُسنّة ذات عيال.[7]
رملة بنت أبي سفيان
هي رملة بنت أبي سفيان، أمّا أمها فهي صفيّة بنت أبي العاص، وُلدت أمّ حبيبة -رضي الله عنها- قبل البعثة النبوية الشريفة بسبعة عشر عاماً، وكانت زوجةً لعُبيد الله بن جحش، وأنجبت منه حبيبة، وقد ارتدّ عبيد الله عن الإسلام، بينما بقيت هي على دينها بعد أن فارقت زوجها، ثمّ خطبها النبيّ صلّى الله عليه وسلّم، وكانت من أحبِّ زوجاته إليه.[8][9]
جويرية بنت الحارث
هي جويرية بنت الحارث بن أبي ضرار بن حبيب بن عائذ بن مالك بن جذيمة، سُبيت يوم غزوة المريسيع، التي جرت بين المسلمين وبني المصطلق، وكان اسم جويرية قبل ذلك بُرّة، فسمّاها النبي -صلّى الله عليه وسلّم- بعد أن تزوجها جويرية، وكانت قبل زواجها به زوجةً لمسافع بن صفوان بن ذي الشفر، كما أنّها كانت سيدة نساء قومها، وقد وقعت في سهم الصحابي ثابت بن قيس، أو في سهم ابن عمه، فطلبت أن تُكاتب على نفسها، إلّا أنّها لم تكن تملك ما تُكاتب به، فذهبت إلى رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- من أجل أن يُعينها على المكاتبة، فعرض عليها الزواج، فقبلت، وأسلمت.[10]
ميمونة بنت الحارث الهلالية
هي ميمونة بنت الحارث بن حَزْن بن بُجَير بن الهزم بن رويبة بن عبد الله بن هلال، أمّا أمّها فهي هند بنت عوف بن زهير بن الحارث بن حماطة بن حُمير، كان لأمّ المؤمنين ميمونة -رضي الله عنها- مكانةً خاصةً بين أمّهات المؤمنين؛ فهي خالة الصحابي خالد بن الوليد رضي الله عنه، كما أنّ العباس -رضي الله عنه- زوج أختها أمّ الفضل، أمّا زواجها من رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- فقد كان في السنة السابعة من الهجرة، بعد أن عرض عليه العباس الزواج بها، وكانت هي آخر نساء النبيّ صلّى الله عليه وسلّم.[11]
صفيّة بنت حيي
هي صفيّة بنت حُيي بن أخطب، أحد رؤوس وملوك يهود المدينة، سُبيت يوم فتح خيبر، في السنة السابعة من الهجرة، بعد أن مات زوجها كنانة بن أبي الحقيق، حيث كانت من سهم دُحية الكلبيّ، ثمّ اختارها النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- لنفسه بعد أن رأى في الصحابة من يعترض على أنّها من نصيب حُيي، مع أنّها كانت سيّدة في قومها.[12]
زينب بنت جحش
هي زينب بنت جحش بن رئاب بن يعمر بن صبرة بن مرّة بن كبير بن غنم بن دودان بن أسد بن خزيمة الأسديّة، وُلدت في السنة الثانية والثلاثين قبل الهجرة؛ أي ما يوافق 590 ميلادي، وتوفّيت في السنة الحادية والعشرين للهجرة، وأمّها هي أميمة بنت عبد المطلب رضي الله عنها، وُلدت في السنة الثالثة والثلاثين قبل الهجّرة، تزوّجت من زيد بن حارثة، حِبِّ رسول الله الذي كان يُنادى بالجاهلية بزيد بن محمّد، ثمّ طلّقها زيد بعد استشارة النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- في ذلك، وكان قد أمره بالصبر عليها، وتركها على ذمّته إلّا أنّه أبى، ثمّ زوّجها الله لرسوله ليُلغي بذلك التبني بالإسلام بتزويج النبي من مطلقة زيد الذي كان يُعرف بأنّه ابن النبي بالتنبي، ولينفي تلك الصفة عنه وعن غيره من الناس؛ بسبب مخالفتها للشّريعة الإسلاميّة.[13]
علّة زواج الرسول بأكثر من أربع زوجات
يتسائل الكثير من المسلمين عن العلّة التي دفعت النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- إلى الزواج بأكثر من أربع نساء، ولكنّ ذلك جاء لعلل وأسباب وأحكام، منها:[14]
- زيادة توثيق أواصر الترابط والتوادّ بين المسلمين وبعض القبائل، وما لذلك الأمر من الفائدة على الإسلام والمسلمين من زيادة القوّة القتالية والترابطية بينهم.
- نشر الإسلام بين القبائل العديدة، والأجناس الكثيرة لأصناف الناس الذين كانوا يعيشون في المدينة وغيرها، لِما تفرضه المصاهرة من المحبّة والألفة.
- إيواء بعض الأرامل اللواتي قُتل أزواجهنّ في الحرب مع الإسلام، أو ضدّه وتعويضهن خيراً ممّا فقدن، وتطييب خواطرهنّ.
- زيادة أمهات المؤمنين اللواتي يُعلِّمن المسلمين من الأحكام التي يأخذنها عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- خلال معاشرته لهنّ.
المراجع
- ↑ " أسماء زوجات النبي صلى الله عليه وسلم"، www.fatwa.islamweb.net، 4-11-2002، اطّلع عليه بتاريخ 10-5-2018. بتصرّف.
- ↑ يحيى بن موسى الزهراني، "خديجة بنت خويلد أم المؤمنين - رضي الله عنها"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 10-5-2018. بتصرّف.
- ↑ خالد الحمودي (2012)، أم المؤمنين سودة بنت زمعة، مصر: دار القاسم، صفحة 7-8. بتصرّف.
- ↑ فايز العنزي، "عائشة الصديقة أم المؤمنين"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 30-5-2018. بتصرّف.
- ↑ "فضل حفصة رضي الله عنها"، www.dorar.net، اطّلع عليه بتاريخ 1-6-2018. بتصرّف.
- ↑ ابن الأثير (1994)، أسد الغابة في معرفة الصحابة (الطبعة الأولى)، بيروت: دار الكتب العلمية ، صفحة 130، جزء 7. بتصرّف.
- ↑ د. راغب السرجاني (1-5-2006)، "أم سلمة"، www.islamstory.com، اطّلع عليه بتاريخ 1-6-2018. بتصرّف.
- ↑ ابن الأثير (1994)، أسد الغابة في معرفة الصحابة (الطبعة الأولى)، بيروت: دار الكتب العلمية ، صفحة 116-117، جزء 7. بتصرّف.
- ↑ "فضل أم حبيبة بنت أبي سفيان رضي الله عنها"، الدرر السنية، اطّلع عليه بتاريخ 1-6-2018. بتصرّف.
- ↑ د. راغب السرجاني (1-5-2006)، "جويرية بنت الحارث"، www.islamstory.com، اطّلع عليه بتاريخ 1-6-2018. بتصرّف.
- ↑ د. راغب السرجاني (1-5-2006)، "ميمونة بنت الحارث رضي الله عنها"، www.islamstory.com، اطّلع عليه بتاريخ 1-6-2018. بتصرّف.
- ↑ صالح بن أحمد الشامي (15-5-2017)، "صفية بنت حيي بن أخطب"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 1-6-2018. بتصرّف.
- ↑ د. راغب السرجاني (1-5-2006)، "زينب بنت جحش رضي الله عنها"، www.islamstory.com، اطّلع عليه بتاريخ 2-6-2018. بتصرّف.
- ↑ محمد صالح المنجد (20-11-2008)، "الحكمة من تزوج النبي صلى الله عليه وسلم بأكثر من أربع نساء"، www.islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 2-6-2018. بتصرّف.