كيف تكون ربانياً

كيف تكون ربانياً
(اخر تعديل 2023-08-06 01:31:13 )

الربانيّة

حرَصَ الإسلام على قيام الصلة والعبوديَّة لله ـ سبحانه ـ على أسسٍ سليمة، وحرص أن يترقّى المُسلم في درجات العبوديَّة لله سبحانه، وذلك في وصفٍ يُعبّر عن حالةٍ من تمامِ التذلّل والخضوع له تعالى وهو وصف الربانيّ؛ فالربانيّة نسبة إلى الربّ وهو الخالق سبحانه، والربانيّون هم السمّاعون لله والقائلون به، والعارفون لتعاليم الإسلام، والمعلِّمون لها لغيرهم، وهم الذين يَلتزمونَ بالإسلام التزاماً صحيحاً وشاملاً في كلّ جوانب حياتهم، وهذا في قوله تعالى: (وَلَكِنْ كُونُوا رَبَّانِيِّينَ بِمَا كُنْتُمْ تُعَلِّمُونَ الْكِتَابَ وَبِمَا كُنْتُمْ تَدْرُسُونَ) [آل عمران: 79] فالربانيَّة علمٌ وتعليم وعمل، وإيمانٌ مُقترن بالعمل لا ينفصل أحدُهما عن الآخر ولا ينفك.

كيف تكونُ ربانيّاً

حتّى يسلُكَ المسلم طريقَ الدعوة بشكل صحيح، ويكونَ ربانيّاً لا بدَّ له من:

  • قوَّة الإيمان بالله ـ سبحانه ـ والعمل الدؤوب على ما يُقوّي هذا الإيمان، من تفكُّرٍ وتدبُّر في عظيمِ صنع الله ـ سبحانه ـ في النفس والكون.
  • اتباع الإيمانِ بالعملِ وعدم الفصل بينهما؛ فلا إيمانَ تام من غير عمل، وفي الوقت نفسه لا عملَ صحيح من غير إيمان.
  • الحرص على العلم والتعلُّم، وهو العلم الذي يَحتاجُه المسلم في حياته اليوميَّة، وتَصحّ به عبادته ودعوته لله.
  • الحرص على العمل بما تعلّمه أوّلاً، ثمّ تعليمه للنَّاس من بعد ذلك؛ ليكونَ أُسوةً وقدوةً للنّاس فيما يدعوهم إليه.
  • التخلُّق بأخلاق الإسلام العظيمة، وبهذا الالتزام تُغَرْبلُ الصفوف، ويَتمايز النَّاس، فيظهر المسلمُ الصالح الملتزم من غيره.
  • الحرص على حمل همّ الدعوة والتبليغ، وإدراك أنّ هذه هي رسالة المسلم في الحياة.
  • التحلّي بالصبر، وذلك في ممارسة العبادات، وفي الالتزام بتعاليم الإسلام، وتزكية النَّفس وتطهيرها بذلك، وكذلك في تبليغِ المسلم الدعوة للنَّاس، فهو في ذلك سيُواجَه بجَواذبِ النَّفس، وميولِها نحو الدِعَةِ والكسل والراحة، وميلها إلى الأهواء والشهوات، وكذلك يواجَه بأصنافٍ شتّى من النَّاس، وبعللٍ شتَّى: فَيصطدمُ بالحاقد، والحاسد والجاهل، والمغرور، والمتكبّر، والمستسلم للهوى والمصلحة، وغير ذلك، فيحتاج إلى الصبر مع نفسِه أوّلاً، بحملِها على الطاعة والالتزام، ومع النَاس بعد ذلك.

أثر الربانيَّة على حياة المسلم

إنّ للربانيّة في حياة المسلم آثاراً عظيمة، عليه ابتداءً، وعلى المجتمع أيضاً، وعلى الدعوة بشكل عام، ففي الربانيَّة:

  • تهذيب لنفسِ المسلم وتربية وتزكية لها.
  • شعورُ المسلم بالراحة والطمأنينة والسعادة؛ فهو قد اختار الانتماء لهذا الدين العظيم، وَحملَ أعظم رسالة، وَوُصِفَ بأعظم وصف.
  • شعور المسلم بالعزّة والكرامة؛ فكلَّما خضع المسلم لله ارتفع وحلَّق عالياً.
  • تماسُكُ المجتمع الربانيّ وترابطُه، وانتشارُ المحبّة بين أبنائه.
  • المساعدةُ على نشر الدعوة وتعريفِها للنَّاس؛ ذلك لأنَّ حَمَلَتَها أصبحوا قدوةً لغيرهم فيما يَدعون إليه.