( إِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَالَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ). العبد الرباني: هو العبد الذي يكون مع الله في كل الأحوال، والربانية منشقة من كلمة الرب.
معيّة الله هي من أكثر الأمنيات التي يتمناها العبد المسلم ويسعى إليها؛ وذلك حتى تكون رعاية الله وحفظه معه أينما حل، فبرعاية الخالق تعم النعم والفضائل الكبيرة، وتزول المحن والهموم العصيبة، فلا يستطيع أن يضر العبد القريب من الله إنس ولا جان ما دامت رعاية الله وحفظه معه، فمن كان الله معه فمن يكون عليه؟! ومن كان الله عليه فمن يكون معه؟!
تعتري قلب المؤمن سحب مظلمة من المعاصي والشهوات في بعض الأحيان، تعكر صفو إيمانه، وتحجب أشعة نور الهدى وضياءها عنه، ولكن الإنسان المؤمن الذي ارتبط قلبه بخالقه لا يقوى على فراقه طويلاً، فيعود مشتاقاً إلى بارئه الذي خلقه وأنعم عليه، فإذا أراد المؤمن أن يعرف مدى قربه من الله، فعليه أن ينظر إلى حاله وما هو مشغول به، فإذا كان قريب من دعوة الله، يأمر بالمعروف وينهى عن النكر، وقائم على عباداته من فرائض وسنن، فليبشر بالخير؛ لأن الله سبحانه وتعالى لا يهدي إليه إلا من يحبه، وإذا كان منصرفاً عن الدعوة إلى الله، يعصيه ولا يقوم بعبادته، تأخذه الدنيا وما فيها من شهوات ورذائل إلى الهاوية، فليعلم أنه بعيد عن الله.
إذا كنت تريد أن تكون عبداً ربانياً، قريباً من الله في الدنيا، ومن أهل جنانه في الآخرة، فلا بد من اتباع عدة أمور منها: