كيفية حمل المرأة

كيفية حمل المرأة
(اخر تعديل 2023-08-06 01:31:13 )

الجهاز الأنثوي التناسلي

يُشكّل الجهاز التناسلي الأنثوي (بالإنجليزيّة: Female Reproductive System) الجزء الأساسي في عمليّتي الحمل والإنجاب؛ حيث يتمّ فيه إنتاج البُويضات، ويتم من خلاله الاتصال الجنسي مع الذكر، ويُحافظ على الجنين خلال جميع مراحل الحمل، كما تتمّ ولادة الطفل منه، وتجدر الإشارة إلى أنّ الجهاز التناسلي الأنثوي يتكوّن من أجزاء خارجيّة وأجزاء داخليّة، وتتمثّل الأجزاء الداخليّة بالمبيضين (بالإنجليزيّة: Ovaries) اللذين يحتويان على مئات الآلاف من البُويضات غير النشيطة منذ الولادة، وتبدأ عمليّة إخراج البويضات النشيطة بعد الوصول لسن البلوغ، وقناتي فالوب (بالإنجليزيّة: Fallopian tubes) اللتين تعملان كممرّ مُمهّد بشعيرات بالغة الصغر لإيصال البُويضة إلى الرحم، والرحم (بالإنجليزيّة: Uterus) وهو الجزء العضليّ المسؤول عن الاحتفاظ بالجنين طيلة فترة الحمل، ثمّ المساعدة على دفعه وقت الولادة، والمهبل وهو أنبوب عضليّ مجوّف يسمح انقباضه وانبساطه بالقيام بمهام مختلفة؛ فهو يعمل كممرّ للدم الخارج من الرحم خلال الدورة الشهريّة، كما يُمثّل طريقاً للطفل حين ولادته.[1]

كيفية حدوث الحمل

يُمكن للمرأة الحمل والإنجاب طيلة السنوات التي يحدث فيها الحيض وهي الفترة الممتدّة بين سنّ البلوغ وحتى سنّ اليأس، وذلك خلال مراحل مُتسلسلة تمرّ بها المرأة شهريّاً،[2] وفي الحقيقة تحظى بعض النساء بالحمل خلال فترة قصيرة من الزواج بينما تُعاني أخريات حتى يحدث الحمل، وتُقدّر نسبة النساء اللواتي يحملن خلال سنة من ممارسة الجنس المنتظم دون أيّ وسيلة لمنع الحمل ب85%، بينما تُقدّر نسبة اللواتي يحملن خلال سنتين ب95%،[3] وفي ما يلي توضيح للمراحل التي تحدث في جسم المرأة حتى يحدث الحمل:

الإباضة وفترة الخصوبة

يقوم الهرمون منشط للحوصلة (بالإنجليزيّة: Follicle stimulating hormone) بتحفيز عمليّة إنضاج الجُريبات (بالإنجليزيّة: Follicles) الموجودة في إحدى مبايض المرأة خلال الفترة الواقعة بين اليوم السادس واليوم الرابع عشر من الدورة الشهريّة، ولكن في نهاية هذه الفترة يكتمل نموّ جُريب واحد ليُعطي بويضة ناضجة واحدة، وفي اليوم الرابع عشر من الدورة الشهريّة تقريباً في حال كانت الدورة منتظمة ومدّتها 28 يوماً يأتي دور الهرمون المنشط للجسم الأصفر (بالإنجليزيّة: Luteinizing hormone) ليُحفّز المبيض على إخراج البويضة الناضجة منه، وذلك لتبدأ رحلتها في قناة فالوب باتجاه الرحم خلال عمليّة الإباضة (بالإنجليزيّة: Ovulation)، وفي هذه الأثناء يقوم هرمون بروجستيرون (بالإنجليزيّة: Progesterone) بتهيئة بطانة الرحم لاحتماليّة حدوث حمل.[4][5]

من الجدير بالذكر أنّ هناك فترة تكون فيها المرأة في أعلى مراحل خصوبتها وتزداد فرصة الحمل خلالها في حال تمّت ممارسة الجماع دون وسائل منع الحمل، وتبدأ هذه الفترة قبل موعد الإباضة بخمسة أيّام وتستمرّ حتى يوم الإباضة، وذلك لأنّ الحيوان المنويّ الذكريّ يبقى حيّاً في جسم المرأة حتى خمسة أيّام، بينما تبقى البويضة حيّة لمدة 12-24 ساعة فقط، ويُمكن للمرأة احتساب موعد الإباضة وتوقّع فترة خصوبتها في بعض الأحيان، ولحسن الحظ توجد أجهزة لتحديد موعد الإباضة، وبالتالي تحديد أيّام الخصوبة عن طريق قياس مستوى هرمونات معيّنة توجد في بول المرأة خلال هذه الفترة، بالإضافة إلى وجود بعض الإشارات التي يُمكن ملاحظتها لتقدير يوم الإباضة، ومنها:[5]

  • ألم في أسفل البطن، أو مغص خفيف.
  • ارتفاع طفيف في درجة حرارة الجسم الأساسيّة.
  • تغيّر في طبيعة الإفرازات المهبليّة؛ لتصبح مُشابهة لبياض البيض.
  • زيادة الرغبة الجنسيّة.

الإخصاب

غالباً ما تتلاقى البويضة مع الحيوانات المنوية داخل إحدى قناتي فالوب وذلك خلال رحلة انتقالها إلى الرحم، وتتمّ هناك عمليّة الإخصاب في حال استطاع حيوان منوي اختراق البويضة، وتبدأ حينها انقسامات متتالية للبويضة المخصّبة لتصل بعد أسبوع تقريباً إلى الرحم، وقد أصبحت مجموعة عنقوديّة من الخلايا التي يُقارب عددها المئة تسمّى بالكيسة الأريميّة (بالإنجليزيّة: Blastocyst).[2][4]

الانغراس

تلتصق الكيسة الأريميّة ببطانة الرحم في عمليّة تُسمّى بالانغراس (بالإنجليزيّة: Implantation)، ويقوم هرموني الإستروجين والبروجيسترون بدورهما في زيادة سمك بطانة الرحم المهمّة لتغذية الجنين ونموّه، كما يقوم الرحم بإنتاج هرمون موجهة الغدد التناسليّة المشيمائيّة البشريّة (بالإنجليزيّة: Human chorionic gonadotropin) واختصاراً hCG المعروف باسم هرمون الحمل، وهذا ما يمنع انسلاخ بطانة الرحم ونزولها على شكل دم الحيض، وبالتالي قد يكون غياب الدورة الشهريّة هي أوّل علامة تدلّ على وجود الحمل، ويتتابع بعدها ظهور أعراض الحمل المختلفة ومنها تغيّرات في الثديين، والشعور بالغثيان، وغيرها، وتجدر الإشارة إلى أنّه في حال لم يحدث إخصاب للبويضة أو لم تتم عمليّة انغراسها في الرحم بنجاح، يحدث انسلاخ في بطانة الرحم ليُشكّل نزف الدورة الشهريّة.[2][4]

فحص الحمل

هناك نوعان أساسيّان لاختبارات الحمل وهما:[6]

  • فحص الحمل عن طريق البول: يُمكن القيام بهذا الفحص داخل عيادة الطبيب أو في المنزل، ويقوم على مبدأ الكشف عن هرمون الحمل في البول؛ حيث تتضاعف مستويات هذا الهرمون كل يومين إلى ثلاثة أيّام في بداية الحمل، ويتميّز فحص الحمل المنزلي بسهولة استخدامه، وقلّة تكلفته، وسرعة الحصول على النتائج من خلاله، ويُنصح باستخدامه بعد مرور أسبوع من غياب الدورة الشهريّة، وذلك للحصول على أدقّ النتائج.
  • فحص الحمل عن طريق الدم: يقوم فحص الدم على الكشف عن هرمون الحمل في الدم، يحتاج هذا النوع من الاختبارات لوقت أطول لظهور النتيجة، ويُعدّ مُكلفاً أكثر من الفحص المنزلي، ولكن يُمكن عمله في وقت مُبكّر من الحمل مقارنةً بفحص البول، وهناك نوعين لفحص الحمل بالدم:
  • فحص الدم النّوعي لهرمون الحمل: (بالإنجليزيّة: Qualitative hCG blood test) يُستخدم لمعرفة وجود الحمل من عدم وجوده، وذلك من خلال الكشف عن وجود هرمون الحمل في الدم، ولكن دون قياس كميّته.
  • فحص الدم الكمّي لهرمون الحمل: (بالإنجليزيّة: Quantitative hCG blood test) يُعتبر هذا الفحص دقيقاً؛ حيث يقيس الكميّة الفعليّة لهرمون الحمل في الدّم، ويساعد على الكشف عن وجود مشاكل في الحمل.

مراحل الحمل

يمرّ الحمل الطبيعي الكامل بعدد من الأسابيع تُقدّر بأربعين أسبوعاً حتى الولادة، وينقسم الحمل خلال هذه الفترة إلى ثلاثة مراحل تستمر كل منها لمدّة ثلاثة أشهر تقريباً، وفيما يلي بيان ذلك:[7]

  • الثلث الأوّل من الحمل: يتميّز الثلث الأوّل من الحمل بحدوث تغيّرات هرمونيّة كبيرة في جسم المرأة، ويرافقها ظهور أعراض الحمل المزعجة مثل التعب، والغثيان الصباحي، كما يشكّل هذا الثلث مرحلة مهمّة ومصيريّة لنموّ وتطوّر أعضاء الجنين المختلفة، لذلك يجب على الأمّ الحفاظ على نوعيّة جيّدة من الغذاء والانتباه لتناول كميّات كافية من حمض الفوليك.
  • الثلث الثاني من الحمل: يتميّز بتلاشي أعراض الحمل المزعجة تدريجيّاً، والشعور بمستويات عالية من الطاقة خلال النهار، والنوم المريح ليلاً، وبالتالي يُمكن للحامل الاستمتاع خلال هذه الفترة من الحمل، وفي هذا الثلث غالباً ما تبدأ المرأة بالشعور بحركة جنينها، ويطلب الطبيب عادةً فحص سكرّي الحمل خلال هذه الفترة، بالإضافة إلى فحوصات مهمّة للاطمئنان على وضع الجنين الصحّي.
  • الثلث الثالث من الحمل: تبدأ في هذه المرحلة التحضيرات لعمليّة الولادة، ويقوم الطبيب بمتابعة موقع الطفل وعنق الرحم للحامل، وتمثّل هذه المرحلة الوقت المناسب لتتعرّف الأمّ على معلومات إضافيّة حول مراحل الولادة والمخاض.

مشاكل تمنع حدوث الحمل

تُؤثّر العديد من العوامل لدى الزوجين في فرصة حدوث الحمل والإنجاب وفيما يلي ذكر لأهمّها:

المشاكل الإنجابيّة عند الأنثى

ومنها ما يلي:[3]

  • التقدم في السن: يوجد داخل جسم المرأة عدد محدد من البويضات منذ ولادتها، ويقلّ عدد البويضات مع التقدم في العمر، كما ينخفض المستوى الصحيّ للبويضات، وبالتالي تقلّ فرصة الحمل تدريجيّاً حتى الوصول لسنّ اليأس.
  • مشاكل الإباضة: وجود مشاكل بالإباضة تتعلق بشكلٍ أساسي باختلال الهرمونات المسؤولة عن نموّ البويضة في المبيض مُسبّبةً بذلك عدم انتظام الدورة الشهريّة، ومن أسباب اختلال الهرمونات؛ مشاكل الوزن سواءً كان أكثر من الحدّ الطبيعي أو أقلّ، ومتلازمة تكيّس المبايض (بالإنجليزيّة: Polycystic Ovary Syndrome).
  • انخفاض جودة البويضات: يمكن أن تنخفض جودة البويضات لأسباب مثل؛ التقدم في العمر، أو التدخين، أو الوراثة، أو علاجات مرض السرطان.
  • انسداد قناة فالوب: إنّ وجود انسداد في إحدى قناتي فالوب اللتين تصلان المبيض بالرحم يقلّل فرصة الحمل، وذلك بسبب بعض الأمراض المنقولة جنسيّاً، أو الإصابة بالانتباذ البطاني الرحمي (بالإنجليزيّة: Endometriosis).

المشاكل الإنجابيّة عند الذكر

ومنها ما يلي:[3]

  • جودة الحيوانات المنويّة: هناك مجموعة من العوامل التي قد تُؤثّر في عدد الحيوانات المنويّة، أو حركتها، مما يقلّل فرصة الحمل، ومن هذه الأسباب؛ زيادة الوزن، والتدخين، وشرب الكحول، والتقدم في العمر، وبعض العوامل الوراثيّة، والأمراض المنقولة جنسيّاً.
  • المشاكل في البنية: إنّ وجود انسداد في الأنابيب الذكريّة، أو وجود الدوالي في الخصية يُؤثّر سلباً في الخصوبة.

المراجع

  1. ↑ Steven Dowshen (1-9-2016), "Female Reproductive System"، kidshealth.org, Retrieved 22-3-2018. Edited.
  2. ^ أ ب ت Healthwise Staff (9-9-2014), "How Pregnancy (Conception) Occurs - Topic Overview"، www.webmd.com, Retrieved 22-3-2018. Edited.
  3. ^ أ ب ت "Problems getting pregnant", jeanhailes.org.au,6-5-2016، Retrieved 22-3-2018. Edited.
  4. ^ أ ب ت "Pregnancy: Ovulation, Conception & Getting Pregnant", my.clevelandclinic.org,9-2-2014، Retrieved 22-3-2018. Edited.
  5. ^ أ ب Chaunie Brusie (4-10-2016), "Ovulation: When Am I Most Fertile?"، www.healthline.com, Retrieved 22-3-2018. Edited.
  6. ↑ Jayne Leonard (20-3-2017), "How and when to take a pregnancy test"، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 22-3-2018. Edited.
  7. ↑ Tracy Stickler and Kathryn Watson (27-2-2017), "Trimesters and Due Date"، www.healthline.com, Retrieved 22-3-2018. Edited.