كيف تتعلم حفظ القرآن
القرآن الكريم
إنّ القرآن الكريم معجزةٌ من معجزات الله تعالى التي أنزلها على رسله، كلامٌ فيه شفاءٌ للناس؛ فقد قال تعالى فيه: {وَنُنَزِّلُ مِنَ القُرْآَنِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلَا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلَّا خَسَارًا} [الإسراء:82]، وتعلّمه واجب على المسلم وفيه تقربٌ لله تعالى؛ فهو يرفع صاحبه في الجنة درجات.
إنّ حفظةَ القرآن هم أهل الله وخاصّته؛ ففي الحديث: (إِنَّ للهِ أَهْلِينَ مِنَ النَّاسِ. قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ مَنْ هُمْ؟ قَالَ: هُمْ أَهْلُ الْقُرْآنِ، أَهْلُ اللهِ وَخَاصَّتُه) [صححه الألباني]، ويشتمل تعلمه على: حفظه، وقراءته، وتفسيره، وتطبيق معانيه وآياته، وفي هذا المقال سنتحدّث عن طُرق تعلم حفظه ببعض التّفصيل.
تعلّم حفظ القرآن
قراءة القرآن الكريم
يحفظ الإنسان القرآن بالقراءة وكثرة التّكرار والترديد، وحفظ القرآن يكون بتلاوته باستمرار. قال تعالى: {أَوْ زِدْ عَلَيْهِ ورتّل القرآن ترتيلاً} [المزمل :4] صدق الله العظيم، ومن طرق القراءة التي تسرِّع الحفظ: النظر إلى المصحف الشريف وقراءة آياته حاضراً وتكرارها ممّا يُسهّل تذكرها، أو بقراءته غيباً دون النظر في المصحف إن كان الشخص يحفظ منه آيات وسور وإعادتها مرّاتٍ ومرات حتى يتأكّد من أنه حفظها.
الاستماع إلى القرآن الكريم
من أراد أن يحفظ القرآن عليه الاستماع إلى تسجيل صوتي للقرآن عن طريق القنوات القرآنية أو ملفاتٍ صوتية على الهاتف المحمول، إمّا بإعادة الآية عدّة مرات أو باختيار سورة وإعادتها أكثر من مرّة خلال اليوم وترديدها خلف القارئ، وبإمكانه أيضاً تقسيم السورة إلى عدة أجزاء ومن ثمّ كلما أنهى حفظ جزءٍ بدأ بالآخر، والطريقة الأخرى هي بأن يقرأ المُقرئ آيةً ومن ثمّ يُعيدها الشخص خلفه وهكذا، قال عليه الصلاة والسلام: (خيرُكم من تعلّم القرآن وعلّمه).
تفسير القرآن الكريم
يساعد تفسير القرآن الكريم وفهم آياته على استقرارها في ذاكرة الإنسان، لنفرض مثلاً أنك تحفظ قانوناً في الفيزياء، إن لم تفهم هذا القانون واستخداماته والهدف منه فإنه سيكون من الصعب عليك أن تحفظه وتتذكّره دائماً؛ كذلك هو القرآن، فمن أراد أن يحفظه عليه أولاً أن يفسّر آياته وأسباب نزولها وأحكامها فهذا يساعده في حفظها.
المراجعة المستمرة لتثبيت المحفوظ
كُلّما أنهى الشخص حفظ عددٍ من الآيات والسور عليه أن يتأكّد من ثباتها في ذاكرته؛ فمراجعة ما هو محفوظ أفضل وأهمّ من حفظ شيءٍ جديد فلا فائدة من حفظ آيات جديدة دون مراجعة الآيات القديمة والتأكّد من حفظها، وبذلك يضمن الحافظ ثبات الآياتِ القديمة في ذاكرته ومن ثم يبدأ في حفظ عدداً جديداً من الآيات والسور.
إنّ القرآن الكريم هو كلام الله المُنزل على نبيّه محمد - عليه الصلاة والسلام - وهو مُتعبّد بتلاوته وأجره عظيم، ولذلك وجب علينا تدبّره وحفظه لما فيه من أجر عظيم في الدنيا والآخرة؛ فقد جاء في الحديث الشريف: (يقال لصاحب القرآن: اقرأ وارقَ، ورتّل كما كنت ترتل في الدنيا، فإن منزلتك عند آخر آية تقرأ بها) [صحيح].