طريقة حفظ القرآن الكريم بسهولة

طريقة حفظ القرآن الكريم بسهولة
(اخر تعديل 2023-08-06 01:31:13 )

القرآن الكريم

يُعرّف القرآن الكريم على أنه كلام الله -تعالى- المنزل على نبيّه محمد -عليه الصلاة والسلام- عن طريق الوحي بواسطة جبريل عليه السلام، وهو الكتاب المحفوظ في الصدور، والمكتوب في المصاحف، ويُعدّ المصدر الأول للتشريع الإسلامي، وينقسم إلى ثلاثين جزءاً، ويبلغ عدد سوره مئة وأربع عشرة سورة.[1]

طريقة حفظ القرآن الكريم بسهولة

  • البدء بحفظ صفحةٍ من الجزء الأول في كل يومٍ، وقراءة الجزء الثاني كاملاً مرة واحدة يومياً، وبما أن الجزء مكوّنٌ من عشرين صفحةً فإنه سيتم قراءة الجزء الثاني عشرين مرّة قبل الانتهاء من حفظ الجزء الأول، وكذلك الأمر عند حفظ الجزء الثاني ينبغي حفظ صفحة منه، وقراءة الجزء الثالث بالنظر يومياً، فعند الانتهاء من حفظ جزء عم مثلاً يكون جزء تبارك قد تم قراءته عشرين مرة، وبسبب تكرار قراءته يُصبح سهلاً على اللسان وسهلاً للحفظ.
  • عند عدم التمكّن من قراءة جزء من القرآن الكريم يومياً، يمكن استبدال القراءة بالاستماع لقراءة الجزء نفسه من المسجّل أو ما شابه، ويُفضّل القراءة والسماع معاً، وتجدر الإشارة إلى أن قراءة الجزء الواحد تستغرق نصف ساعة، ويمكن قراءة الجزء على مرحلتين في الصباح والمساء.
  • تخصيص يومين أسبوعياً للراحة ومراجعة حفظ القرآن.
  • الأفضل حفظ القرآن الكريم بطريقة التلقّي عن القرّاء، والمراجعة من خلال التسميع على قارئٍ متقنٍ حتى يتمكّن من تصحيح الأخطاء في حال وجودها.
  • إمكانية تقليل نسبة الحفظ والقراءة اليومية بما يتناسب مع القدرات والإمكانات، فإذا كان الحافظ من كبار السن، أو بطيء الحفظ، أو كثير الأشغال، فيمكنه حفظ نصف صفحةٍ وقراءة نصف جزءٍ يومياً.

قواعد ونصائح لحفظ القرآن الكريم

ذكر أهل العلم العديد من القواعد المهمة لحفظ القرآن الكريم بطريقةٍ سهلةٍ وميسّرة، ويمكن بيان بعضها فيما يأتي:[3]

  • الإخلاص: يُعدّ حفظ القرآن الكريم من العبادات، لذلك ينبغي إخلاص النية لله -تعالى- لنيل الأجر والثواب، لا سيّما أن الله -تعالى- قد أمر عباده بالإخلاص حيث قال: (فَاعْبُدِ اللَّـهَ مُخْلِصًا لَّهُ الدِّينَ* أَلَا لِلَّـهِ الدِّينُ الْخَالِصُ)،[4] بالإضافة إلى أن الله -تعالى- لا يقبل العمل إن كان فيه رياء أو سمعة، مصداقاً لما رواه أبو هريرة -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (قالَ اللَّهُ تَبارَكَ وتَعالَى: أنا أغْنَى الشُّرَكاءِ عَنِ الشِّرْكِ، مَن عَمِلَ عَمَلًا أشْرَكَ فيه مَعِي غيرِي، تَرَكْتُهُ وشِرْكَهُ).[5]
  • تحديد نسبة الحفظ: من الأمور التي تساعد على المضي قدماً في حفظ القرآن الكريم تحديد نسبةٍ معيّنة للحفظ في كل مرة، ثم تكرارها.
  • التغنّي بالقرآن الكريم: التغنّي من الأمور المحبّبة للسماع، ولذلك فإن التكرار مع التغنّي يثبّت الحفظ، ويمنع الملل، ويساعد على اكتشاف الأخطاء مباشرة، وذلك عند اختلال وزن القراءة، بالإضافة إلى أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (ليسَ مِنَّا مَن لَمْ يَتَغَنَّ بالقُرْآنِ، وزادَ غَيْرُهُ: يَجْهَرُ بهِ).[6]
  • تصحيح القراءة والنطق: من أفضل الطرق لتصحيح القراءة والألفاظ الاستماع إلى حافظٍ مجيد، أو قارئٍ متقن، لا سيّما أن القرآن الكريم لا يؤخذ إلا بالتلقّي، حتى إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أخذه عن جبريل -عليه السلام- مشافهةً، وأخذه الصحابة -رضي الله عنهم- عن الرسول -صلى الله عليه وسلم- عن طريق السماع، وكذلك أخذته الأجيال اللاحقة.

فضائل حفظ القرآن الكريم

إن لحفظ القرآن الكريم العديد من الفضائل، وفيما يأتي بيان بعضها:[7]

  • نورٌ للعقل وحياةٌ للقلب: حفظ القرآن الكريم سببٌ لنور العقل، وحياة القلب، فقد روُي عن كعب -رضي الله عنه- أنه قال: "عليكم بالقرآن فإنه فهم العقل، ونور الحكمة، وينابيع العلم، وأحدث الكتب بالرحمن عهداً، وقال في التوراة: يا محمد إني منزل عليك توراة حديثة تفتح بها أعيناً عمياً وآذاناً صمّاً وقلوباً غلفاً".
  • اتّباع السنة النبوية: حفظ القرآن الكريم سنّة متّبعة، فقد ثبت أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان يحفظ القرآن الكريم، وكان جبريل عليه السلام يراجعه في كل عام.
  • نيل الشفاعة: حيث إن القرآن الكريم يأتي شفيعاً لحفّاظه وأهله، مصداقاً لما رُوي عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (اقْرَؤُوا القُرْآنَ فإنَّه يَأْتي يَومَ القِيامَةِ شَفِيعًا لأَصْحابِهِ).[8]

خصائص القرآن الكريم

ميّز الله -تعالى- القرآن الكريم بالعديد من الخصائص، وفيما يأتي بيان بعضها:

  • الإعجاز: حيث إن القرآن الكريم هو المعجزة الخالدة التي أيّد الله -تعالى- بها نبيّه محمد عليه الصلاة والسلام، إذ تحدّى الكفار بأن يأتوا بمثله فعجزوا، ثم تحدّاهم بأن يأتوا بعشر سورٍ فعجزوا عن ذلك أيضاً، ثم تحدّاهم بأن يأتوا بسورةٍ من مثله فلم يستطيعوا، ثم تحدّاهم بأن يأتوا بحديثٍ من مثله فلم يستطيعوا.[9]
  • التعبّد بتلاوته: حيث إن الصلاة من العبادات الشرعية التي لا تتمّ إلا بقراءة القرآن الكريم، وثمّة العديد من النصوص الشرعية التي قرنت بين الصلاة وقراءة القرآن الكريم، منها قول الله تعالى: (أَقِمِ الصَّلاةَ لِدُلوكِ الشَّمسِ إِلى غَسَقِ اللَّيلِ وَقُرآنَ الفَجرِ إِنَّ قُرآنَ الفَجرِ كانَ مَشهودًا).[10][11]
  • تعهّد الله -تعالى- بحفظه: فقد تكفّل الله -تعالى- بحفظ القرآن الكريم، بينما أوكل حفظ الكتب السماوية الأخرى إلى أهلها، حيث قال: (إِنّا نَحنُ نَزَّلنَا الذِّكرَ وَإِنّا لَهُ لَحافِظونَ)،[12] وعلى الرغم من تآمر أعداء الإسلام عبر العصور على القرآن الكريم إلا إنهم فشلوا بتبديل كلمة واحدة منه، بل حتى لم يتمكّنوا من زيادة حرف واحد أو حذف حرف من كتاب الله تعالى.[13]

مراحل نزول القرآن

إن القرآن الكريم نزل على مرحلتين، حيث نزل جملةً واحدةً من الله -تعالى- إلى السماء الدنيا في ليلة القدر، مصداقاً لقوله عز وجل: (إِنَّا أَنزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ)،[14] ثم نزل من السماء الدنيا على محمد -صلى الله عليه وسلم- منجّماً، أي مُفرّقاً بحسب الأحداث والوقائع خلال ثلاثةٍ وعشرين عاماً، مصداقاً لقول الله تعالى: (وَقُرآنًا فَرَقناهُ لِتَقرَأَهُ عَلَى النّاسِ عَلى مُكثٍ وَنَزَّلناهُ تَنزيلًا)،[15] وقد اقتضت حكمة الله -تعالى- نزول القرآن الكريم على النبي -عليه الصلاة والسلام- مفرّقاً لتثبيت قلبه، وتيسير فهمه، وحفظه على الأمة، بالإضافة إلى التدرّج في التشريع ومسايرة الأحداث والوقائع، وتحدّي العرب وإثبات عجزهم عن الإتيان بمثل القرآن الكريم.[16]

المراجع

  1. ↑ "تعريف و معنى القرآن الكريم في قاموس المعجم الوسيط"، www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 16-5-2019. بتصرّف.
  2. ↑ محمد عبد الرحمن أحمد، "طريقة مفيدة وجميلة وسهلة لحفظ القرآن مع بعض الوصايا المهمة"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 22-5-2019. بتصرّف.
  3. ↑ "طريقة حفظ القرآن الكريم"، www.islamqa.info، 2000-02-24، اطّلع عليه بتاريخ 22-5-2019. بتصرّف.
  4. ↑ سورة الزمر، آية: 2-3.
  5. ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 2985، صحيح.
  6. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 7527، صحيح.
  7. ↑ "فضل حفظ القرآن الكريم"، ar.islamway.net، 2006-06-04، اطّلع عليه بتاريخ 22-5-2019. بتصرّف.
  8. ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي أمامة الباهلي، الصفحة أو الرقم: 804، صحيح.
  9. ↑ "المبحث الثاني: إعجازه"، www.dorar.net، اطّلع عليه بتاريخ 22-5-2019. بتصرّف.
  10. ↑ سورة الإسراء، آية: 78.
  11. ↑ "التعبد بتلاوته"، www.dorar.net، اطّلع عليه بتاريخ 22-5-2019. بتصرّف.
  12. ↑ سورة الحجر، آية: 9.
  13. ↑ "أن الله سبحانه وتعالى تعهد بحفظه"، www.dorar.net، اطّلع عليه بتاريخ 22-5-2019. بتصرّف.
  14. ↑ سورة القدر، آية: 1.
  15. ↑ سورة الإسراء، آية: 106.
  16. ↑ الشيخ صلاح الدق (8-5-2013)، "نزول القرآن الكريم"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 22-5-2019. بتصرّف.