كيفية الاعتكاف في المسجد

كيفية الاعتكاف في المسجد
(اخر تعديل 2023-08-06 01:31:13 )

كيفية الاعتكاف في المسجد

ليس للاعتكاف حدٌ أدنى من الزمن، ولا يُشترط لصحته الصيام، فيجوز من الصائم وغيره، واشترط العلماء لصحّة الاعتكاف بعضاً من الشروط؛ أولها الإسلام، ثمّ العقل والتمييز، كما اشترطوا له الطهارة من الحدث الأكبر؛ سواءً كان جنابةً، أو حيضاً، أو نفاساً، ولو طرأ على الإنسان حدثٌ؛ كاحتلامٍ، أو حيضٍ بالنسبة للمرأة؛ فلا بدّ من الاغتسال، ولا تبقى المرأة في المسجد إذا حاضت حال اعتكافها، أمّا بالنسبة للحدث الأصغر فيجوز للمسلم أن يعتكف وإن كان على غير وضوءٍ، إلّا أن هذا الفعل مخالفٌ للأولى، ويُشترط للاعتكاف أيضاً أن ينويه المسلم في قلبه، وأن يكون في مسجدٍ تُقام فيه الجماعة بالنسبة للرجل.[1]

كما يُشترط في حقّ المرأة أن يكون اعتكافها بإذن زوجها ورضاه، ولا يجوز للمعتكف أن يخرج من المسجد إلّا لأمرٍ لا بدّ له منه؛ كأن يذهب لقضاء حاجته، أو لإحضار طعامه وشرابه إذا لم يُحضره أحدٌ له، ونحو ذلك من الحاجات، كما لا يجوز له أن يُباشر زوجته، ولا أن يزور مريضاً، أو يتبع جنازةً، إلّا إن اشترط ذلك في نيته للاعتكاف، كما لا يجوز له أن يُتاجر أثناء اعتكافه، ويُستحبّ له أن ينشغل بذكر الله -تعالى-، وقراءة القرآن الكريم، ولا بأس من أن يتحدّث مع من حوله بحديثٍ مباحٍ، وله أن يتزيّن ويتجمّل ويأكل ويشرب.[1]

الاعتكاف ووقته

يُعدّ الاعتكاف سنةً نبويّةً عن النبي -صلّى الله عليه وسلّم-، ويُراد به المكوث في المسجد، والبقاء فيه للتعبّد لله -تعالى- وطاعته، ويُمكن أن يكون يوماً، أو ليلةً، أو ساعةً، أو أكثر، وكان النبي -صلّى الله عليه وسلّم- يعتكف في العشر الأواخر من شهر رمضان، ممّا يدل على سنيّة ذلك، ويجوز للمسلم أن يعتكف في غير رمضان أيضاً، فهو سنّةٌ مطلقةٌ في كلّ وقتٍ.[2]

ثمرات الاعتكاف

شرع الله -تعالى- لعباده أنواعاً من الطاعات والقربات التي تحمي قلوبهم ممّا يصرفها عن رب العالمين، فهناك الكثير من المُلهيات التي تُلهي العبد عن ربه؛ كالأكل، والشرب، والجِماع، وفضول الكلام، والصحبة، والنوم، والاعتكاف واحدٌ من القربات التي تحمي القلب من تلك الملهيات جميعها، فهو يقي الإنسان من كثرة الصحبة التي قد تزيد أحياناً عن حدّها المناسب، كما أنّه يحمي القلب من كثرة الكلام؛ وذلك أنّ العبد إنّما يعتكف لوحده في الغالب، ممّا يجعله مقبلاً على الذكر، والقرآن، والدعاء، ونحوها، دون الانصراف إلى الكلام، كما أنّه يُقلّل النوم أيضاً، فيحرّر العبد من مغبة الإكثار منه، وهذا كلّه ممّا يجعل العبد مقبلاً إلى الله -عزّ وجلّ-، وإلى عبادته وطاعته.[3]

المراجع

  1. ^ أ ب "أحكام الاعتكاف"، www.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 2019-5-29. بتصرّف.
  2. ↑ "ما هو الاعتكاف وهل له وقت معين؟"، www.binbaz.org.sa، اطّلع عليه بتاريخ 2019-5-29. بتصرّف.
  3. ↑ "فضل الاعتكاف وأحكامه"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 2019-5-29. بتصرّف.