كيفية تعويض الصلاة الفائتة

كيفية تعويض الصلاة الفائتة

الصلاة

إنّ الصّلاة فريضة فرضها الله على عباده المؤمنين الصالحين، حيث أنها الركن الثاني من أركان الإسلام، كما أنها عمود الدين وأساسه، لذلك يتطلب من المسلمين جميعاً المواظبة عليها والإلتزام بها دون التأخير فيها أو التأجيل في أدائها قال تعالى: (إِنَّ الصَّلاةَ كَانَتْ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ كِتَاباً مَوْقُوتاً) [النساء:103]، وفي هذا المقال سنقوم بتوضيح الطريقة الصحيحة التي يتمّ بها قضاء الصلاة الفائتة وتعويضها.

أقسام قضاء الصلاة

  • ما كان يقضى عند زوال العذر مثل الصلوات الخمسة المفروضة، فعند زوال العذر أو السبب الذي أدّى لتأخيرها وجب قضاؤها.
  • ما كان يقضى بدله مثل صلاة الجمعة، فمن أتم صلاة الجمعة وخطبتها مع الإمام كان له كامل الأجر والثواب، وأمّا من أتم ركعة واحدة من الصلاة مع الإمام فإنه يجيء بركعة أخرى ويتمها جمعة، وأمّا من أتمّ أقلّ من ركعة فإنّه يقضيها ظهراً أربع ركعات.
  • ما كان يقضى من الصلاة في نفس الوقت من اليوم التالي مثل صلاة العيد، فمن فاتته هذه الصلاة فإنّه يقضيها في اليوم التالي من وفي نفس الوقت.

كيفيّة تعويض الصلاة الفائتة

إنّ الخير في الصلاة هو أداؤها في وقتها وعدم التأخير فيها، ولكن إن كان هناك تأخير لسبب ما، وجب في هذه الحالة القضاء حسب العذر الموجود، فإن كان الشخص مقيماً في بيته وبلده، وأخّر في الصلاة إلى أن فاتته، وجب عليها قضاؤها أربع ركعات حتى لو كان القضاء في السفر كأن تفوته صلاة العصر ويكون المغرب في سفر، فيجب عليه في هذه الحالة قضاء العصر حتى لو كان في السفر، كما يجب عليه أن يقضيها بالترتيب في حال فاته عدد من الصلوات كأن تفوته صلاة الظهر والعصر، فيجب عليه في هذه الحالة أن يقضي الظهر أولاً، ثم يقضي العصر.

جاء في الصحيحينِ وغيرِهما أنّ المشركين شَغَلُوا رسولَ الله صلى الله عليه وسلم يومَ الخَنْدَقِ عنِ الصلوات، فصَلاَّها صلى الله عليه وسلم على الترتيب؛ فعن جابرِ بنِ عبد الله أن عمر بن الخطاب جاء يوم الخَنْدَقِ بَعْدَما غَرَبَتِ الشمسُ، فجَعَلَ يَسُبُّ كُفَّارَ قُرَيْشٍ، قال: يا رسول الله، ما كِدْتُ أُصلِّى العصر حتى كادتِ الشمسُ تَغْرُبُ، فقال النبى صلى الله عليه وسلم: "واللهِ ما صَلَّيْتُهَا"، فقُمْنَا إلى بُطْحَانَ، فتَوَضَّأَ للصلاة، وتوضَّأْنا لها، فصَلَّى العصرَ بعدَما غَرَبَتِ الشمسُ، ثم صلَّى بعدَها المغربَ. أمّا إذا أخّر في صلاة سرية وفاتته كصلاة الظهر، فإنّه يقضيها سراً حتى لو كان القضاء ليلاً، كذلك إن فاتت على المسلم صلاة جهريّة كصلاة المغرب، فإنّه في هذه الحالة يقضيها جهراً حتى لو كان القضاء في النهار، حيث ورد عن الشافعية أنهم قالوا: "العبرة بوقت القضاء سرّاً أو جهراً، فمن صلى الظهر قضاءً ليلاً جهر، ومن صلى المغرب قضاءً نهاراً أسرّ "، وأمّا الحنابلة فقالوا:" إذا كان القضاء نهاراً فإنّه يُسرّ مطلقاً، سواءً أكانت الصّلاة سريّةً أم جهريّةً، وسواءً أكان إماماً أو منفرداً؛ وإن كان القضاء ليلاً فإنّه يجهر في الجهريّة إذا كان إماماً، لشبه القضاء الأداء في هذه الحالة، أمّا إذا كانت سريّةً فإنّه يُسرّ مطلقاً، وكذا إذا كانت جهريّةً وهو يصلي منفرداً فإنّه يسرّ ".

أمّا من كان من المسلمين مسافراً سفر قصر، وأخر في صلاته بحيث فاتته صلاة رباعيّة، فقد وجب عليه في هذه الحالة أن يقضيها ركعتين، حيث قال كل من مذهبي الحنابلة والشافعية قالوا:" إن كان مسافراً وفاتته صلاة رباعيّة قضاها ركعتين إن كان القضاء في السّفر؛ أما إن كان في الحضر فيجب قضاؤها أربعاً، لأنّ الأصل الإتمام، فيجب الرّجوع إليه في الحضر ".