معلومات عن مرض التوحد

معلومات عن مرض التوحد
(اخر تعديل 2023-08-06 01:31:13 )

مرض التوحد

يمكن تعريف اضطراب طيف التوحد (بالإنجليزية: Autism spectrum disorder) والمعروف بمرض التوحّد، على أنّه مجموعة من الاضطرابات العصبيّة المعقدّة التي تتميّز بأنماط متكرّرة من السلوك، وصعوبات في التواصل الاجتماعيّ، والتفاعل مع الآخرين، وتجدر الإشارة إلى أنّ مرض التوحّد يبدأ منذ مرحلة الطفولة المبكرّة ويرافق الشخص المصاب مدى الحياة، مع إمكانيّة تحسّن الأعراض مع التقدّم في العُمُر في حال الحصول على العلاج المناسب وفي وقت مبكّر، ويُعدّ الذكور أكثر عرضة للإصابة بالتوحّد مقارنة بالإناث، وممّا ينبغي التنويه إليه أنّ بعض الأشخاص الذين يعانون من مرض التوحّد قد يتمكّنون من أداء جميع أنشطة الحياة اليوميّة بشكلٍ طبيعيّ، بينما قد يحتاج البعض الآخر إلى دعم كبير لأداء الأنشطة الأساسية، وتضمن اضطراب التوحّد عدد من المشاكل العقليّة والعصبيّة الأخرى مثل متلازمة أسبرجر (بالإنجليزية: Asperger syndrome)، واضطراب الطفولة التحللية (بالإنجليزية: Childhood disintegrative disorder).[1]

أسباب مرض التوحد

لا تزال أسباب مرض التوحد غير معروفة بشكل حتمي حتى الآن، ويُعتقد أنّ مرض التوحّد ينجم عن أسباب متعدّدة كالعوامل الحياتية، والبيولوجيّة، والوراثيّة، وقد شاع في السنوات السابقة الربط بين زيادة فرصة الإصابة بالتوحّد واستخدام الثيميروسال (بالإنجليزية: Thimerosal)، وهي مادة حافظة تعتمد على الزئبق كانت تُستخدم في لقاح الحصبة والنكاف والحصبة الألمانية (بالإنجليزية: Measles-mumps-rubella vaccine) واختصاراً MMR، إلّا أنّ العديد من الدراسات أثبتت عدم وجود علاقة بين مرض التوحّد والتعرّض لمادّة الثيميروسال الموجودة في عدّة أنواع من اللقاحات، ويوجد عدد من الأسباب التي يُعتقد بإمكانيّة تسبّبها بمرض التوحّد، ومنها ما يلي:[2]

  • الجينات؛ تلعب الجينات دوراً رئيسياً في زيادة فرصة الإصابة بمرض التوحّد، حيثُ إنّ فرصة إنجاب طفل مصاب بالتوحّد تزداد في حال وجود تاريخ عائليّ للإصابة بالمرض.
  • إصابة الأم بعدوى الحصبة الألمانية أثناء الحمل (بالإنجليزية: Rubella).
  • التصلّب الحدبيّ (بالإنجليزية: Tuberous sclerosis) وهو اضطراب وراثيّ نادر يتسبّب بنمو الأورام الحميدة في الدماغ وفي عدد من الأعضاء الحيويّة الأخرى.
  • متلازمة الكروموسوم إكس الهش (بالإنجليزية: Fragile X syndrome).
  • التهاب الدماغ (بالإنجليزية: Encephalitis).
  • بيلة الفينيل كيتون غير المعالجة (بالإنجليزية: Phenylketonuria).
  • التعرض للسموم البيئية مثل المبيدات الحشريّة والمعادن الثقيلة مثل الزئبق.

أعراض مرض التوحد

قد يعاني الأشخاص المصابون بالتوحّد من التهيّج ومشاكل النوم، وعلى الرغم من أنّ مرضى التوحد يواجهون العديد من التحديات إلّا أنّ لديهم العديد من نقاط القوّة مثل القدرة على تعلم الأشياء بالتفصيل، وتذكّر المعلومات لفترات طويلة من الزمن، والقدرة العالية على التعلّم السمعيّ والبصريّ، والتفوّق في الرياضيات، أو العلوم، أو الموسيقى، أو الفن، وتجدر الإشارة إلى أنّ أعراض مرض التوحّد تُقسم إلى أعراض تتعلق بسلوكيات التواصل والتفاعل الاجتماعيّ، وأخرى تتعلق بالسلوكيات المحدودة والمتكرّرة، إلّا أنّه ينبغي التنويه أنّ هذه الأعراض قد لا تظهر لدى جميع الأشخاص المصابين بمرض التوحّد، وفي ما يلي بيان لبعض هذه الأعراض:[3]

  • سلوكيات التواصل والتفاعل الاجتماعيّ، ومنها ما يلي:
  • السلوكيات المحددة و المتكررة: ومنها ما يلي:
  • صعوبة التواصل عن طريق العين أو التواصل البصريّ غير المتناسق.
  • الميل إلى عدم النظر إلى الشخص المتكلم أو الميل إلى عدم الاستماع إلى الآخرين.
  • عدم إظهار الاستمتاع بالأشياء أو الأنشطة المختلفة من خلال الإشارة إليها مثلاً أو إظهارها للآخرين.
  • عدم استجابة المصاب لشخص ينادي على اسمه أو يطلق عبارات لفظية لجذب انتباهه.
  • صعوبة إتمام المحادثة مع الشخص المصاب بالتوحد.
  • الحديث بشكل مطول عن موضوع مفضل لديهم، دون الاكتراث لعدم اهتمام المستمع للحديث أو دون إعطاء المستمع فرصة للرد.
  • عدم تطابق تعبيرات الوجه والحركات والإيماءات مع الكلام.
  • التحدث بنغمة صوت غير عادية قد تكون أشبه بالغناء أو طريقة حديث الرجل الآلي.
  • مواجهة مشكلة في فهم وجهة نظر الأشخاص الآخرين أو عدم قدرتهم على التنبؤ بأفعال الآخرين أو فهمها.
  • تكرار سلوكيّات معيّنة أو سلوكيات غير عادية، مثل تكرار الكلمات أو العبارات، وهو ما يُطلق عليه اللفظ الصَدوِيّ (بالإنجليزية: Echolalia).
  • الاهتمام الدائم والمطول بموضوعات معيّنة مثل الأرقام، والتفاصيل، والحقائق.
  • وجود اهتمامات مركّزة بشكل مفرط مثل الاهتمام بالأشياء المتحرّكة أو أجزاء معينة من الأشياء.
  • الانزعاج من التغييرات الطفيفة في الروتين.
  • الحساسية الزائدة للمدخلات الحسيّة مثل الضوء، أو الضوضاء، أو الملابس، أو درجة الحرارة، وفي أحيان أخرى قد يكون المصاب بالتوحد أقل حساسيّة من الآخرين لهذه المدخلات الحسيّة.

علاج مرض التوحد

يجدر القول أنّه لا يوجد إلى الآن علاج شافٍ بشكل تامّ لمرض التوحّد كما أنّ العلاج المناسب قد يختلف من حالة إلى أخرى، ويهدف العلاج إلى الحد من أعراض مرض التوحّد وزيادة قدرة الطفل على العمل ودعم التطوير وتعلّم المهارات الاجتماعيّة والوظيفيّة والسلوكيّة، ومن الطرق المتّبعة في علاج مرض التوحّد ما يلي:[4]

  • علاجات السلوك والقدرة على التواصل: تهدف هذه العلاجات إلى الحدّ من السلوكيّات المثيرة للمشاكل، وتعلّم مهارات جديدة، والتركيز على تعليم الطفل المصاب كيفية التصرف في المواقف الاجتماعيّة، أو التواصل بشكل أفضل مع الآخرين، والتغلّب على الصعوبات الاجتماعيّة، واللغويّة، والسلوكيّة المرتبطة بمرض التوحّد.
  • العلاجات التربويّة: تتضمّن برامج العلاجات التربويّة فريقاً من المختصين الذين يقدمون مجموعة متنوعة من الأنشطة لتحسين المهارات الاجتماعية ومهارات الاتصال والسلوك لدى الشخص المصاب بالتوحّد.
  • العلاج الأسريّ: تهدف هذه البرامج إلى تعليم الآباء وأفراد الأسرة كيفيّة اللعب والتفاعل مع الأطفال المصابين بالتوحد بطرق مختلفة، تهدف إلى تحفيز المهارات الاجتماعيّة، ومعالجة المشكلات السلوكيّة، وتعلّم مهارات الحياة اليوميّة، والتواصل الفعّال مع الآخرين.
  • العلاجات الأخرى: قد يحتاج بعض مرضى التوحّد المصابين بإعاقات معينة أو مشاكل تطور أخرى إلى علاجات معيّنة مثل: علاج النطق لتحسين مهارات التواصل، والعلاج المهنيّ لتعليم أنشطة الحياة اليوميّة، والعلاج الطبيعيّ لتحسين الحركة والتوازن.
  • العلاجات الدوائية: ينبغي القول أنّه لا توجد أدوية معيّنة لعلاج مرض التوحد، إلّا أنّ الطبيب قد يقوم بوصف بعض أنواع الأدوية لمعالجة فرط النشاط لدى الشخص المصاب بالتوحّد، مثل الأدوية المضادّة للذهان (بالإنجليزية: Antipsychotics) لعلاج المشكلات السلوكيّة الحادّة، أو مضادّات الاكتئاب (بالإنجليزية: Antidepressants) لعلاج القلق النفسيّ.

المراجع

  1. ↑ "Autism Spectrum Disorder Fact Sheet", www.ninds.nih.gov, Retrieved 3-11-2018. Edited.
  2. ↑ "What Causes Autism", www.mychildwithoutlimits.org, Retrieved 3-11-2018. Edited.
  3. ↑ "Autism Spectrum Disorder", www.nimh.nih.gov, Retrieved 3-11-2018. Edited.
  4. ↑ "Autism spectrum disorder", www.mayoclinic.org, Retrieved 3-11-2018. Edited.