هل هناك علاج للتوحد

هل هناك علاج للتوحد
(اخر تعديل 2023-08-06 01:31:13 )

التوحد

يُعرّف التوحد (بالإنجليزية: Autism) أو اضطراب طيف التوحد (بالإنجليزية: Autism spectrum disorder) على أنّه اضطراب يرتبط بنموّ دماغ الإنسان، ويحدّ من قدرته على التواصل مع الآخرين والتفاعل معهم، وبالرغم من عدم وجود سبب معيّن يكمن وراء الإصابة به إلّا أنّ العامل الجيني يلعب دوراً كبيراً في زيادة خطر الإصابة به. وفي الحقيقة يتميّز هذا الاضطراب بظهور أنماط متكررة ومحدودة من بعض الحركات والسلوكيات، إضافة إلى العديد من الأعراض الأخرى التي عادةً ما يبدأ ظهورها في مرحلة الطفولة خلال أولّ سنة من عمر الطفل، وينبغي القول أنّه في بعض الحالات قد ينمو الطفل بشكل طبيعي خلال أول سنة من عمره، ثمّ يبدأ تطوّر الاضطراب وظهور الأعراض بين عمر 18-24 شهراً.[1][2] ومن الجدير بالذكر أنّ واحداً من أصل 10 مصابين بالتوحد تظهر لديه متلازمة تُدعى متلازمة الموهوب (بالإنلجليزية: savant syndrome)؛ بحيث يُظهر المصاب قدرات عالية في مجال معين، مثل: العزف على آلة موسيقية، والقيام بعمليات حسابية معقدة في زمن قياسي، والقدرة على قراءة صفحتين من كتاب في آن واحد، والقدرة على حفظ كمية هائلة من المعلومات.[3]

علاج التوحد

يُمكن القول أنّه حتى الآن لا يوجد علاج شافٍ للتوحد، إلا أنّ هناك العديد من الوسائل العلاجية التي تُساعد في التخفيف من الأعراض المصاحبة للمرض ودعم عمليّة النموّ ومهارات التعلم، ويجدر التنبيه على أنّ التدخّل المبكّر في العلاج في سنّ ما قبل المدرسة يلعبُ دوراً كبيراً في تطوّر حالة الطفل، واكتسابه للمهارات الاجتماعية المختلفة، وتحسين تواصله وسلوكه بشكل كبير.[4] وفيما يأتي نُجمل الخيارات العلاجية المختلفة:[3][5]

  • تحليل السلوك التطبيقي: (بالإنجليزية: Applied behavior analysis)، والذي يُعرف اختصاراً ABA، وهو من أكثر الأساليب المُطبقة سواء مع الأطفال أو البالغين بهدف دعم التواصل، وتحسين التركيز والذاكرة، والأداء الأكاديمي، كما يهدف للتقليل من السلوكيات السلبية والمؤذية، وتقليل العزلة الاجتماعية. ويتمّ ذلك بعد أن يقوم المُوجّه بدراسة سلوك المريض، ومدى تأثير البيئة المحيطة على سلوكياته وكيفية تعلمه.
  • العلاج السلوكي المعرفي: (بالإنجليزية: Cognitive behavioral therapy)، يُعدّ العلاج السلوكي المعرفي نوع من العلاج بالحديث، حيث يتمّ من خلال جلسات العلاج تعلُّم كيفيّة الرّبط بين المشاعر والأفكار والسلوكيات، وهذا بدوره يُساعد على تحديد المشاعر والأفكار المحفزّة لسلوك سلبي معين.
  • علاج النطق: يقوم المعالج أو أخصائي علم النطق واللغة بتطوير مهارات التواصل والحديث عند المصاب باضطراب التوحد، فهو يساعد في تعليم الأطفال انتقاء الكلام الصحيح، ويطوّر طريقة التواصل مع الأفكار والمشاعر لدى البالغين.
  • التدريب على المهارات الاجتماعية: يُوجّه هذا العلاج لفئة الأطفال بشكلٍ أكبر مع إمكانية توجيهه للمراهقين والبالغين في بداية العشرينات، وفيه يتمّ إكساب المريض المهارات الاجتماعية الأساسية؛ والتي تشمل كيفية إجراء حوار، وفهم التلميحات والفكاهة، إضافة إلى تطوير الإدراك العاطفي.
  • العلاج الوظيفي: (بالإنجليزية: Occupational therapy)، يساعد هذا العلاج الأطفال والبالغين على تطوير المهارات الأساسية التي يحتاجونها في حياتهم اليومية، إضافة إلى تعليمهم الاستقلالية والاعتماد على الذات؛ ومن الأمثلة على هذه المهارات تعليم الأطفال ارتداء الملابس دون طلب المساعدة، والاهتمام بالنظافة الشخصية، وتدريبهم على مهارات الكتابة، فيما يتمّ تعليم البالغين الطبخ، والتنظيف، وكيفية التعامل مع النقود.
  • نموذج دنفر للتدخل المبكر: (بالإنجليزية: Early Start Denver Model)، يستهدف هذا العلاج الأطفال ضمن الفئة العمرية بين سنة إلى 4 سنوات، حيث يقوم المختص بالعديد من الأنشطة التي تقوم على مبدأ المشاركة واللعب مع الطفل؛ لمساعدته على بناء علاقات إيجابية مع تحقيق المتعة لديه.
  • علاج الاستجابة المحورية: (بالإنجليزية: Pivotal response treatment)، يهدف هذا العلاج إلى تنمية الدافع لدى الطفل وتطوير قدرته على الاستجابة للتلميحات التحفيزية.
  • برنامج التدخل بتنمية العلاقة مع الطفل: (بالإنجليزية: Relationship development intervention)، يهتم هذا العلاج بتحسين نوعية الحياة التي يعيشها ذوي اضطراب التوحد؛ وذلك بتطوير مهاراتهم في التفكير، وقدرتهم على التكيّف مع الأفكار والمواقف بمرونة، إضافة إلى تطوير استنباطهم للمعلومات من مصادر مختلفة مثل الصوت والصورة دون الشعور بالاضطراب.
  • العلاج السلوكي اللفظي: (بالإنجليزية: Verbal behavior therapy)، يهدف هذا العلاج إلى مساعدة الطفل على ربط اللغة مع المعاني، حيث يقوم المعالج بالتركيز على مواطن استخدام الكلمات وأسبابها، لا على الكلمات نفسها.
  • علاج TEACCH: يمثّل هذا العلاج برنامجاً لعلاج وتعليم الأطفال المصابين بالتوحد وإعاقات التواصل المشابهة، ويهدف إلى المساعدة على دمج هذه الفئة في بيئة الغرفة الصفية، مع التشديد على التعلّم البصري، ولفت الانتباه، والتعامل مع صعوبات التواصل.
  • الأدوية: قد يقوم الطبيب بوصف بعض الأدوية في حالات التوحد؛ للتخفيف من الأعراض المرافقة، وتشمل: مضادّات الذّهان (بالإنجليزية: Antipsychotics)، ومضادّات الاكتئاب، ومضادّات الاختلاج (بالإنجليزية: Anticonvulsants)، والمنبّهات (بالإنجليزية: Stimulants)، بالإضافة للأدوية التي تُخفّف بعض الأعراض كاضطرابات النّوم.

أعراض التوحد

ينبغي القول أنّ أعراض التوحد وشدّتها تختلف من طفل لآخر؛ ولذلك أصبح يُطلق على التوحّد مصطلح اضطراب طيف التوحّد، فهو يضمّ طيفاً واسعاً من الأعراض وأنماط السلوك المختلفة في طبيعتها وحدّتها؛ فعلى سبيل المثال قد يُظهر بعض الأطفال بطئاً في التعلم فيما قد يُظهر آخرين مستويات ذكاء طبيعة وعالية، ولكن بشكل عام فيما يخصّ الأعراض الشائعة نستطيع تقسيمها إلى الأعراض المرتبطة بالتواصل الاجتماعي والأعراض المرتبطة بالسلوك.[1]

أعراض مرتبطة بالتواصل الاجتماعي

تضمّ الأعراض المرتبطة بالتفاعل والتواصل الاجتماعي ما يأتي:[3][6]

  • تجنّب التواصل البصري مع الآخرين، وعدم النظر للأشياء التي يُشير إليها الوالدين.
  • عدم الإشارة تجاه أشياء معينة للتعبير عن الحاجات، أو للحصول على اهتمام مشترك مع الآخرين تجاه شيء معين.
  • عدم الاستجابة للاسم.
  • تأخّر مهارات الحديث، فقد يصل عمر الطفل إلى 16 شهراً دون النطق بكلمة واحدة.
  • وجود نمط غريب أثناء الحديث كأن يتخّذ الطفل نمط التحدث كرجل آلي، إلى جانب عدم القدرة على البدء بحديث ما أو الاستمرار فيه.
  • تكرار بعض العبارات، وقد يقوم الطفل بتكرار ما يقوله الآخرين دون فهمه، وهذا ما يُعرف باللفظ الصدوي (بالإنجليزية: Echolalia).
  • وجود صعوبة في التعبير عن المشاعر، وصعوبة في فهم مشاعر الآخرين، والافتقار لتعابير الوجه المختلفة.
  • الخلط بين استخدام الضمائر؛ كأن يصف نفسه بضمير المخاطب ويخاطب الآخرين بضمير المتلكم.

يرتبط سلوك المصابين بالتوحد بظهور الأعراض الآتية:[6][7]

  • تكرار حركات معينة لوقت طويل، مثل: المشي على الأصابع، ورفرفة اليدين، وتموّج الأصابع، والدوران.
  • الالتزام بروتين معين مع وجود صعوبة في تغييره.
  • حساسية مفرطة أو معدومة تجاه المؤثرات المحيطة؛ كالرائحة، والملمس، والضوء، والصوت، فعلى سبيل المثال قد يتفاعل المريض بشكل سلبي عند سماع صوت معين.
  • اللعب بجزء معين من اللعبة بدلاً من اللعب بها بأكملها؛ كأن يهتمّ الطفل بإطارت سيارة لعبة.
  • النظر للأشياء من زاوية غير اعتيادية.

أعراض أخرى

إضافة إلى ما سبق ذكره، فقد يظهر على المصابين بالتوحد أعراضاً جسدية، تشمل: مشاكل في الجهاز الهضمي مثل الإمساك، وضعف القدرة على تنسيق حركة العضلات الكبرى اللازمة أثناء الركض والتسلق، أو حتى العضلات الدقيقة في اليدين، كما قد يظهر لدى البعض مشاكل في النوم، إضافة إلى تعرّض ثلث المُصابين بالتوحّد بنوبات تشنجية.[2]

المراجع

  1. ^ أ ب Mayo Clinic Staff (6-1-2018), "Autism spectrum disorder"، www.mayoclinic.org, Retrieved 16-12-2018. Edited.
  2. ^ أ ب "Slideshow: A Visual Guide to Autism ", www.webmd.com,26-5-2017، Retrieved 16-12-2018. Edited.
  3. ^ أ ب ت Rachell Nal (20-11-2018), "What to know about autism"، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 16-12-2018. Edited.
  4. ↑ Mayo Clinic Staff (6-1-2018), "Autism spectrum disorder"، www.mayoclinic.org, Retrieved 16-12-2018. Edited.
  5. ↑ Corinne O'Keefe Osborn (27-6-2018), "Autism Treatment Guide"، www.healthline.com, Retrieved 16-12-2018. Edited.
  6. ^ أ ب "What are the Early Signs of Autism?", www.healthychildren.org,9-4-2015، Retrieved 16-12-2018. Edited.
  7. ↑ Kristeen Cherney, Jill Seladi-Schulman (18-9-2018), "Everything You Need to Know About Autism"، www.healthline.com, Retrieved 16-12-2018. Edited.