بحث عن الظلم

بحث عن الظلم

الظلم

إنّ أسوأ ما قد يتعرّض له الشخص هو الظلم، وأخذ حقه منه بسبب ضعفه، أو لغياب العدالة، فالظلم أكبر الشرور، ويكون بظلم الإنسان لأخيه الإنسان، وبظلم الإنسان لنفسه، أو للحيوان، أو للنبات، والظلم محرَّم؛ فقد حرّمه الله على نفسه وعلى عباده في الأرض، وأمر الله بنشر العدل وإقامته في الأرض، فلا تظلم نفساً نفساً بغير وجه حق، وليس لأحدٍ أخذ حقّه بيده إلا بعدل الله وبقانون الدولة، ولهذا سُنّت القوانين تلافياً للظلم، فما هو الظلم؟ وما أشكاله؟ وما عقاب الظالم؟ هذا ما سنتحدث عنه في هذا المقال.

تعريف الظلم

الظلم: هو الجور وأخذ الحق من صاحبه، وهو مرض يصيب القلب فيعطله، ويمتلئ القلب بالقسوة ولا يعرف الرحمة، وهو المعاملة السيئة، والعنف، والتعسّف، وهو مضادٌ للعدالة.

أشكال الظلم

  • ظلم العبد لنفسه: ويكون هذا الظلم بإسقاط حق النفس وعدم الاعتناء بها، وبفعل المحرمات واتّباع الشهوات، وإعلاء حب النفس على حب الله، وهذا الظلم يجلب للعبد الهلاك، وغضب الله في الدنيا والآخرة، ويغفر الله هذا الظلم بالاستغفار.
  • ظلمٌ في حق العباد: ويكون هذا الظلم بأخذ حق أحد من الخلق؛ سواء أكان إنساناً، أم حيواناً، أم نباتاً، جوراً من غير وجه حق مما يؤذيه، وهذا النوع من الظلم لا يُغفر إلا بطلب الظالم العفو ممن ظلم، وإعادة الحق إلى صاحبه، وإلا كان عقاب الظالم عاجلاً في الدنيا والآخرة؛ لقوله عز وجل في الحديث القدسي مخاطباً المظلوم: (وعزّتي وجلالي لأنصرنّك ولو بعد حين).
  • ظلمٌ في حق الله: ويكون بالشرك بالله، وعدم استفراده بحق العبودية، ويكون الشرك بمن يشرك بالعبادة مع الله من آلهة مزيفة، أو ولدٍ، أو مالٍ، أو عبدٍ، وغيرها مما يأخذ منزلة العبادة مع الله، وهو أشد أنواع الظلم، فلا يغفره الله تبارك وتعالى أبداً؛ لقول الله في محكم آياته: (إنّه من يشرك بالله فقد حرّم الله عليه الجنّة).

عقاب الظالم

وعد الله تعالى المظلوم بأن ينصره ويأخذ له حقه ممن ظلمه؛ حتى وإن كان كافراً، فيعاقب الله الظالم على ظلمه في الدنيا؛ فيغضب عليه، ويأخذ منه حق من ظلمه، ويجازيه من جنس عمله، ويستجيب للمظلوم دعوته عليه؛ فلا ترد للمظلوم دعوة، وليس بين الله وبين دعوته حجاب، وفي الآخرة ينقص من حسناته بقدر ما ظلم ويعطى للمظلوم، وإذا انتهت حسناته أخذ من سيئات المظلوم وزيد على سيّئات الظالم بقدر ما ظلم، وإنّ الله يمهل ولا يهمل فيكون عقابه واقعاً لا محالة ما لم يستغفر، ويطلب العفو ممن ظلم، ويعيد له حقه بقدر ما يستطيع.