بحث عن طرفة بن العبد

بحث عن طرفة بن العبد

طرفة بن العبد بن سفيان بن سعد أبو عمرو البكري الوائليّ، ولد في بادية البحرين، وعاش متنقلاً في مناطق نجد، وطرفة أحد الشعراء الجاهليّة، وينتمي إلى شعراء الطبقة الأولى،[1] ويُقال أنَّ اسمه الحقيقيّ عمرو، وسمي طرفة بسبب بيت شعر قاله، أما أمّه فهي وردة من رهط أبيه، وكان طرفة من أحدث شعراء عصره، ولكنه كان أقلّ الشعراء عُمراً،[2] ويُشار إلى أنَّ والد طرفة مات مبكراً، وقد كان طرفة حديث السنّ في ذلك الوقت، فنشأ يتيماً، ويجدر بالذكر أنَّ أعمامه رفضوا إعطاءه من ورثة أبيه؛ ولذلك عاش حياة البؤساء الفقراء مع أمّه.[3]

شاعريّة طرفة بن العبد

تميّز شعر طرفة بالجودة، فعلى الرغم من أنَّه لم يعش طويلاً إلّا أنَّه وصل في شعره إلى ما وصل إليه الشعراء الكبار، وأجمع العلماء على أنَّ طرفة من أصحاب المعلّقات، ويغلب على شعره البداوة الخالصة، حيث يكثر الغريب في ألفاظه، وتراكيبه قويّة ويتخلّلها شيئ من الغموض والإبهام، وتعدّدت مواضيع شعره، فنظم في الحماسة، والهجاء، والفخر، والحكمة، وفيما يتعلّق بأبيات الحكمة فقد استمدّها طرفة من حياته، ومن طريقة مُعاملة أهله له، وتتحدّث غالبية حكمه عن الحياة والموت، ويرى أنَّه لا بدَّ أنْ يستفيد الإنسان من حياته، فلا حياة بعد الموت، كما قد أكثر في لوم الأغنياء الذين لا يتنعّمون بأموالهم، وفي معلقته المشهورة أجزل طرفة في وصف الناقة، وأشمل وصفها، وذكرها.[3]

وفاة طرفة بن العبد

يُذكر في قصة موت طرفة بن العبد أنّه اتصل مع الملك عمرو بن هند، حتّى أصبح واحداً من ندمائه، وفي ذات يوم أرسله الملك برسالة إلى عامله في البحرين، وعُمان (المكعبر)، وكانت تلك الرسالة التي يحملها طرفة تأمر بقتله؛ وذلك بسبب أبيات هجاء بلغت الملك، حيث كانت تلك الأبيات لطرفة وهجا الملك بها، ولذلك قُتل طرفة على يد المكعبر، وهكذا فقد مات طرفة وهو صغير العهد؛ إذ لم يتجاوز من عمره 20 عاماً، أو 26 عاماً.[4]

لقد نظم طرفة الكثير من الأشعار، ولعلّ أهمّها ما قاله في معلقته المشهورة، ومن أبيات المعلقة ما يأتي:[5]

لِخَولة َ أطْلالٌ بِبُرقَة ِ ثَهمَدِ،

تلوح كباقي الوشم في ظاهر اليدِ

لَعَمْرُكَ، ما أمْري عليّ بغُمّة ٍ

نهاري ولا ليلي على َّ بسرمد

ويومَ حبستُ النفس عند عراكه

حِفاظاً على عَوراتِهِ والتّهَدّد

ستُبدي لكَ الأيامُ ما كنتَ جاهلاً

ويأتِيكَ بالأخبارِ مَن لم تُزَوّد

ويَأتِيكَ بالأخبارِ مَنْ لم تَبِعْ له

بَتاتاً، ولم تَضْرِبْ له وقْتَ مَوعد

المراجع

  1. ↑ "نبذة حول : طرفة بن العبد"، www.adab.com، اطّلع عليه بتاريخ 17-5-2018. بتصرّف.
  2. ↑ ابن قتيبة، الشعر والشعراء، القاهرة: دار الحديث ، صفحة 185. بتصرّف.
  3. ^ أ ب عمر فرّوخ (1981)، تاريخ الأدب العربي (الطبعة الطبعة: الرابعة)، بيروت: دار العلم للملايين، صفحة 135-136، جزء الجزء الأول . بتصرّف.
  4. ↑ خير الدين الزركلي (2002)، معجم الأعلام (الطبعة الطبعة: الخامسة عشرة)، بيروت: دار العلم للملايين، صفحة 225، جزء الجزء الثالث. بتصرّف.
  5. ↑ "لِخَولة َ أطْلالٌ بِبُرقَة ِ ثَهمَدِ، ( معلقة )"، www.adab.com، اطّلع عليه بتاريخ 17-5-2018. بتصرّف.