صنع ماء الورد

صنع ماء الورد
(اخر تعديل 2023-08-06 01:31:13 )

ماء الورد وطريقة صناعته

يُصنَعُ ماء الورد (بالإنجليزيّة: Rose water) من بتلات الوردة الدمشقيَّة، التي تُعرف باسم الورد الجوريِّ، كما يُطلق عليها الاسم العلميّ Rosa damascena، وتُزرَعُ في كافَّة أنحاء العالم بما فيها الهند، وأوروبا، وبلغاريا، وتركيا، إلَّا أنَّ مُقاطعة كاشان الإيرانيَّة تُعتبَرُ الأشهرَ في زراعتها؛ إذ يُعتقَدُ أنَّ نشأة ماء الورد تعود إليها، كما تُشيرُ الدَّلائل إلى أنَّ زيت الورد الذي يُشكِّلُ نسبةً تتراوحُ بين 10% إلى 50%، قد استُخلِصَ لأوَّل مرَّةٍ في القرن السابع، واستُخدِمَ في الطبِّ التقليديِّ في إيران، وأجزاءٍ من الشَّرق الأوسط، وبقيَتْ إيرانُ المُنتِجَ الرئيسيَّ له حتى القرن السادس عشر، حيثُ وصلَتْ صادراتُها منه إلى كافَّة أنحاء العالم، ومن الجدير بالذِّكر أنَّها تُصدَِّرُ أجوَدَ أنواع ماء الورد ليُستخدَمَ في غسل الكعبة سنويّاً، إضافةً إلى تداوُلِه في مراسم الحَداد، وغيرها من المُناسبات الدّينيَّة، ومن ناحيةٍ أخرى فإنَّه يدخلُ في الصِّناعات الغذائيَّة، وإعدادِ الأطعمة، كما يُشاعُ استعمالُه في تركيب العطور؛ بسبب رائحته المُميَّزَة.[1][2]

وتُعدّ عمليَّةُ صناعة ماء الورد في البيت أمراً سهلاً، إذ إنَّه يُصنَعُ بمُكوّناتٍ طبيعيّة، حيثُ يتمُّ اختيارُ بعض بتلات الورد الطَّازجة صباحاً، وتحديداً بعد شروق الشمس، ثُمَّ تُغسَلُ جيّداً باستخدام ماءٍ نظيف، وبعدَ ذلك تغمر بشكلٍ كاملٍ في وعاءٍ كبير الحجم من الماء المُقطَّر، والذي يُغطَّى جيِّداً ويُوضَعُ على نارٍ هادئةٍ حتَّى يبدأ بالغليان، والتبخُّر، وعندما يتحوَّل لون الماء المُتبقّي فيه إلى لون البتلات؛ فإنّه يُصفى، ويترْكُ حتّى يبرُد، ثُمَّ يُعبّأ في حافظةٍ مُناسبةٍ لاستخدامه عند الحاجة.[3]

فوائد ماء الورد

يُوفِّر ماء الورد العديد من الفوائد الصحيَّة، وفيما يأتي أبرزُها:[4]

  • مصدرٌ غنيٌّ بمضادّات الأكسدة: وذلك وِفقاً لما أظهرَتْه إحدى الدِّراسات؛ حيثُ أفادَتْ بأنَّ مُضادّات الأكسدة الموجودة في ماء الورد تَحُدُّ من تأكسُد الدُّهون، كما أنّها تحمي خلايا الجسم من التَّلف.
  • تخفيف الصُّداع: وقد فُسِّرَ ذلك بامتلاكه خصائصَ مُضادَّةً للإجهاد، إذ تبيَّنَ أنَّ بُخار ماء الورد يُفيدُ في الحدِّ من الصُّداع؛ لذلك فإنَّه يُستخدَم في طبِّ الروائح، أو ما يُعرَفُ بالعلاج العطريِّ (بالإنجليزيّة: Aromatherapy).
  • الحدُّ من خطر الإصابة بالعدوى: إذ أكَّدَت الأبحاثُ دورَ خصائصه المُطهِّرة في المساعدة على مُكافحة العدوى، فعلى سبيل المثال؛ أشارَتْ إحدى الدِّراسات إلى أنَّ استخدامه كقطرةٍ للعيون قدْ ساهمَ في علاج التهاب الملتحمة (بالإنجليزيّة: Conjunctivitis)، والمعروف أيضاً باسم العين الورديّة.
  • علاج التهاب الحلق: (بالإنجليزيّة: Sore throat)؛ فقد دعّمَتْ العديد من الأدلَّة فوائد استعمالِه للتَّخفيف من التهاب الحلق، وبالرُّغم من ذلك فإنّ هنالك حاجة لمزيد من الدِّراسات للحصول على نتائج دقيقةً.
  • دعم صحَّة الجهاز الهضميِّ: وذلك وِفقاً لما أشارَتْ إليه دراسةٌ أُجرِيَتْ عام 2008؛ حيثُ تبيَّن أنَّ ماء الورد يمكن أن يُحفِّزُ إفراز العُصارة الصفراويِّة، أو ما تُعرَف بالصفراء (بالإنجليزيّة: Bile)، الأمر الذي يُساعدُ على تعزيز عمليَّة الهضم، ويحدُّ من اضطرابات الجهاز الهضميِّ (بالإنجيزيّة: Digestive upset).
  • الحفاظ على حيويَّة البشرة: وذلك بالحدِّ من أبرز مشاكلها، مثل: الهالات السوداء تحت العيون، والالتهابات الناتجة عن حبِّ الشباب (بالإنجليزيّة: Acne)، وانسداد المسامات نتيجةَ تراكُم الزُّيوت، والأوساخ، إضافةً إلى جفاف البشرة، وتهيُّجها، وكذلك حروق الشمس، واحمرار الجلد النّاتجِ عن تَكسُّر الشُّعيرات الدمويَّة، أو وجود بقعٍ جلدية؛ ويعودُ ذلك لامتلاك ماء الورد لخصائص مُطهِّرةً، ومُضادَّةً للالتهابات، بالإضافة إلى خصائصه القابضة، وعلاوةً على ذلك فإنَّه يُمكنُ خلطُه مع مادّة الجلسرين، وتدليك البشرة به؛ بحيث يُشكِّلُ طبقةً دُهنيّةً تُقلِّلُ من فُقدان الماء، وتحفظُه داخل الجلد، ممّا يُحافظ على رُطوبتها، ويَمنحها مظهراً حيويَّاً، وملمساً ناعماً، كما أنَّ هذا الخليط يُزيل الجلد الميِّت، ويَحدُّ من خطر الإصابة بالحكّة، والجفاف، وحالات التهيُّج؛ كالحروق الناتجة عن العلاج بالأشعّة، والتهاب الجلد الحفاظيِّ (بالإنجليزيَّة: Diaper rash).[5][6]

استخدامات ماء الورد التجميليَّة

يُعرَفُ ماء الورد باستخداماته الجماليَّة المُتعدِّدَة، وفيما يأتي ذكر بعضها:[7]

  • العناية بالعينين: وذلك عبرَ رشِّ القُطنِ بماء الورد البارد، ومسح العين بها.
  • إزالة آثار المكياج: حيثُ يُحضر البعض غسولاً مُطهّراً للوجه، ومزيلاً لبقايا مساحيق التجميل، عبرَ خلط ماء الورد مع الحليب.
  • تثبيت مُستحضرات التجميل: إذ يُمكن رشُّ ماء الورد على الوجه من بعيدٍ وذلك بعد الانتهاء من وضع مساحيق التجميل.
  • البشرة الجافّة: حيثُ تُخلط كميّاتٌ مُتساوية من ماء الورد، وعصير الّليمون، والجلسرين، ويُستخدم كمُرطِّبٍ للبشرة الجافّة؛ خاصّةً في الشتاء.

محاذير استخدام ماء الورد

يمكن أن ينتُج عن الاستخدام الموضعيّ لماء الورد آثاراً تحسُّسيَّة عند بعض الأشخاص، ولذلك يُنصَحُ بوضع كميةٍ قليلةٍ منه على الذراع، وتركُه مدَّة 24 ساعةً كاختبارٍ أوليٍّ للتحقُّقِ من سلامة استعماله دونَ حدوث ردّ فعلٍ سلبيٍّ، ويمكن عندها استخدامه على أيِّ مكانٍ في الجسم، وتجدر الإشارة إلى بعض أعراض حساسيَّة ماء الورد، وهي:[1]

  • تهيُّج البشرة.
  • حروقٌ في البشرة.
  • احمرارُ الجزء الذي وُضِع عليه ماء الورد.
  • الشُّعور بالوخز في الجلد.

مُنتَجات الورد الأخرى

لا تقتصرُ مُنتَجاتُ الوردِ على ماء الورد فقط؛ بل يُمكِنُ استعماله للحصول على العديد من المُنتَجات الأخرى، وفيما يأتي أكثرُها شُيوعاً:[1][8]

  • الزُّهور المُجفَّفة: حيثُ يتمُّ الحصولُ عليها عبرَ تجفيف بتلات، وبراعم الورد، وتُستخدمُ في عدَّة مجالاتٍ؛ كإضافةِ البتلات المُجفَّفة إلى اللّبن، وتناولُها لتعزيز صحَّة الجهاز الهضميِّ.
  • زيت الورد: الذي يُعدُّ أحد أشهر الزُّيوت استخداماً في العلاجات العطريَّة؛ إذ إنَّ استنشاق أبخرته يُؤثِّر في الجزءِ المسؤولِ عن الوظائف الانفعاليَّة في الدِّماغ، والمعروف باسم الجهاز الطرفيِّ (بالإنجليزيّة: Limbic System)، وعلاوةً على ذلك فإنَّ استعماله الموضعيَّ على البشرة يُساعد على ترطيبها، ويحدُّ من بعض مشاكلها الشائعة، مثل: ورديَّةُ الوجه (بالإنجليزيّة: Rosacea)، وحبّ الشّباب، والنّدبات، والإكزيما (بالإنجليزيّة: Eczema)، إضافةً إلى تخفيف ظهور علامات الشَّيخوخة، ومن ناحيةٍ أخرى فإنَّه يُقدِّم عدداً من الفوائد الصحيَّة للجسم، ومنها ما يأتي:
  • الحدُّ من الأرق.
  • تخفيف أعراض سنِّ اليأس (بالإنجليزيّة: Menopausal) لدى السيِّدات.
  • خفض القلق.
  • تقليل أعراض الإجهاد.
  • تخفيفُ آلام عُسر الطمث.

المراجع

  1. ^ أ ب ت Tom Seymour (3-12-2017), "What you should know about rose water"، www.medicalnewstoday.com, Retrieved 17-5-2019. Edited.
  2. ↑ Mohammad Hossein Boskabady,Mohammad Naser Shafei,Zahra Saberi and others (Jul-Aug-2011), "Pharmacological Effects of Rosa Damascena", Iran J Basic Med Sci, Issue 4, Folder 14, Page 295–307. Edited.
  3. ↑ Krishna Bora (6-12-2012), "Rose Water Benefits | Beauty Tips"، www.medindia.net, Retrieved 17-5-2019. Edited.
  4. ↑ Ana Gotter (22-5-2017), " Rose Water: Benefits and Uses"، www.healthline.com, Retrieved 18-5-2019. Edited.
  5. ↑ KIMBERLY JOHNSON, "Are There Benefits of Rosewater on the Skin?"، www.livestrong.com, Retrieved 18-5-2019. Edited.
  6. ↑ "Glycerin And Rose Water Liquid", www.webmd.com, Retrieved 18-5-2019. Edited.
  7. ↑ Anjjali (05-06-2013), "Some uses of rosewater"، www.babycenter.in, Retrieved 18-5-2019. Edited.
  8. ↑ Cathy Wong (17-3-2019), "Health Benefits of Rose Essential Oil"، www.verywellhealth.com, Retrieved 18-5-2019. Edited.