في أي يوم ولد الرسول

في أي يوم ولد الرسول
(اخر تعديل 2023-08-06 01:31:13 )

رسول الله صلى الله عليه وسلم

هو محمد بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة، وينتهي نسبه -عليه الصلاة والسلام- إلى إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام، وأمه هي آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة بن كلاب بن مرة، وكنيته أبو القاسم، وسُمي -عليه الصلاة والسلام- بابن الذبيحين، إذ إن والده عبد الله هو الذبيح الأول، حيث نذر أبوه عبد المطلب بذبحه ثم فداه بمئة من الإبل، والذبيح الثاني هو جده إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام، حيث فداه ربُ العالمين بذبح عظيم، وقد نشأ محمد -صلى الله عليه وسلم- في مكة المكرمة وكان يُعرف فيها بالصادق الأمين، وممّا يدلّ على ذلك احتكام قريش إليه يوم اختلافهم على وضع الحجر الأسود بعد تهدّم الكعبة نتيجة سيلٍ أصابها، وقد عمل رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في رعي الأغنام، ثمّ في التجارة خلال سنوات شبابه، وحين بلغ الخامسة والعشرين من عمره تزوّج من خديجة بنت خويلد رضي الله عنها، وأنجبت له أبناءه كلهم إلا إبراهيم، ومن الجدير بالذكر أنّ الوحي نزل على رسول الله يُبلّغه الرسالة عندما كان في الأربعين من عمره، فدعا إلى الله ثلاث عشرة سنة في مكة المكرمة، ثمّ هاجر إلى المدينة وأقام فيها دولة الإسلام، وتُوفّي -عليه الصلاة والسلام- فيها وكان عمره ثلاثة وستين عاماً.[1]

تاريخ مولد الرسول

ولد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يوم الأثنين الثاني عشر من ربيع الأول من عام الفيل، وقد توفي أبوه عبد الله وهو في الخامسة والعشرين من عمره، وكان الرسول -عليه الصلاة والسلام- لا يزال في بطن أمه، فولد يتيم الأب، وقد دل على ميلاد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في يوم الإثنين ما رواه الإمام مسلم عن أبي قتادة الأنصاري أن رسول الله -عليه الصلاة والسلام- سُئل عن صيام يوم الاثنين، فقال :(ذاك يومٌ وُلدتُ فيه، ويومُ بُعثتُ فيه)،[2] وأما الدليل على تاريخ اليوم والشهر الذي ولد فيه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقد وضح الشيخ الألباني -رحمه الله- أن الجمهور يرون أنه الثاني عشر من ربيع الأول، وثمة أقوال أخرى خلاف ذلك، وقد ورد ذكرها في كتاب ابن كثير في الأصل، ولكنّها مُعلقة من غير أسانيد، إلا قول واحد وهو أنّه وُلد في الثامن من ربيع الأول؛ حيث رواه مالك وغيره بالسند الصحيح عن التابعي الجليل محمد بن جُبير بن مُطعم، مما دفع بعض علماء التاريخ لاعتماده ومنهم الحافظ الكبير محمد بن موسى الخوارزمي، ورجّحه أبو الخطاب بن دحية، وأما دليل ميلاد الرسول -عليه الصلاة والسلام- في عام الفيل فقد روي عن عبد الله بن عباس -رضي الله عنه- أنه قال: (وُلِد رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم عامَ الفيلِ)،[3] وقد سمي عام الفيل بهذا الاسم نسبة إلى حادثة الفيل التي حدثت عندما توجه أبرهة الأشرم الحبشي بفيله العملاق وجيشه الهائل نحو مكة ليهدموا الكعبة المشرفة، وعندما وصل هو وجيشه إلى واد مُحسر بين منى ومزدلفة جلس الفيل على الأرض ورفض إكمال السير، وكلما وجهوه إلى غير اتجاه الكعبة المشرفة قام يمشي، فأرسل الله تعالى طيور أبابيل تحمل بأرجلها حجارة من سجيل أرسالها عليهم الله عز وجل فجعلتهم كعصف مأكول، مصداقاً لقول الله تعالى:(أَلَمْ تَرَ كَيْفَ فَعَلَ رَبُّكَ بِأَصْحَابِ الْفِيلِ*أَلَمْ يَجْعَلْ كَيْدَهُمْ فِي تَضْلِيلٍ*وَأَرْسَلَ عَلَيْهِمْ طَيْرًا أَبَابِيلَ *تَرْمِيهِم بِحِجَارَةٍ مِّن سِجِّيلٍ*فَجَعَلَهُمْ كَعَصْفٍ مَّأْكُولٍ).[4][5]

ولادة الرسول ومرحلة الطفولة

كان يوم ميلاد رسول الله -صلى الله عليه وسلم- إيذاناً بشروق فجر الإسلام، وتبديد ظلمات الشرك والجاهلية، فحدث في ذلك اليوم عدد من العلامات الدالة على نبوته عليه الصلاة والسلام، حيث روى ابن سعد عن أمه آمنة بنت وهب أنها قالت: (لما ولدته خرج من فرجي نور أضاءت له قصور الشام)، وفي يوم ميلاده عليه الصلاة والسلام خمدت النار التي يعبدها المجوس، وسقطت أربع عشرة شرفة من أيوان كسرى، وغاضت الكنائس حول بحيرة ساوى فتهدمت،[6] بالإضافة إلى ما روي عن حسان بن ثابت رضي الله عنه أنه قال: (والله إني لغلام يفعة ابن سبعة أو ثماني سنين -واليفعة هو الغلام القوي- أعقل كل ما سمعت إذ سمعت يهودياً يصرخ بأعلى صوته على أطمة بيثرب -والأطمة هي الحصن- يا معشر يهود، حتى إذا اجتمعوا إليه ، قالوا له: ويلك مالك؟ قال طلع نجم أحمد الذي ولد به)،[1] وبعد ولادته عليه الصلاة والسلام ذهبت به أمه إلى جده عبد المطلب ففرح به فرحاً شديداً، ودخل به الكعبة المشرفة، وشكر الله تعالى ودعاه، وسماه محمداً على الرغم من أن اسم محمد لم يكن معروفاً بين العرب، ثم ختنه بعد سبعة أيام من مولده، وبعدها أخذ عبد المطلب يبحث عن مرضعة لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- بعد أن أرضعته ثويبة مولاة أبي لهب، فقد كانت عاداتهم تقتضي ذلك، فدفعه إلى حليمة بنت أبي ذؤيب وزوجها الحارث بن أبي العزى في ديار بني سعد، فكان لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- إخوة من الرضاعة وهم: الشيماء، واسمها حذافة أو جذامة بنت الحارث، وعبد الله بن الحارث، وأنيسة بنت الحارث.[6]

المراجع

  1. ^ أ ب "ميلاد خير البشر"، islamstory.com، اطّلع عليه بتاريخ 7-10-2018. بتصرّف.
  2. ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي قتادة الأنصاري، الصفحة أو الرقم: 1162، صحيح.
  3. ↑ رواه الهيثمي، في مجمع الزوائد، عن عبد الله بن عباس، الصفحة أو الرقم: 1/201، رجاله موثوقون.
  4. ↑ سورة الفيل، آية: 1-5.
  5. ↑ "من المولد إلى المبعث (1)"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 5-10-2018. بتصرّف.
  6. ^ أ ب صفي الرحمن المباركفوري، الرحيق المختوم (الطبعة الأولى)، بيروت: دار الهلال، صفحة 45-46. بتصرّف.