من علامات الساعة الكبرى

من علامات الساعة الكبرى

أشراط الساعة

يُطلق لفظ الأشراط على أوائل أو بدايات أمرٍ ما، فيُقال أشراط الأمر، أي أوائله، والمفرد من الأشراط: شَرَط، والمقصود به العلامة، ومن ذلك شرط السلطان وهم أصحابه الذين يقدّمهم على غيرهم من الجند، والمقصود بأشراط الساعة علاماتها، حيث قال الله تعالى: (فَهَلْ يَنظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ أَن تَأْتِيَهُم بَغْتَةً فَقَدْ جَاءَ أَشْرَاطُهَا فَأَنَّى لَهُمْ إِذَا جَاءَتْهُمْ ذِكْرَاهُمْ)،[1] وبيّن الحافظ ابن حجر المقصود بأشراط الساعة بقوله: (هي العلامات التي يعقبها قيام الساعة)، وقد أطلق بعض العلماء على الأشراط اسم الآيات، والآيات: هي الأمارات الدالة على الشيء، كالأمارات التي تُنصب في الصحراء، دالّةً على الطريق، أو توضع على الشاطىء؛ لتهدي السفن، أو توضع في طريق المسافرين، لتدلَّهم على ما يقصدون من الأماكن)، أمّا أشراط الساعة في التعريف الاصطلاحي لها فهي العلامات التي ستقع في آخر الزمان كما أخبر بذلك الرسول صلى الله عليه وسلم، وهي التي تسبق قيام الساعة، ولكنّها تدلّ على قرب وقوعها، أو أنها تسبق قيامها، أو تنبئ بقيامها فعلاً، ومن العلامات التي تدلّ على قرب وقوع الساعة مثلاً: الدجال، وعيسى عليه السلام، ويأجوج مأجوج، والخسوفات، ومن العلامات التي تدل على تحققها: الدابة ، وخروج الشمس من جهة المغرب، والنار التي تسوق الناس إلى أرض المحشر، والمقصود بالساعة في اللغة: الجزء من الليل أو من النهار، أمّا الساعة في الاصطلاح فهي الوقت الذي تحصل فيه الساعة والقيامة، وتنتهي فيها حياة جميع المخلوقات، وتتغير الأحداث في الكون.[2]

علامات الساعة الكبرى

روى الإمام مسلم في صحيحه عن الصحابي حذيفة بن أسيد فيما يبيّن علامات الساعة؛ حيث قال: (إنها لن تقومَ حتى ترَون قبلَها عشرَ آياتٍ، فذكر الدخانَ، والدجالَ، والدابةَ، وطلوعَ الشمسِ من مغربِها، ونزولَ عيسى ابنِ مريم صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، ويأجوجَ ومأجوجَ، وثلاثةَ خُسوفٍ: خَسفٌ بالمشرقِ، وخَسفٌ بالمغربِ، وخَسفٌ بجزيرةِ العربِ، وآخرُ ذلك نارٌ تخرج من اليمنِ، تطردُ الناسَ إلى مَحشرِهم)،[3] وفيما يأتي بيان علامات الساعة الكبرى بشيءٍ من التفصيل:[4]

  • خروج الدجال، وهو من أعظم الفتن، ومن الصفات والعلامات التي تميّزه أنّه أعور، ومكتوبٌ بين عينيه أنّه كافر كما بينّ الرسول صلى الله عليه وسلم.
  • نزول عيسى عليه السلام، ويكون نزوله في آخر أيام الدجال، في وقت صلاة الصبح، ويُقدّم للإمامة بالناس، وأول عمل يقوم به قتل الدجال في باب لدّ، ثمّ يحكم وينشر شريعة الله تعالى، ويستمرّ حكمه في الأرض أربعين سنةً، ويعمّ الخير والرخاء في زمنه، ثمّ يتوفّى.
  • خروج قوم يأجوج ومأجوج، ويكون ذلك في زمن عيسى عليه السلام.
  • الدخان، وهو العلامة الرابعة من علامات الساعة، إلّا أنّ ترتيب خروجه غيرُ محدّدٍ بين باقي علامات الساعة؛ حيث قال الله تعالى: (فَارْتَقِبْ يَوْمَ تَأْتِي السَّمَاءُ بِدُخَانٍ مُّبِينٍ*يَغْشَى النَّاسَ هَـذَا عَذَابٌ أَلِيمٌ)،[5] كما أنّ الدخان ثبت في العديد من الأحاديث الواردة عن النبي عليه الصلاة والسلام.
  • طلوع الشمس من جهة الغرب، وبتحقق هذه العلامة يُغلق باب التوبة؛ حيث قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (من تاب قبل أن تطلُعَ الشمسُ من مغربِها ، تاب اللهُ عليه).[6]
  • خروج الدابة، وهي العلامة التي تقرب ظهور طلوع الشمس من مغربها، ويكون خروج الدابة وقت الضحى.
  • الخسوفات الثلاثة، ولم يرد أيّ دليل يبيّن تفصيلها، وحقيقتها، والأحداث التي تجري بها.
  • النار التي تحشر الناس، وهي آخر العلامات الكبرى للساعة، ودليل النار ما رواه الإمام البخاري في صحيحه أنّ الرسول عليه الصلاة والسلام قال: (يُحشَرُ النَّاسُ على ثلاثِ طرائقَ: راغبين راهبين، واثنان على بعيرٍ، وثلاثةٌ على بعيرٍ، وأربعةٌ على بعيرٍ، وعشرةٌ على بعيرٍ، وتَحشُرُ بقيَّتَهم النَّارُ، تُقيلُ معهم حيث قالوا، وتبيتُ معهم حيث باتوا، وتُصبِحُ معهم حيث أصبحوا، وتُمسي معهم حيث أمسَوْا).[7]

علامات الساعة الصغرى

تتعدّد العلامات التي تسبق ظهور الساعة بفترةٍ من الزمن، وفيما يأتي بيان عددٍ منها:[8]

  • زخرفة المساجد، والتباهي والتفاخر في ذلك، فالسنّة عند بناء المساجد وإقامتها القصد في ذلك، وعدم الإسراف والغلو والتبذير في بنائها، وتجدر الإشارة إلى اختلاف بناء المساجد من زمان لزمان ومن مكان إلى مكان آخرٍ، فمثلاً إقامة المساجد كسائر البيوت في الحي لا نهي فيه.
  • ظهور الربا وانتشاره بين الناس، ففي آخر الزمان يستولي جمع المال على قلوب العباد، فيكون الهمّ الوحيد لدى الناس جمع المال بغضّ النظر عن مصدره، سواءً كان حلالاً أم حراماً، ومن الآثار المترتبة على الربا حلول الأزمات الاقتصادية وكساد الأموال؛ حيث قال الله تعالى: (يَمْحَقُ اللَّـهُ الرِّبَا وَيُرْبِي الصَّدَقَاتِ).[9]
  • اشتغال جميع الناس بالتجارة والعمل، حتى النساء، وتجدر الإشارة إلى جواز عمل المرأة في حالة عدم وجود أيّ محذور شرعي، من الاختلاط بالرجال، أو العمل الذي يخالف طبيعة المرأة.
  • انتشار وشيوع الآلات الموسيقية والمعازف والموسيقى، وتطلق المعازف على جميع آلات اللهو.
  • انحصار العلم، وظهور وانتشار الجهل، وانتشار الزنا وتضييع الأمانة؛ حيث روى الإمام البخاري في صحيحه عن الصحابي أنس بن مالك رضي الله عنه أنه قال: (لَأُحَدِّثَنَّكُم حديثًا لا يُحَدِّثُكم أحدٌ بعدي، سَمِعْتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم يقولُ: من أشراطِ الساعةِ أن يَقِلَّ العِلْمُ، ويَظْهَرَ الجهلُ، ويَظْهَرَ الزنا، وتَكْثُرَ النساءُ، ويَقِلَّ الرجالُ، حتى يكونَ لِخَمْسِينَ امرأةً القَيِّمُ الواحدُ).[10]

المراجع

  1. ↑ سورة محمد، آية: 18.
  2. ↑ "معنى أشراط الساعة"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 22-12-2018. بتصرّف.
  3. ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن حذيفة بن أسيد الغفاري، الصفحة أو الرقم: 2901، صحيح.
  4. ↑ "علامات الساعة الكبرى"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 22-12-2018. بتصرّف.
  5. ↑ سورة الدخان، آية: 10-11.
  6. ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 2703، صحيح.
  7. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن سهل بن سعد الساعدي، الصفحة أو الرقم: 6522، صحيح.
  8. ↑ "علامات الساعة الصغرى"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 22-12-2018. بتصرّف.
  9. ↑ سورة البقرة، آية: 276.
  10. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 81، صحيح.