حديث قدسي عن المغفرة

حديث قدسي عن المغفرة
(اخر تعديل 2024-05-10 02:24:01 )

حديث قدسي عن المغفرة

من أسماء الله الحسنى الغفور ومعناه الساتر لذنوب العباد وعيوبهم، والغفّار وهو المتجاوز عن الذنوب والخطايا، فالمغفرة هي تغطية الذنوب والعفو عنها، أمّا الإستغفار فهو طلب الستر للذنوب والعيوب والتجاوز والعفو عنها قولاً وفعلاً، فمن استغفر بالقول دون الفعل فهذه صفة الكذب، فاستغفار الله هو سؤاله المغفرة،[1] وقد ورد عن الرسول صلّى الله عليه وسلّم في الحديث القدسي"(قالَ اللَّهُ تبارَكَ وتعالى يا ابنَ آدمَ إنَّكَ ما دعوتَني ورجوتَني غفَرتُ لَكَ على ما كانَ فيكَ ولا أبالي، يا ابنَ آدمَ لو بلغت ذنوبُكَ عَنانَ السَّماءِ ثمَّ استغفرتَني غفرتُ لَكَ، ولا أبالي، يا ابنَ آدمَ إنَّكَ لو أتيتَني بقرابِ الأرضِ خطايا ثمَّ لقيتَني لا تشرِكُ بي شيئًا لأتيتُكَ بقرابِها مغفرةً)".[2][3]

أسباب المغفرة في الحديث

تضمّن الحديث القدسي الشريف أن الله تعالى يُقدّم مغفرته لعباده من بني آدم في حالات ثلاث، وهي شروط تحدث بها مغفرته جلّ في علاه وتشمل:[4]

  • الدعاء المقترن بالرجاء: فقد أمر الله تعاى عباده بالدعاء ووعدهم بالإستجابة له، ويكون الدعاء مستكمل الشروط وخالي من الموانع حتى يقتضي الإجابة، ومن شروطه حضور القلب والرجاء في الإجابة، فلا يُترك الدعاء لتأخر الإجابة، فإن الله يُحب الإلحاح عباده الملحّين، وأفضل ما يُطلب في الدعاء هو المغفرة ودخول الجنة والنجاة من النار.
  • الإستغفار: فمهما عظمت الذنوب فإن الله يغفرها حتى لو بلغت السحاب، وعادة ما يقترن الإستغفار بالتوبة وهي التوقف عن عمل الذنوب بالأفعال والجوارح، بيد أن الإستغفار باللسان دون القلب يجعل الدعاء مجرد إن شاء الله قبله وإن شاء رفضه.
  • التوحيد: فمن جاء بالتوحيد فقد جاء بأعظم أسباب المغفرة، ومن جانبه فقد جانب مغفرة الله، فإن حضر بني آدم بما يملأ الأرض ذنوباً لقيه الله تعالى بما يساويها مغفرة، حيث أن توحيد العبد لربه والإخلاص له المقرون بالشروط الكاملة في العمل واللسان والجوارح، فقد أوجب مغفرة جميع الذنوب ومُنع من دخول النار.

أسباب أخرى للمغفرة

ذُكر في الحديث القدسي السابق ثلاثة أسباب قرنها الله تعالى في مغفرته، بيد هناك أسباب كثيرة أخرى للمغفرة ومنها:[5]

  • تقوى الله في القول والعمل واتّباع رسوله.
  • العفو عند المقدرة وكظم الغيظ والإنفاق في سبيل الله.
  • الصبر المقترن مع العمل الصالح.
  • ذكر الله بعد الوضوء وبعد الصلاة.
  • صلاة ركعتين بعد الوضوء.
  • الذهاب للمساجد للجماعات وأيام الجمعة.
  • صلاة الضحى والجلوس للذكر بينها وبين صلاة الفجر.
  • قيام الليل وبالأخص في رمضان وليلة القدر.
  • ترديد الآذان واستجابته.

فوائد الإستغفار

ذكرت العديد من الآيات والأحاديث منزلة وفضل الإستغفار، كما ذكرت الكثير من فوائده والتي منها:[6]

  • سبب في تجاوز الخطايا ورفع العقاب.
  • جلب الرزق ودفع البلاء.
  • انشراح القلب والطمأنينة.
  • تحسين الأخلاق وتسهيل التعامل مع الآخرين.

المراجع

  1. ↑ سعيد بن وهف القحطاني، مكفرات الذنوب والخطايا وأسباب المغفرة من الكتاب والسنة، الرياض: مطبعة سفير، صفحة 4-5، جزء 1. بتصرّف.
  2. ↑ رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن أنس بن مالك، الصفحة أو الرقم: 3540، صحيح.
  3. ↑ ابن رجب الحنبلي (2001)، جامع العلوم والحكم في شرح خمسين حديثا من جوامع الكلم (الطبعة السابعة)، بيروت: مؤسسة الرسالة، صفحة 400، جزء 2. بتصرّف.
  4. ↑ ابن رجب الحنبلي، أسباب المغفرة، صفحة 1-6.
  5. ↑ جمال المراكبي (14-9-2009)، "أسباب المغفرة"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 10-10-2018. بتصرّف.
  6. ↑ "منزلة الاستغفار والآثار المترتبة عليه"، www.islamweb.net، 2003-10-22، اطّلع عليه بتاريخ 10-10-2018. بتصرّف.