تقرير عن القراءة

تقرير عن القراءة

القراءة

ورد في المعاجم اللغويّة: قَرَأَ، ويَقرأ، وقراءة، وقُرآناً، ويُقال: قرأ الكتاب؛ أي تتبَّع كلماته نَظَراً، ونَطَق بها، وقرأ الآية من القرآن؛ أي نَطَق بألفاظها عن نَظَرٍ، أو عن حِفظ، وقرأ عليه السلام؛ أي أبلغَه إيّاه، وقرأ الغيب؛ أي تكهَّن به. وتُعرَّف القراءة اصطلاحاً بأنّها: نشاط عقليّ فكريّ، تدخل فيه العديد من العوامل التي تهدف بشكل أساسيّ إلى رَبط لغة التحدُّث بلغة الكتابة، كما يمكن تعريفها بأنّها: نُطق الرموز، وفَهمها، وتحليل النصوص المكتوبة، ونَقد محتواها، والاستفادة ممّا تمّت قراءته في حلّ المشكلات، والانتفاع به في المواقف الحيويّة، والشعور بالراحة، والمُتعة النفسيّة ممّا هو مقروء، وتُمثِّل القراءة مجموعة من الخطوات المُتسلسِلة التي تُمكِّن القارئ من التعامُل مع الخطاب المكتوب في مختلف أبعاده؛ فَهماً، وتحليلاً، وإنتاجاً.[1]

أهداف القراءة

تُوجَد العديد من الأهداف التي تكمن وراء القراءة، وتختلف هذه الأهداف من شخص إلى آخر؛ تِبعاً لحالته، وثقافته، وحبّه للثقافة، وهذه الأهداف هي:[2]

  • طلب العلم، والمعرفة، وتحقيق الغاية من وجود الإنسان في الأرض .
  • استذكار، ومراجعة المعلومات من وقت إلى آخر، والتثبُّت من هذه المعلومات، والتأكُّد من معناها، أو مقارنتها مع معلومات أخرى.
  • متابعة التخصُّص، وهذا الهدف يتعلَّق بالتعلُّم في مجال مُحدَّد، ولا يتعلَّق بحاجة طارئة، كما أنّه لا يتوقَّف على مناسبة مُعيَّنة.
  • إعداد الأبحاث؛ حيث إنّ القارئ عند إجراء البحث يقرأ بعقليّة ناقدة، ويقارن الآراء المختلفة، كما أنّه يستمدُّ من معلوماته، وثقافته، ما يُمكِّنه من إبداء الحُكم، والرأي.
  • التسلية، والترويح؛ فالقراءة تُساعد القارئ على الشعور بالهدوء، والاسترخاء، وتحقيق المُتعة، والتسلية المفيدة، وهذا يتحقَّق من خلال قراءة الموضوعات الخفيّة، ومراجعة الصُّحُف، والقصص السهلة، ولا بُدّ من الأخذ بعين الاعتبار أنّ الاكتفاء بهذا النمط من القراءة لن يُحقِّق التقدُّم العِلميّ، والثقافيّ، ولن يُساعد على تحصيل العِلم.
  • توسيع قاعدة الفَهم، والمعرفة؛ فبعض القُرّاء يعتقدون أنّ قدراتهم الذهنيّة، والإدراكيّة، غير كافية، ولم تصل إلى المستوى المطلوب؛ لذلك يسعى باستمرار إلى اكتساب عادات فكريّة جديدة، ويُوسِّع قاعدة فَهمه، ويُثري معلوماته، ويُنمّيها.
  • استغلال أوقات الفراغ على النحو الأمثل.
  • التعرُّف إلى الأحداث، والوقائع الجارية.
  • الاستجابة إلى الاحتياجات العِلميّة في الحياة اليوميّة.

وظائف القراءة

تُؤدّي القراءة أربع وظائف رئيسيّة على المستويَين: الفرديّ، والجماعي، وهذه الوظائف تتمثّل بعدّة مجالات، هي:[2]

  • المجال الدينيّ: تُساعد القراءة الفرد على عبادة الله تعالى بشكلٍ صحيح، والوصول إلى الإجابات الصحيحة لكافّة التساؤلات، وحلّ المسائل الدينيّة التي تصعبُ عليه.
  • المجال النفسيّ: تُساهم القراءة في تحقيق التكيُّف النفسيّ لدى الأفراد، والقضاء على حالة الإحباط، والانفعالات الزائدة.
  • المجال الاجتماعيّ: تُحقِّق القراءة للفرد التكيُّف الاجتماعيّ، والتبادُل الثقافيّ بين الأُمَم، والشعوب.
  • المجال المعرفيّ: تُؤدّي القراءة إلى إشباع الحاجات المعرفيّة للمجتمعات، والأفراد، في مرحلة سنّ التحصيل الدراسيّ، والمراحل التي تليها.

خصائص القراءة

تتميَّز القراءة بعدّة خصائص، وميِّزات، من أهمّها:[2]

  • تُعتبَر القراءة نافذة الإنسان على الدنيا؛ حيث يُمكن من خلالها رؤية، واستكشاف كلّ شيء.
  • تُعَدُّ القراءة ظاهرةً إنسانيّةً تتعلَّق بالإنسان وحده، وهي ضروريّة لرُقيِّه، والتمتُّع بإنسانيّته، وتحقيق الغاية من خَلقه.
  • تمثِّل القراءة، بالإضافة إلى الكتابة، حجرَ الأساس في التعليم، ولا يمكن استبدالها بأيّة وسيلة أخرى.
  • لا تعترفُ القراءة بالفواصل الزمنيّة، ولا الحدود الجغرافيّة، ولا الفوارق الاجتماعيّة؛ فهي تستطيع أن تستمرَّ في مختلف العصور، والأماكن، والمُجتمَعات.
  • لا تُقيِّد القراءة الإنسان بمكان، أو زمان؛ فالقراءة تُمارَس في أيّ وقت، وفي أيّ مكان.
  • تسمحُ القراءة للكاتب بالتحدُّث في مختلف الأوقات، ومع أيّ فئة كانت، وهذا يدلُّ على زوال الفروقات الفكريّة في طبقات المجتمع.
  • تُوسِّع القراءة مدارك القارئ، وتنقُلُه من عالمه الضيِّق إلى عالم أوسع، وأكثر شموليّة.
  • تُوجِّه القراءة البحث العِلميّ، وتُوثِّق العلاقة بين العلماء، والباحثين، في مختلف أنحاء العالَم، ممّا يُحقِّق الأهداف السامية للعِلم، والمعرفة، بخطوات سريعة، ومُوفَّقة.
  • تمنحُ القراءة القارئ أكثر من حياة واحدة في المدى العُمريّ للإنسان.
  • تُعَدُّ القراءة وسيلة للتنمية، أو للهَدم؛ حيث تُؤثِّر القراءة في مستوى القارئ الخُلقيّ، ومُعتقَداته، وتصرُّفاته، وهذا يتحدَّد بحسب ما تتمّ قراءته.

مهارات القراءة

تتطلَّب القراءة وجود مهارات أساسيّة تنبغي مراعاتها عند تعليم القراءة، أو تعلُّمها، وتختلف هذه المهارات وِفق الأهداف المطلوبة من القراءة، كما أنّها تختلف من مرحلة إلى أخرى من مراحل التعليم، وهذه المهارات هي:[3]

  • المهارات النطقيّة، وهي:
  • مهارات الفهم والاستيعاب، وهي:
  • مهارات النَّقد، وهي:
  • مهارات القراءة الإبداعيّة، وهي:
  • معرفة أصوات الكلمات، والحروف، وخاصّة تلك الأحرف التي تتشابه في النطق، أو الرسم.
  • إخراج كلّ حرف من مخرجه الصحيح عند النُّطق به، مع مراعاة عدم الحذف، أو الإبدال، أو التقديم والتأخير، أو التكرار لأحد الحروف، أو الكلمات.
  • الاهتمام بالطلاقة القرائيّة، بحيث تتمّ القراءة وِفق سرعةٍ مناسبةٍ.
  • الاهتمام بالتنغيم، بحيث تتمّ مراعاة نبرة الصوت وِفق دلالة المعنى؛ كإظهار نبرة الحزن عند قراءة ما يدلُّ على الحزن.
  • معرفة علامات الترقيم، والوَقف.
  • مراعاة ما يطرأ على الحروف من تغيير عند التقائها مع أحرف أخرى.
  • معرفة، وفهم المفردات، والمعاني، والتراكيب اللغويّة في النص.
  • استدعاء المخزون اللغويّ.
  • استنتاج الأفكار الفرعيّة، والرئيسيّة من النص.
  • امتلاك مهارات الرَّبط، وإدراك العلاقات المنطقيّة في النص.
  • تصنيف أسلوب الكاتب.
  • استشعار المعاني الخفيّة، والمباشرة.
  • معرفة اللغة الصريحة، والمجازيّة في النص.
  • المقدرة على تمحيص المعلومات؛ إن كانت صحيحة، أو خاطئة.
  • وصف العواطف.
  • تحديد العناصر الجماليّة في النص.
  • فَهم، وتفسير، وتطبيق المعاني، والرموز المختلفة، وإصدار الأحكام عليها.
  • تحليل النص إلى عناصره الأساسيّة.
  • إكمال نصٍّ غير مُكتمِل وِفق ما تمّ فَهمه من النص.
  • تلخيص النص، ونَقده، ومُحاكاته.
  • تمثيل أفكار النص الجديدة، وتوظيفها، واستيعابها.

المراجع

  1. ↑ د.لطيفة حسين الكندري، تشجيع القراءة (الطبعة الأولى )، الكويت: المركز الشبه الإقليمي للطفولة والأمومة، صفحة 19-20. بتصرّف.
  2. ^ أ ب ت خالد بن عبد العزيز النصار، الإضاءة في أهمية الكتاب والقراءة، صفحة 37-42. بتصرّف.
  3. ↑ فتحي ذياب سبيتان، أصول وطرائق تدريس اللغة العربية، صفحة 100-102. بتصرّف.