بحث حول الغدة الدرقية

بحث حول الغدة الدرقية
(اخر تعديل 2023-08-06 01:31:13 )

الغُدَد الصَّماء

الغُدد الصّماء (بالإنجليزيّة: Endocrine gland) هي غدد لا قنويّة تفرز مواد كيميائيّة إلى الدّم مباشرةً تُسمَّى الهرمونات؛ ليحملها إلى الخلايا المُستهدَفة، ويعدّ نظام الغدد الصّماء بالتعاون مع الجهاز العصبي مسؤولين عن الحفاظ على ثبات البيئة الداخليّة للجسم. تؤدي الهرمونات وظائف عدة في الجسم؛ فهي تسيطر على الأنشطة الخلويّة المختلفة بما في ذلك النّمو، والتطوّر، والتكاثر، واستخدام الطاقة وتخزينها، وغيرها الكثير من الوظائف، وتشمل الغدد الصّماء في جسم الإنسان: الغدة الصنوبريّة، والغدة النّخامية، والغدة الكظريّة، والبنكرياس، والغدة الدرقيّة، والغدة جارة الدرقيّة، والغدة الزعتريّة، والمبيض، والخصية، وهناك أعضاء أخرى في الجسم تعمل كغدد صماء ثانويّة، مثل: القلب، والكبد، والكِلى.[1]

الغُدّة الدرقيّة

الغدّة الدرقيّة (بالإنجليزيّة: Thyroid gland) إحدى الغدد الصّمّاء في جسم الإنسان، وتقع أسفل الحنجرة في الجزء الأمامي السّفلي من العنق، وتتكوّن من فصّين مستطيلين يتّصلان ببعضهما بحزام ضيق من نسيج يُسمّى البرزخ، ويتراوح متوسط وزنها عند البالغ من 10-15غ. تحتوي الغدة الدرقيّة على العديد من الجريبات المُبطَّنة بخلايا كيسيّة، وتحتوي على سائل يُسمَّى المادة الغرويّة يحتوي على بروتين الثايروجلوبولين الذي تُصنَع منه هرمونات الغدة الدرقيّة، وهي: الثّيروكسين (بالإنجليزيّة: thyroxine) ويُعرف اختصاراََ بـ (T4)، وهرمون ثلاثي يود الثيرونين (بالإنجليزيّة: triiodothyronine) ويُعرَف اختصاراََ بـ (T3).[2]

هرمونات الغُدّة الدرقيّة

تصنع الغدة الدرقيّة هرمونين يحتوي كلاهما على الثايرونين واليود، وهما هرمون ثلاثي يود الثايرونين الذي يحتوي على ثلاث ذرات من اليود، وهرمون الثيروكسين الذي يحتوي على أربع ذرات من اليود، لذلك يُعد اليود عنصر أساسي وضروري لإنتاج هرمونات الغدة الدرقيّة، وهو ما تحصل عليه الغدة من الطّعام الذي نتناوله. تنتج الغدة الدرقيّة هرمون الثّيروكسين بكمية أكبر من كمية هرمون ثلاثي يود الثايرونين لذلك يمكن أن يتحوّل الثيروكسين إلى ثلاثي يود الثايرونين في العديد من الأنسجة عن طريق إنزيم يُسمَّى دييودوناز أو الإنزيم النّازع لليود (بالإنجليزية: Deiodinase)،[2] ومن وظائف هرمونات الغدة الدرقيّة ما يأتي:[3]

  • تنظيم التمثيل الغذائيّ في الجسم، وإنتاج الطاقة.
  • تنظيم مقدار استهلاك الخلايا للأكسجين.
  • تنظيم وظائف كلٍّ من: الدّماغ، والقلب، والكِلى، والجلد، والشّعر، والعينين، والأمعاء، والعضلات.
  • تنظيم درجة حرارة الجسم.
  • تنظيم وظائف الدّماغ والأعصاب، وتنظيم تطوّرهما.
  • تنظيم نموّ الإنسان.

قصور نشاط الغُدّة الدرقيّة

يُصاب الإنسان بقصور الغدّة الدرقيّة إذا لم تفرز الغدة كمية كافية من الهرمونات، وتُعدّ النساء -خاصةً من تتجاوز أعمارهنّ 60 عاماََ- الأكثر عُرضةً للإصابة بهذا الاضطراب، ويؤدي قصور الغدة الدرقيّة إلى الإخلال بالتّوازن الطّبيعي للتفاعلات الكيميائيّة في الجسم، ويمكن أن تتسبب الحالة المتقدمة من قصور نشاط الغدة الدرقيّة إذا أُهمِل علاجها ببعض المشاكل الصّحيّة، مثل: السّمنة، وألم المفاصل، والعُقم، ومرض القلب.[4]

الأعراض

يؤدّي قصور نشاط الغدة الدرقيّة إلى تباطؤ عمليات الأيض في جسم الإنسان، ممّا يؤدي إلى الشّعور بالتّعب وزيادة الوزن، ومع استمرار تباطؤ عملية الأيض في الجسم، قد تظهر على المريض علامات وأعراض أخرى، منها:[4]

  • جفاف البشرة، وانتفاخ الوجه.
  • إرهاق.
  • الحساسيّة المفرطة للبرودة.
  • الإمساك.
  • تساقط الشّعر.
  • انخفاض معدل ضربات القلب.
  • آلام العضلات، وضعفها، وتيبّسها.
  • بحّة في الصّوت.
  • ارتفاع مستوى الكولسترول في الدّم.
  • آلام المفاصل وتيبّسها.
  • عدم انتظام فترات الحيض.
  • غزارة دم الحيض.
  • الاكتئاب.
  • كثرة النّسيان.

الأسباب

قد يصاب الإنسان في حالات قليلة بقصور نشاط الغدة الدرقيّة نتيجة وجود عيب خلقيّ في الغدة الدرقيّة، أو وجود اضطراب في الغدة النّخامية، أو لنقص اليود في الطّعام، كما قد تُصاب النساء بقصور في نشاط الغدة الدرقيّة أثناء الحمل أو بعده، إلا أنّ هذه الأسباب تُعدّ أسباباََ غير شائعة، أمّا أهم أسباب قصور نشاط الغدة الدرقيّة، فهي:[4]

  • اضطراب جهاز المناعة: في بعض الحالات يُصاب الجسم باضطراب مناعي؛ بحيث ينتج جهاز المناعة أجساماََ مضادة تتلف الغدة الدرقيّة، ممّا يسبب إصابتها بمرض يُسمّى التهاب الغدة الدرقيّة لهاشيموتو، وهذا يؤثّر على إنتاجها للهرمونات.
  • علاج فرط الدرقيّة: قد يؤدّي علاج الغدة الدرقيّة المُصابة بفرط النّشاط باستخدام اليود المشعّ أو الأدوية المضادة للدرقيّة في بعض الحالات إلى الإصابة بقصور دائم في الغدة الدرقيّة.
  • جراحة الغدة الدرقيّة: يؤدي استئصال الغدة الدرقيّة أو جزء كبير منها إلى الإصابة بقصور الغدة الدرقيّة، الأمر الذي يستدعي تلقّي هرمونات الغدة الدرقيّة مدى الحياة.
  • العلاج الإشعاعي: قد يؤدي التعرّض للإشعاع المستخدَم في علاج سرطان الرّأس والرّقبة إلى قصور نشاط الغدة الدرقيّة.
  • الأدوية: تتسبّب بعض الأدوية مثل الأدوية المُستخدَمة لعلاج الاضطرابات النفسيّة بقصور الغدة الدرقيّة.

فرط نشاط الغُدّة الدرقيّة

فرط نشاط الغدة الدرقيّة اضطراب يؤدي إلى إفراز الغدة الدرقيّة لهرمون الثيروكسين بكمية كبيرة، ممّا يؤدي إلى زيادة عمليات الأيض في الجسم، وهو أكثر انتشاراََ عند النساء منه عند الرجال، ويمكن علاج هذه الحالة بسهولة عند تشخيصها، أمّا تجاهلها فقد يسبّب مشاكل خطيرة، ومن طرق علاجها تناول الأدوية المضادة للدرقيّة، واليود المُشعّ لإبطاء إنتاج هرمونات الغدة الدرقيّة.[5]

الأعراض

من أهمّ أعراض فرط نشاط الغدة الدرقيّة:[5]

  • انخفاض مفاجئ للوزن.
  • تسارع ضربات القلب، وعدم انتظامها.
  • زيادة الشهيّة.
  • الشّعور بالقلق والتهيّج.
  • التعرّق.
  • تضخّم الغدة الدرقية، وتورّمها.
  • الحساسية المفرطة للحرارة.
  • اضطراب الإخراج؛ خاصّةً حركات الأمعاء المتكررة.
  • ارتعاش طفيف في اليدين والأصابع.
  • اضطراب نمط فترات الحيض.
  • ترقّق الجلد.
  • هشاشة الشعر، وقلّة كثافته.
  • اضطراب النّوم وصعوبته.
  • ضعف العضلات.

الأسباب

يمكن أن يحدث فرط نشاط الغدة الدرقيّة بسبب عدد من الحالات الطبيّة، منها:[5]

  • الإصابة بداء جريفز، وهو السّبب الأكثر شيوعاً لفرط نشاط الغدة الدرقيّة، وهو مرض يتمثّل بخروج مقلة العين خارج الحجاج الحامي المعتاد، ويحدث نتيجة اضطراب جهاز المناعة الذي ينتج أجساماََ مضادة تهاجم عن طريق الخطأ الغدة الدرقيّة، وأحياناً تهاجم النّسيج الموجود خلف عينَي المريض.
  • الإصابة بالورم الغُديّ السّام.
  • الإصابة بداء بلامر، أو ما يُعرَف بسُميّة فرط الدرقيّة.
  • التهاب الغدة الدرقيّة.

المراجع

  1. ↑ Regina Bailey (12-6-2018), "Endocrine System Glands and Hormones"، www.thoughtco.com, Retrieved 8-11-2018. Edited.
  2. ^ أ ب "Thyroid gland", www.britannica.com,12-11-2018، Retrieved 7-12-2018. Edited.
  3. ↑ Alina Bradford (20-4-2017), "Thyroid Gland: Facts, Function & Diseases"، www.livescience.com, Retrieved 8-11-2018. Edited.
  4. ^ أ ب ت "قصور الدرقية (نقص نشاط الغدة الدرقية)"، www.mayoclinic.org، 16-5-2018، اطّلع عليه بتاريخ 8-11-2018. بتصرّف.
  5. ^ أ ب ت "فرط نشاط الغدة الدرقية (غدة درقية مفرطة النشاط)"، www.mayoclinic.org، 16-5-2018، اطّلع عليه بتاريخ 8-11-2018. بتصرّف.