بحث في علم النفس

بحث في علم النفس
(اخر تعديل 2023-08-06 01:31:13 )

علم النفس

ظهر علم النفس بصورته الحالية في بداية النصف الثاني من القرن التاسع عشر، حيث ظهر استقلاله في تلك الفترة عن العلوم الفلسفية على يد العالم الألماني فونت والذي اعتُبر مؤسساً له، أما قديماً فقد كان علم النفس يندرج ضمن الفلسفة، وبشكل عام من الممكن تعريف علم النفس بأنه العلم الذي يهتم بدراسة سلوك الكائن الحي بشكل عام والسلوك الإنساني بشكل خاص، حيث يعمل على دراسة هذا السلوك بطريقة علمية باستخدام الأدوات والمقاييس البحثية والدقيقة، أي أنه يسعى إلى تطبيق الأبحاث والمناهج العلمية على الدراسات السلوكية، كما من الممكن تعريفه بأنه العلم الذي يهتم بدراسة السلوك الإنساني وما يتبعه من عمليات عقلية.[1][2]

أهداف علم النفس

يسعى علم النفس إلى تحقيق الأهداف العامة للعلم، وهي كالآتي:[3]

  • فهم السلوك وتفسيره: حيث يهدف علم النفس إلى فهم الظاهرة السلوكية والوصول إلى التفسير الصحيح لها باستخدام الطرق العلمية من جمع المعلومات وصياغة الحقائق والمبادئ، ويكون ذلك من خلال معرفة دوافع حدوث الظواهر السلوكية، ومعرفة جوانب الشخصية وما تحتويه من خصائص وسمات ونقاط القوة والضعف وغيرها.
  • التنبؤ بالسلوك: ويكون التنبؤ بالسلوك من خلال فهم الظاهرة السلوكية وإدراك جميع جوانبها، وبالتالي يصبح من السهل والممكن التنبؤ بسلوك معين، وتوقع حدوثه عن طريق معرفة طبيعة السلوك وجميع ما يؤثر فيه.
  • ضبط السلوك: ويكون ذلك من خلال الإلمام بطبيعة السلوكيات، ومن ثمّ تظهر إمكانية السيطرة عليها من خلال التحكم بجوانبها وما يؤثر فيها من عوامل ومثيرات مختلفة.

خصائص علم النفس الحديث

يتميّز علم النفس بصورته الحديثة بالعديد من الخصائص، ونذكر بعضاً منها:[3]

  • يعتمد علم النفس على استخدام المناهج العلمية من أجل الوصول إلى الحقائق والمبادئ، والسلوكيات، والنظريات المختلفة، والابتعاد عن المنهج التأملي الباطني، والملاحظات العابرة.
  • لا تعتبر ماهية الأرواح من مجالات الاهتمام والدراسة في علم النفس، بل إنه يهتم بالسلوك الإنساني كمحورٍ أساسيٍ لدراساته، بالإضافة إلى السعي إلى فهم الدوافع والشخصية وجوانب نموّها أو جوانب انحرافها.
  • لا يعتمد علم النفس على تحديد خصائص طبيعة السلوك الإنساني من خلال بنيته الجسمية وشكله الخارجي.
  • يوظف علم النفس نظرياته التي توصل إليها في مجالات العلوم المختلفة.

ميادين علم النفس

قُسّمت ميادين علم النفس إلى قسمين أو جانبين، الجانب النظريّ أو ما يسمى بالأكاديمي، والجانب التطبيقي العملي، وهي كالآتي:[4]

الميادين النظرية

يحتوي الميدان النظري في علم النفس على الفروع التي تهتم بعملية صياغة أسسٍ للقوانين والمبادئ السلوكية، كما يظهر من خلال جميع أنواع المثيرات والمنبهات، وهي كالآتي:[4]

  • علم النفس العام: أو ما يسمى بعلم النفس التجريبي، والذي يصوغ قوانين السلوك الخاضع للمحفزات الناتجة عن البيئة الخارجية الفيزيقية.
  • علم النفس الارتقائي: أو ما يطلق عليه بعلم نفس النمو، وهو العلم الذي يعمل على دراسة وفهم السلوك الإنساني أثناء خضوعه لعملية النمو وما يؤثر فيه من التغيرات الجسمية والعضوية.
  • علم النفس الفسيولوجي: هو فرع من فروع علم النفس يعمل على فهم العلاقة بين السلوك الإنساني وبين وظائف ومنبهات الأعضاء الداخلية للفرد، كالتأثيرات المتوقعة لإفرازات الغدد والجهاز العصبي ومراكز نشاط الدماغ.
  • علم النفس الاجتماعي: هو العلم الذي يعمل على كتابة وصياغة المبادئ السلوكية في علاقاتها بمثيرات المواقف الاجتماعية أو الثقافية أو الحضارية المختلفة.
  • علم نفس الشخصية: هو العلم الذي يهتم بوضع القوانين العامة للسلوك الذي يخضع ويتأثر بسمات وخصائص شخصية الفرد، بالإضافة إلى النظر في دوافع الأفراد الخاصة والاستعدادات الذاتية والمزاجية، وطرق الفرد في التفكير والوصول إلى المعارف المختلفة.

الميادين التطبيقية

هي مجموعة الفروع والميادين التابعة لعلم النفس إلَّا أنها تعمل على توظيف واستثمار القوانين العامة والمبادئ النظرية للسلوك وتطبيقها في ميادين علم النفس النظرية، ومن هذه الميادين ما يلي:[4]

  • علم النفس الإكلينيكي: هو العلم الذي يعمل على تطبيق مبادئ العلوم النفسية النظرية في مجالات الأمراض النفسية والاضطرابات السلوكية ووضع التشخيصات السليمة والعلاجات المناسبة.
  • علم النضج التربوي: هو العلم الذي يهتم بتطبيق المبادئ النظرية النفسية في المجالات الأكاديمية والتربوية والتعليمية وتحديد كل ما يدعم رفع مستوى التحصيل الدراسي ضمن الشروط والعوامل التي توفر الشروط التي تساعد الطالب على التحصيل الدراسي الجيد، بالتزامن مع المحافظة قدر الإمكان على مستوى عالٍ من الصحة النفسية والعقلية للطالب.
  • علم النفس الحربي: هو العلم الذي يستفيد من تطبيقات علم النفس الخاصة بالكفاءة الحربية القتالية والروح المعنوية، وأنماط القيادة ومقوماتها، كما يهتم علم النفس الحربي بدراسة سلوك الجنود وأنماطهم السلوكية والتفاعلية للتمكن من الوصول بهم إلى أفضل ما يمكن من القدرات القتالية ضمن قدراتهم الخاصة والظروف الخارجية المحيطة بهم، أو المفروضة عليهم.
  • علم النفس الصناعي: هو العلم الذي يعمل على تطبيق القوانين النفسية في الميادين الصناعية والإنتاجية وإدارة عملية الإنتاج.

أهمية علم النفس

إنّ لعلم النفس دوراً كبيراً في النهوض بالبشرية وبناء الحضارات، كما أنّ له أهميةً كبيرةً في كافة المجالات الإنسانية، ومن أبرز النقاط التي تعالج أهمية علم النفس ما يلي:[3]

  • دراسة السلوك الإنساني في جميع المجالات المتاحة، ولذلك فإنه يستمدّ أهميته من أهمية المجال، فمثلاً في دراسة التربية، تبرز أهمية علم النفس من أهمية التربية التي تهدف إلى تحسين أحوال الفرد والمجتمع،
  • تقديم القوانين الخاصة بخصائص السلوك الإنساني في مراحل النمو المختلفة.
  • دراسة الأنماط السلوكية الفردية أثناء التفاعل مع الآخرين.
  • محاولة الوصول إلى الآليات التكيفية والتفاعلية المختلفة.

المراجع

  1. ↑ "نشأة عن تطور علم النفس"، www.uobabylon.edu.iq، اطّلع عليه بتاريخ 10-4-2018.
  2. ↑ عبد الرحمن العيسوي (2000)، علم نفس النمو، مصر: دار المعرفة الجامعية، صفحة 10.
  3. ^ أ ب ت "تعريف علم النفس"، www.uobabylon.edu.iq، اطّلع عليه بتاريخ 10-4-2018.
  4. ^ أ ب ت عبد الستار ابراهيم (1985)، الانسان وعلم النفس، الكويت: عالم المعرفة، صفحة 17-19.