مناهج البحث العلمي

مناهج البحث العلمي
(اخر تعديل 2023-08-06 01:31:13 )

البحث العلمي

يُمكن تعريف البحث العِلميّ على أنّه: سلوك إنسانيّ مُنظَّم يهدف إلى الوصول إلى حقيقة ما، أو توضيح لحَدث، أو ظاهرة ما، أو اختبار مدى نجاح إجراء مُعيَّن، وفَهم الأسباب، وكيفيّة المعالجة، وتوضيح الحلول المُمكِنة لمشكلة، أو سلوك يهمُّ الفرد، والمجتمع، مثل اختبار نجاح الأصناف، والأنواع الجديدة للمحاصيل الزراعيّة بعد إدخال تقنيات الزراعة بدون تربة؛ لإنتاج المزروعات. ويُمكن تعريف البحث العلميّ أيضاً على أنّه: نظام سلوكيّ يسعى إلى نُموّ إدراك الإنسان، ورفع قدراته؛ لتحقيق المنفعة لنفسه، ولأفراد المجتمع.[1] علماً بانّ الهدف من البحث العلميّ يتمثَّل بوضع النظريّات، واكتشاف القوانين التي يُمكن من خلالها تفسير، وفهم الظواهر، والأحداث، ويرتكز البحث العلميّ في الأساس على الملاحظات، والنظريّات؛ فقد يتمُّ البحث العلميّ على المستوى النظريّ، حيث يتمثّل بتطوير المفاهيم التجريديّة حول ظاهرة اجتماعيّة، أو طبيعيّة، وتحليلها، ودراستها، وقد يتمُّ البحث العلميّ على المستوى التجريبيّ؛ بحيث يجري اختبار المفاهيم النظريّة بشكل مباشر، وعَكس الملاحظات النظريّة على أرض الواقع؛ بهدف الوصول إلى النتائج العلميّة الدقيقة. ومن الجدير بالذكر أنّ مُقوِّمات البحث العلميّ (النظريّة، والملاحظة) يعتمد كلٌّ منهما على الآخر؛ فلا يُمكن الاعتماد فقط على الملاحظات، والتجارب في البحث العلميّ وإهمال النظريّات.[2]

مناهج البحث العلميّ

منهج البحث العلميّ هو: الأسلوب الذي يعتمده الباحث؛ لإتمام بحثه، وتحليل أفكاره، وعَرْضها؛ بهدف معرفة الحقائق حول ظاهرة، أو حدث ما، علماً بأنّ الباحث يُحقِّق ذلك من خلال اتِّباع مجموعة من الخطوات وِفق ترتيب مُعيَّن بدءاً من تحديد المشكلة، ووصولاً إلى كتابة البحث، واقتراح التوصيات. وفيما يلي ذِكر لأهمّ مناهج البحث العلميّ:[3]

المنهج التاريخيّ

وهو الذي تتمُّ فيه دراسة، ووصف الأحداث، والظواهر التي حدثت في الماضي، بالإضافة إلى تفسير، وتحليل المعلومات، والبيانات، ونتائج الدراسات التي تمّ تنفيذها على هذه الظواهر، والأحداث؛ بهدف الوصول إلى حقائق يُمكن من خلالها فَهم الماضي، والحاضر، ومحاولة التنبُّؤ بالمستقبل، ويستخدم الباحث في هذا المنهج الدقّة، والموضوعيّة، والأمانة العِلميّة في جَمْع البيانات، بالإضافة إلى أنّ هذه العلميّة تتمّ وِفق خطوات مُتسلسِلة؛ ففي البداية يُحدِّد الباحث المشكلة، ومن ثمّ يُعِدُّ فرضيّات البحث، ليجمَع المعلومات، والبيانات المُتعلِّقة بالمشكلة بعد ذلك، وينقدها، ثمّ يُحلِّلها، وصولاً إلى كتابة، وتوثيق البحث.

المنهج الوصفيّ

وهو الذي تتمُّ فيه دراسة الأحداث، والظواهر على ما هي عليه، ووِفق أشكالها، وخصائصها، وذلك من خلال وصفها من الجوانب جميعها؛ بهدف الوصول إلى الأسباب، ومعرفة الحلول، علماً بأنّ هذا المنهج يُستخدَم بشكل واسع في العلوم الاجتماعيّة؛ حيث تتمّ مراقبة الظاهرة بدقّة، وخلال فترة، أو عدّة فترات زمنيّة؛ بهدف معرفة العوامل التي أدَّت إلى حدوثها، والنتائج التي تُساهم في فَهم الحاضر، والتنبُّؤ بالمستقبلن ويتمّ هذا المنهج وِفق خطوات مُتسلسِلة؛ ففي البداية يُحدِّد الباحث المشكلة، ويصوغها، ومن ثمّ يصفُها، ويُحدِّد المعلومات، والبيانات اللازم جَمْعها، ويُنظِّمها؛ ثمّ يُفسِّرها، ويُحلِّلها، وصولاً إلى حَصْر النتائج، ووَضْع الاقتراحات المناسبة.

المنهج التجريبيّ

وهو الذي يتمّ فيه الاعتماد على التجربة العمليّة باعتبارها وسيلة، ومنبعاً؛ للحصول على المعلومات، والبيانات، حيث يهتمّ هذا المنهج باستقصاء العلاقات النسبيّة بين المُتغيِّرات المسؤولة عن الحدث، أو الظاهرة المدروسة؛ بهدف الوصول إلى معرفة مهمّة، وتحديد وظيفة كلِّ مُتغيِّر من هذه المُتغيِّرات، إذ يتدخَّل الباحث بشكل واضح، ومقصود بشأن الظاهرة، أو الحدث؛ فيُكرِّرها، ويُلاحظ النتائج الحقيقيّة، علماً بأنّ هذا المنهج يتمُّ وِفق خطوات مُتسلسِلة؛ ففي البداية يُحدِّد الباحث التجربة، ثمّ يُنفِّذها؛ للوصول إلى العلاقة بين المُتغيِّر المُستقِلّ، والمُتغيِّر التابع، ويُوجِد النتائج النهائيّة لهذه التجربة، ويُحلِّل، ويُفسِّر هذه النتائج، وصولاً إلى وضع، واستخلاص الرأي العِلميّ المناسب الذي تمّ استنباطه من التجربة، وكتابة، وتوثيق البحث العِلميّ.

المنهج النسقيّ أو التنظيميّ

وهو المنهج الذي يتمُّ فيه النظر إلى الظواهر، والأشياء وِفق اتِّساقها، وانتظامها، وانسجامها فقط، وبناء نموذج من التفكير السليم، والشامل، والذي يُمكن من خلاله دراسة التفاعُلات الديناميّة، بالإضافة إلى إدراك الأنساق بوَصفها مجموعة مُتحوِّلة، علماً بأنّ هذا المنهج يتمّ بالاعتماد على فَهم البيولوجيا، وعِلم التوجيه، ونظريّات الاتِّصال، ومن الجدير بالذكر أنّ للنسق أنواع مختلفة، منها النسق الاجتماعيّ، حيث تتمّ فيه معالجة منهجيّة لأدوار الفاعلين الذين يضمُّهم موقف اجتماعيّ مُعيَّن، بالإضافة إلى معالجة الأنماط التنظيميّة التي يتضمَّنُها هذا الموقف، وبذلك يُمكن القول إنّ المنهج النسقيّ يدلُّ بشكل أساسيّ على التفاعُل، وتبادُل المواقف، وليس على التوافُق، والانسجام التامّ فقط.[4]

منهج تحليل المضمون

وهو الذي يتمُّ فيه تحليل سلوك، ومواقف الأفراد، والأشخاص، من خلال فَهم الموادّ التي يقولونها، أو يكتبونها، ولا يتوقَّف ذلك على الأفراد فقط، حيث يتمّ من خلال هذا المنهج تحليل، ودراسة سلوك المُؤسَّسات، والهيئات، ومثال ذلك تحليل توجُّهات، ومواقف حزب سياسيٍّ مُعيَّن، من خلال فَهم، ودراسة افتتاحيّة الجريدة التابعة له، ومن الجدير بالذكر أنّ هذا المنهج يتميّز بأنّه يُستعمَل؛ لتحليل الجوانب الموضوعيّة، أو الشكليّة، أو كلاهما، وبأنّه يرتبطُ دائماً بشكل الرسالة، بالإضافة إلى أنّه يعتمد على العنصر الكمّي عند إجراء التحليل الكيفيّ.[4]

المنهج المقارن

وهو الذي يتمُّ فيه توضيح الوحدات، أو الصفات المُشترَكة، أو المختلفة بين تنظيمَين، أو ظاهرتَين، أو أكثر، من خلال مقارنتها معاً، أو مع مثيلاتها في مناسبات أخرى، والهدف من هذا المنهج هو الوصول إلى نتائج مُعيَّنة حول الظاهرة، أو الحالة المدروسة، عن طريق مقارنة كافّة العناصر التي تمَّت مقارنتها، ومثال ذلك إجراء مقارنة بين مُؤسَّسات الدولة، أو المُؤسَّسات الخاصّة مع مثيلاتها من المُؤسَّسات في الدُّول الأخرى، أو ملاحظة تَقهقُر، أو تطوُّر ظاهرة ما، عن طريق إجراء مقارنة بين مُستويات ظهورها في أوقات زمنيّة مختلفة.[4]

المراجع

  1. ↑ -، البحث العلمي ، صفحة 1. بتصرّف.
  2. ↑ Anol Bhattacherjee, Scientific Research: Principles، Methods، and Practices, Page 2،3. Edited.
  3. ↑ د. كمال دشلي، منهجية البحث العلمي، صفحة 53، 57-68. بتصرّف.
  4. ^ أ ب ت د.لؤي عبد الفتاح، د.زين العابدين حمزاوي، الوجيز في مناهج البحث العلمي وتقنياته، صفحة 23-29، 15، 9-11. بتصرّف.