بحث عن خديجة رضي الله عنها

بحث عن خديجة رضي الله عنها
(اخر تعديل 2023-08-06 01:31:13 )

نبذة عن خديجة رضي الله عنها

هي أم المؤمنين خديجة بنت خويلد القرشية الأسدية، ولدت قبل خمس عشرة سنة من عام الفيل، وقد عرفت في الجاهلية بالسيدة الطاهرة، وقد برعت -رضي الله عنها- بتجارتها في أموالها فكانت صاحبة مال وشرف، وهي أول من آمن بدعوة الإسلام حيث صدّقت بالنبيّ الكريم قبل الناس جميعاً، وقد عظّم النبي الكريم مكانة السيدة خديجة حينما فضّلها على سائر نسائه، كما لم يتزوج عليها أحد من النساء حتى وفاتها مما يدل على فضلها، وقد ولدت له من الذكور: القاسم وعبد الله، ومن الإناث: رقية وأم كلثوم وزينب وفاطمة.[1]

زواج السيدة خديجة من النبي الكريم

كانت السيدة خديجة -رضي الله عنها- توكّل الرجال في أمر تجارتها، وتستأجرهم بنظام المضاربة، وقد حدث أن سمعت مرة بالنبيّ -عليه الصلاة والسلام- وما اشتهر به من كرم الأخلاق والسجايا فرغبت في أن يخرج بتجارتها إلى الشام مقابل أن تعطيه أفضل ما تعطيه الرجال، فعرضت عليه ذلك الأمر فقبل فأرسلت معه غلامها ميسرة، ثم أدركت السيدة خديجة -رضي الله عنها- أخلاق النبي فرغبت به، وقد كانت سيدة ذات حسب ونسب في قريش، وكان جميع رجالاتهم يتمنون الزواج منها، وحينما علم النبي برغبتها في الزواج منه ذكر ذلك الأمر لأعمامه، فخرج معه عمه حمزة فدخل عليها وخطبها له.[2]

أولاد خديجة قبل زواجها من النبي عليه السلام

كان لخديجة -رضي الله عنها- قبل زواجها من الرسول -صلّى الله عليه وسلّم- أربعة أبناء؛ هند من زوجها عتيق بن مخزوم، والباقي من أبي هالة التميمي، وهم: هالة وهند والطاهر، وكان زواجها -رضي الله عنها- من أبي هالة سابقاً لابن مخزوم، وقد دخلوا جميعهم الإسلام، ونالوا صحبة النبي عليه السلام، وذكر العلماء بعضاً من سيرتهم.[3]

مواقف مشرفة لخديجة رضي الله عنها

للسيدة خديجة -رضي الله عنها- مواقف مشرفة مع النبيّ عليه الصلاة والسلام، فقد آزرته وساندته في دعوته، وكانت نعم الوزير والمستشار له، كما واسته -رضي الله عنها- بمالها حينما وفرت له البيت الذي يسكن فيه، وأنفقت عليه من مالها حتى يتفرغ للدعوة إلى الإسلام، كما وقفت -رضي الله عنها- إلى جانب زوجها في أشد مراحل الدعوة، حينما نزل الوحي على رسول الله أول مرة في غار حراء، فتملّكت الخشية قلب رسول الله، فأذهبت بكلماتها التي تفيض حكمة ما يعتري قلب زوجها من الخوف يوم نزول اقرأ، كما صبرت -رضي الله عنها- مع النبي الكريم في محنة الحصار التي استمرت ثلاث سنوات، وكانت راضية محتسبة.[4]

فضل خديجة رضي الله عنها

فضل السيدة خديجة -رضي الله عنها- لا يخفى على أحد فهي من أفضل نساء الأمة، فقد جاء عن الإمام علي -رضي الله عنه- قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (خيرُ نسائها مريمُ ابنةُ عمرانٍ، وخيرُ نسائها خديجةُ)،[5] وقد بشرها النبي -عليه الصلاة والسلام- ببيت في الجنّة، من قصب لا صخب فيه ولا نصب، وقد استأهلت بيتاً من قصب اللؤلؤ؛ لأنه كان لها قصب السبق في الإيمان بالدعوة الإسلاميّة، كما بشرت ببيت في الجنة لا صخب فيه؛ لأنّها لم ترفع صوتها يوماً على النبيّ عليه الصلاة والسلام، ولم تؤذيه قط.[1]

من صفات خديجة رضي الله عنها

اشتهرت السيدة خديجة -رضي الله عنها- بصفات عدة منها الفطنة، فقد تحدثت مع النبيّ -عليه الصلاة والسلام- عن أمر الوحي، وطلبت منه أن يخبرها حينما يأتيه، واحتالت لذلك بحيلة حتى تدرك ماهية الشيء الذي يأتيه، فطلبت من رسول الله أن يخبرها حينما يأتيه جبريل عليه السلام، فاستجاب لها النبيّ الكريم فأخبرها عند مجيئه، ثم طلبت منه أن يجلس في حجرها الأيمن، ثم طلبت منه أن يجلس في حجرها الأيسر، وفي كل مرة تسأل رسول الله عن الوحي، فيقول لها إنه يراه حتى إذا ألقت خمارها وحسرت عن رأسها ذهب الوحي، فأدركت السيدة خديجة أنه ملك من الله؛ لأنّ الملائكة تستحي، كما كانت -رضي الله عنها- صابرة ومما يدل على ذلك موقفها حينما طلق أولاد أبي لهب ابنتيها رقية وأم كلثوم، حيث صبرت على هذا الأمر ولم تتشاءم من أمر الدعوة، وإنما ظلت ترجو الأزواج الصالحين لابنتيها.[4]

وفاة خديجة رضي الله عنها

توفيت السيدة خديجة -رضي الله عنها- وكان عمرها خمسة وستين سنة بعد ثلاث سنوات من الهجرة، ودفنت في الحجون، وقد ظل النبيّ الكريم وفيّاً لها حتى بعد وفاتها، فكان يُثني عليها دائماً،[6] وقد جاء في السنة عن السيدة عائشة -رضي الله عنها- قالت: (كان النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ إذا ذكَرَ خَديجةَ أَثْنى عليها، فأحسَنَ الثناءَ، قالت: فغِرْتُ يومًا، فقُلْتُ: ما أكثرَ ما تذكُرُها حَمراءَ الشِّدْقِ، قد أبدَلَكَ اللهُ عزَّ وجلَّ بها خَيرًا منها، قال: ما أبدَلَني اللهُ عزَّ وجلَّ خَيرًا منها، قد آمَنَتْ بي إذ كفَرَ بي الناسُ، وصدَّقَتْني إذ كذَّبَني الناسُ، وواسَتْني بمالِها إذ حرَمَني الناسُ، ورزَقَني اللهُ عزَّ وجلَّ ولَدَها إذ حرَمَني أولادَ النِّساءِ).[7]

المراجع

  1. ^ أ ب د. أمين بن عبد الله الشقاوي (2013-11-20)، "فضائل أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها "، www.alukah.net ، اطّلع عليه بتاريخ 2019-1-19. بتصرّف.
  2. ↑ مريم امرابط (2019-1-20)، "السيدة خديجة بنت خويلد رضي الله عنها "، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 2019-1-31.
  3. ↑ "أولاد أم المؤمنين خديجة رضي الله عنها قبل زواجها من رسول الله صلى الله عليه وسلم أسلموا جميعاً"، www.islamqa.info، 24-6-2015، اطّلع عليه بتاريخ 7-2-2019. بتصرّف.
  4. ^ أ ب محمد مسعد ياقوت ، "السيدة خديجة – رضي الله عنها – ودروس في فضائلها"، www.saaid.net ، اطّلع عليه بتاريخ 2019-1-19. بتصرّف.
  5. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن علي بن أبي طالب ، الصفحة أو الرقم: 3432 ، صحيح.
  6. ↑ يحيى بن موسى الزهراني ، "خديجة بنت خويلد أم المؤمنين رضي الله عنها "، www.saaid.net ، اطّلع عليه بتاريخ 2019-1-19. بتصرّف.
  7. ↑ رواه شعيب الأرناؤوط، في تخريج المسند، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 24864، صحيح.