بحث عن زوجات الرسول

بحث عن زوجات الرسول
(اخر تعديل 2023-08-06 01:31:13 )

أمهات المؤمنين

سمّى الله تعالى زوجات رسول الله صلى الله عليه وسلم بأمهات المؤمنين؛ وذلك تكريماً لهن وتقديراً على ما قدّمنه في سبيل الدعوة إلى الله تعالى، ونشر الإسلام، وزيادةً في رفعتهنّ ومنزلتهنّ، وكان الهدف من تسمية زوجات النبيّ عليه الصلاة والسلام بهذه الكنية هو تقرير حُرمة الزواج منهنّ بعد مفارقته، مصداقاً لقول الله تعالى: (وَمَا كَانَ لَكُمْ أَن تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا أَن تَنكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِن بَعْدِهِ أَبَدًا ۚ إِنَّ ذَٰلِكُمْ كَانَ عِندَ اللَّهِ عَظِيمًا)،[1] ومن الجدير بالذكر أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم عدَّد في الزوجات كما عدّد الأنبياء عليهم الصلاة والسلام من قبله، فعلى سبيل المثال ذُكِر في التوراة أنّ سليمان عليه السلام تزوج مئات النساء، ولا بُدّ من الإشارة إلى أنه لم يتزوج أثناء فترة الشباب إلا خديجة رضي الله عنها، وبعد وفاتها تزوج عدداً من النساء، وما كان ذلك إلا بعد بلوغه الخامسة والخمسين من عمره.[2]

زوجات الرسول

تزوج رسول الله صلى الله عليه وسلّم إحدى عشرة امرأةً، توفي منهن اثنتين في حياته، وهن خديجة بن خويلد، وزينب بنت خزيمة رضي الله عنهن، وتوفي عن تسع زوجات، وفيما يأتي ذكر أسماء زوجات الرول صلى الله عليه وسلم:[3]

  • خديجة بنت خويلد: توزجها رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في الخامسة والعشرين من عمره، فكانت أولى أزواجه، ولم يتزوج غيرها حتى ماتت، وأنجبت له أولاده كلهم إلا إبراهيم، ومما يدل على عظم قدرها عند رسول الله ما روته أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها حيث قالت: (ما غِرتُ على امرأةٍ للنبيِّ صلى اللهُ عليه وسلم ما غِرتُ على خديجةَ، هلَكَتْ قبلَ أن يتزوَّجَني، لِما كنتُ أسمَعُه يَذكُرُها).[4]
  • سودة بنت زمعة بن قيس: تزوجها النبي عليه الصلاة والسلام في السنة العاشرة للبعثة.
  • عائشة بنت أبي بكر الصديق : هي البِكر الوحيدة التي تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان ذلك في العام العاشر للبعثة، كما رُوِي عنها أنها قالت: (تزوَّجني النبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ وأنا بنتُ ستِّ سنينَ، وبنى بي وأنا بنتُ تسعِ سنينَ).[5]
  • حفصة بنت عُمَر: هي ابنة الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه، تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم في المدينة المنورة بعد وفاة زوجها خُنيس بن حذافة السهمي رضي الله عنه.
  • زينب بنت خزيمة: تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم في شهررمضان من العام الثالث للهجرة.
  • أم سلمة بنت أبي أمية: تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد وفاة زوجها أبي سلمة رضي الله عنه، وقد روى عنها الإمام مسلم أنها قالت: (سمعتُ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، يقول: ما مِن عبدٍ تصيبُه مصيبةٌ، فيقول: إنّا لله وإنا إليه راجعون، اللهمَّ أْجُرْني في مصيبتي وأَخلِفْ لي خيراً منها -إلا أجَره اللهُ في مصيبتِه، وأخْلَفَ له خيراً منها. قالت: فلما تُوفِّيَ أبو سلمةَ، قلتُ كما أمرني رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ، فأَخلَفَ اللهُ لي خيراً منه؛ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ).[6]
  • جويرية بنت الحارث: كانت سبيةً من سبايا بني المصطلق، حيث وقعت في الأسر بعد غزوة بني المصطلق، فذهبت إلى النبي عليه الصلاة والسلام تطلب منه العون في فكّ رقبتها، فعرض عليها الزواج مقابل إعتاقها، فقبلت، فتزوّجها وكان مهرها عتق رقبتها، فلمّا علم المسلمون بالأمر، قالوا: هؤلاء أصهار رسول الله، فأطلقوا ما بين أيديهم من سبي بني المصطلق، فكانت من أعظم النساء بركةً على قومها.
  • زينب بنت جحش: تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد نزول قول الله تعالى: (فَلَمَّا قَضَىٰ زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لَا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا).[7]
  • أم حبيبة بنت أبي سفيان: تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد وفاة زوجها عبيد الله بن جحش في الحبشة، حيث أمهرها النجاشي بأربعة آلاف، وبعثها إلى النبي عليه الصلاة والسلام مع شرحبيل بن حسنة رضي الله عنه.
  • ميمونة بنت الحارث: تزوجها رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد تحلله من عمرة القضاء.
  • صفية بنت حيي بن أخطب: كانت سبيّةً، فأعتقها رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد غزوة خيبر وتزوجها.

حقوق أُمّهات المؤمنين

على الرغم من أن الإسلام وصّى الإنسان بمراعاة حقوق والدته وحذر من عقوقها، إلا أن حقوق أمهات المؤمنين أكبر وأسمى، وقدرهن أعظم، ولذلك ينبغي للمسلم معرفة حقوقهن، ومنها:[8]

  • محبتهنّ ومعرفة فضلهنّ: حيث إن الصحابة رضي الله عنهم خير الأمة ، وأفضل الصحابة العشرة المبشرون بالجنة، وأفضلهم الخلفاء الأربعة، ويجب على المسلمين الإقرار بفضل أهل بيت رسول الله صلى الله عليه وسلم، ومنهم أزواجه أمهات المؤمنين، وقد وصف علماء المسلمين كل من يطعن بإحدى أمهات المؤمنين بالفسق، والبدعة والضلال.
  • معرفة سِيَرهِنّ والاقتداء بهنّ: إذ ينبغي للمسلمات الاقتداء بأمهات المسلمين، فقد عُرِفن بحسن الخلق، وطاعة الزوج، وطلب العلم والتفقه في الدين، ومثال ذلك ما قدمته أم المؤمنين خديجة بنت خويلد رضي الله عنها من نصرةٍ، ومؤازرة لرسول الله صلى الله عليه وسلم منذ بعثته، وحتى وفاتها، ومن المواقف العظيمة التي حفظها التاريخ طمأنتها للنبي عليه الصلاة والسلام عندما نزل عليه الوحي أول مرة، حيث قالت له: (كلَّا أبشِر، فواللَّهِ لا يُخزيكَ اللَّهُ أبدًا، واللَّهِ إنَّكَ لتصِلُ الرَّحمَ، وتصدُقُ الحديثَ، وتحملُ الكلَّ، وتُكْسِبُ المعدومَ، وتَقري الضَّيفَ، وتُعينُ علَى نوائبِ الحقِّ).[9] وعندما طلّق رسول الله صلى الله عليه وسلم أم المؤمنين حفصة بنت عمر رضي الله عنها، نزل عليه الوحي من السماء، وقال له: (راجعْ حفصةَ، فإنَّها صوّامةٌ قوّامةٌ، وإنَّها زوجتُك في الجنّةِ).[10]

المراجع

  1. ↑ سورة الأحزاب، آية: 53.
  2. ↑ "النبي وأمهات المؤمنين"، islamstory.com، اطّلع عليه بتاريخ 2-11-2018. بتصرّف.
  3. ↑ "أزواج النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، أمهات المؤمنين رضي الله عنهن"، islamqa.info، اطّلع عليه بتاريخ 2-11-2018. بتصرّف.
  4. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 3816، صحيح.
  5. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عائشة أم المؤمنين، الصفحة أو الرقم: 1422، صحيح.
  6. ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أم سلمة هند بنت أبي أمية، الصفحة أو الرقم: 918.
  7. ↑ سورة الأحزاب، آية: 37.
  8. ↑ "زوجات النبي صلى الله عليه وسلم (أمهات المؤمنين)"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 2-11-2108. بتصرّف.
  9. ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أم المؤمنين عائشة، الصفحة أو الرقم: 160، صحيح.
  10. ↑ رواه السيوطي ، في الجامع الصغير، عن أنس بن مالك وقيس بن زيد، الصفحة أو الرقم: 6061 ، صحيح.