من علامات يوم القيامة الكبرى

من علامات يوم القيامة الكبرى
(اخر تعديل 2023-08-06 01:31:13 )

يوم القيامة

يُعدّ الإيمان باليوم الآخر ركناً من أركان الإيمان بالله تعالى، وتحدث في يوم القيمة العديد من الأهوال والأحوال، وتكون عظيمة، ولذلك فقد أُطلق على يوم القيامة العديد من الأسماء، منها: يوم الحشر، ويوم النشور، ويوم الفصل، ويوم الدين، ويوم الحساب، وهو اليوم الذي تظهر فيه الحقائق وتنكشف فيه السرائر والبواطن، فكل عبد يكون حسيباً على نفسه ورقيباً على الأعمال التي قام بها في الحياة الدنيا، فصحائف الأعمال تشهد على صاحبها، والأعمال تحكم على مصيره، والجوارح تنطق وتشهد عليه، وتجدر الإشارة إلى أنّ الموت أول منزلة من منازل الحياة الآخرة، فإذا حان أجل العبد بعث الله إليه ملك الموت ليقبض روحه، ثم يوم القيامة يلتقي كلّ عبد بالله تعالى، ويُحاسَب كل عبد على أعماله جميعها التي قام بها في حياته الدنيا، ويُوضع الكتاب، ويُنصب الميزان لتوزن الأعمال والصحائف، ثمّ يحكم الله على عباده.[1]

علامات يوم القيامة الكبرى

إنّ علامات يوم القيامة الكبرى عشرة، وهي آخر ما تشهده الأرض من الأحداث والعلامات، ومن الجدير بالذكر أنّ العلماء اختلفوا في الترتيب الصحيح لها، والسبب في ذلك يعود إلى عدم ورود نص صحيح صريح يذكر العلامات الكبرى بالترتيب الزمنيّ الصحيح لها، حيث إنّ الحديث الذي ذُكرت به العلامات وردت في عدة روايات، وكل رواية تختلف عن الأخرى في ترتيب العلامات، ففي رواية الإمام مسلم في صحيحه عن حذيفة بن أسيد الغفاري وردت العلامات بأنّها: (اطَّلع النبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ علينا ونحن نتذاكر . فقال " ما تذاكرون ؟ " قالوا : نذكر الساعةَ . قال " إنها لن تقومَ حتى ترَون قبلَها عشرَ آياتٍ " . فذكر الدخانَ ، والدجالَ ، والدابةَ ، وطلوعَ الشمسِ من مغربِها ، ونزولَ عيسى ابنِ مريم صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ، ويأجوجَ ومأجوجَ . وثلاثةَ خُسوفٍ : خَسفٌ بالمشرقِ ، وخَسفٌ بالمغربِ ، وخَسفٌ بجزيرةِ العربِ . وآخرُ ذلك نارٌ تخرج من اليمنِ ، تطردُ الناسَ إلى مَحشرِهم)،[2] وورد في رواية أخرى: (إنَّ الساعةَ لا تكون حتى تكون عشرُ آياتٍ : خسفٌ بالمشرقِ ، وخسفٌ بالمغربِ ، وخسفٌ في جزيرةِ العربِ ، والدخانُ ، والدجالُ ، ودابةُ الأرضِ ، ويأجوجُ ومأجوجُ ، وطلوعُ الشمسِ من مغربِها ، ونارٌ تخرج من قَعرةِ عدنٍ تُرحِّلُ الناسَ)،[3] ورغم الروايات المتعددة إلا أنّ العلامات تتابع بظهور أول واحدة منها، وتجدر الإشارة إلى أنّها غير مألوفة لدى البشر ممّا يُسبّب لهم الفزع والخوف، والعلامات تنقسم إلى علامات يشاهدها المؤمن، وعلامات يشاهدها الكافر، وفيما يأتي بيان العلامات الكبرى ليوم القيامة بشيءٍ من التفصيل:[4]

  • ظهور الدجال، ويقوم الدجال بالعديد من الأعمال، فيأمر الأرض فتنبت، ويأمر السماء فتُمطر، وتكون نهايته على يد عيسى بن مريم عليهما السلام.
  • نزول عيسى عليه السلام، حيث قال الله تعالى: (وَلَوْ نَشَاءُ لَجَعَلْنَا مِنكُم مَّلَائِكَةً فِي الْأَرْضِ يَخْلُفُونَ*وَإِنَّهُ لَعِلْمٌ لِّلسَّاعَةِ فَلَا تَمْتَرُنَّ بِهَا وَاتَّبِعُونِ هَـذَا صِرَاطٌ مُّسْتَقِيمٌ)،[5] والمقصود بعلم الساعة الوارد في الآيات السابقة نزول عيسى بن مريم عليهما السلام كما فسّر ذلك عبد الله بن عباس رضي الله عنهما، وغيره من الأئمة، منهم: القرطبي ومجاهد وأبي هريرة وأبي العالية وأبي مالك، وعكرمة، والحسن، وقتادة، والضحّاك.
  • خروج يأجوج ومأجوج، حيث قال الله تعالى: (حَتَّى إِذَا فُتِحَتْ يَأْجُوجُ وَمَأْجُوجُ وَهُم مِّن كُلِّ حَدَبٍ يَنسِلُونَ*وَاقْتَرَبَ الْوَعْدُ الْحَقُّ).[6]
  • طلوع الشمس من مغربها، حيث روى الإمام البخاري في صحيحه عن الصحابي أبي هريرة أنّ النبي عليه الصلاة والسلام قال: (لا تقومُ السَّاعةُ حتَّى تطلُعَ الشَّمسُ من مغربِها ، فإذا طلعت فرآها النَّاسُ آمنوا أجمعون ، فذلك حين : لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آَمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا).[7]
  • ظهور الدابة.
  • الدخان.
  • الخسوفات الثلاثة، وهي الخسف الذي يكون في المغرب، وخسف في المشرق، وخسف في جزيرة العرب.
  • النار التي تخرج وتسوق الناس إلى أرض المحشر، وإمّا أن تخرج من اليمن أو من المشرق.

علامات يوم القيامة الصغرى

ليوم القيامة عدد من العلامات الصغرى التي تسبق وقوعه وحدوثه، وفيما يأتي بيانها:[8]

  • بعثة النبي محمد صلى الله عليه وسلم، حيث صوّر الرسول المدة بين بعثته وبين قيام الساعة كما بين إصبعي السبابة والوسطى.
  • انشقاق القمر، وذلك ما حصل في زمن الرسول عليه الصلاة والسلام كما ورد عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه.
  • موت النبي صلى الله عليه وسلم، كما ورد عنه في غزوة تبوك.
  • فتح بيت المقدس، وذلك ما كان في عهد الخليفة عمر بن الخطاب رضي الله عنه.
  • ظهور مُدّعيي النبوة، والدجالين والكذابين، وقد ظهر عدد منهم، كمسيلمة الكذاب، وسجاح المرأة التي ادّعت النبوة ثم تابت وأسلمت، وطليحة بن خويلد الأسدي الذي تاب بعد ادّعائه ثمّ أسلم، والأسود دالعنسي الذي ظهر بصنعاء وقُتل على يد فيروز الديلمي رضي الله عنه، وغيرهم من الكاذبين الدجالين.
  • تضييع الأمانة، وإسناد الأمور إلى غير أهلها.
  • ظهور النساء الكاسيات العاريات؛ أي النساء اللاتي يلبسن ثياباً لا تستر جميع أبدانهنّ، أو الملابس الشفافة التي تُظهر ما تحتها، أو الضيقة التي تصف تفاصيل الجسد.
  • انتشار الربا والزنا، وفشوّهما بين الناس، وكثرة القتل وانتشاره.
  • ظهور المعازف وآلات الموسيقية واستحلالها.
  • رجوع أرض العرب مروجاً وأنهاراً، فتصبح أرضاً خصبةً.
  • ارتفاع شأن ومكانة المفسدين في الأرض، وتوكيلهم بالأمور العظيمة ذات المسؤولية العظيمة.

المراجع

  1. ↑ "أهوال وأحوال يوم القيامة"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 28-12-2018. بتصرّف.
  2. ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن حذيفة بن أسيد الغفاري، الصفحة أو الرقم: 2901، صحيح.
  3. ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن حذيفة بن أسيد الغفاري، الصفحة أو الرقم: 2901، صحيح.
  4. ↑ "علامات القيامة الكبرى"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 28-12-2018. بتصرّف.
  5. ↑ سورة الزخرف، آية: 60-61.
  6. ↑ سورة الأنبياء، آية: 96-97.
  7. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 6506، صحيح.
  8. ↑ "علامات الساعة الصغرى"، articles.islamweb.net، اطّلع عليه بتاريخ 28-12-2018. بتصرّف.