ابن زيدون

ابن زيدون
(اخر تعديل 2023-08-06 01:31:13 )

ابن زيدون

ابن زيدون هو الوليد أحمد بن عبدالله بن أحمد بن غالب بن زيدون المخزوميّ الأندلسيّ، والذي يُكنَّى بأبي الوليد، وهو من أصل عربيّ يرجع إلى بني مخزوم؛ وهم بطن لؤي بن غالب أحد بطون قريش التي لها مكانتها المرموقة، وكان ممّن عُرِف منهم، واشتُهِر خالد بن الوليد المخزوميّ الذي كان له دور كبير في قيادة الفرسان في الحروب، أمّا والد ابن زيدون فقد كان عالِماً، وأديباً، وفقهياً ذا قَدْر عميق، ومُتنوِّع من الثقافة، الأمر الذي جعل له مكانة مرموقة بين حُكّام عَصره؛ فكانوا يستشيرونه في أهمّ أمورهم، أمّا أمّه فلم تُذكَر بالتحديد في كُتب التاريخ، والسِّيَر، إلّا أنّه ذُكِر أنّ جدّها هو محمد بن ابراهيم بن سعيد القيسيّ الذي كان من عُلماء عَصره، ووالدها هو أبو بكر محمد بن محمد بن إبراهيم، وكان قاضياً في مدينة سالم.[1][2]

نشأة ابن زيدون

وُلِد ابن زيدون عام 394هـ؛ أي ما يُوافق 1003م في الرصافة؛ وهي إحدى ضواحي قرطبة، ونشأ مع والده يأخذ عنه العلم، والأدب، حيث تتلمذ على يده إلى أن بلغ الحادية عشرة من عُمره؛ إذ تُوفِّي والده عام 405هـ (1014م)، وقد كان ابن زيدون وزيراً، وكاتباً، وشاعراً، كما أنّ نشاة ابن زيدون كانت في قرطبة موطن العلم، والأدب، الأمر الذي شجَّعه على السَّير في تحصيل العلم منذ نعومة أظفاره؛ فتعلَّم الشعر، ونَظم القصائد، وحفظ الكثير عن الأدباء، وعَلِم أخبارهم، كما حفظ العديد من أمثال العرب، وتعلَّم اللغة بتفاصيلها، وأتقنها، ممّا جعل منزلته تَعظُم في مجالس الأدب، وأصبح عَلَماً مشهوراً، وكان ممّا يُميِّزه: ذكاؤه، وفِطنته، وطموحه السياسيّ، وشخصيّته الجاذبة للناس، وعلاقاته المُتَّزِنة معهم،[1][2] بالإضافة إلى أنّه نشأ خفيف الروح، وكثير الدُّعابة يميلُ الناس إلى مُجالسته.[3]

مُقتطَفات من حياة ابن زيدون

شارك ابن زيدون في ثورة ابن جَهور التي أعلنها ضِدّ آخر خُلفاء بني أميّة، وبعد تحقيق النصر اتَّخذه ابن جهور وزيراً له ولم يكن قد بلغ الثلاثين من عُمره، كما لُقِّب بذي الوزارتَين)؛ الأمر الذي دعا إلى ظهور بعض الحُسّاد له، فعمدوا إلى تشويه صورته أمام ابن جَهور إلى أن زجَّ به في السجن، وعلى الرغم من كتابة ابن زيدون العديد من الرسائل، والأشعار؛ ليستعطفَ بها قلب ابن جَهور، إلّا أنّه لم يُفلح في ذلك، وعندها هرب، واختفى عن الأنظار، وبعد فترة أرسل إلى أبي الوليد بن أميره فولّاه وزارته، ولكنّه خشي أن يصيبه منه ما أصابه ممّن سبقه؛ بسبب الحُسّاد، فأرسل إلى بني عبّاد، وولَّوْهُ وزارتهم، ومن الجدير بالذكر أنّه بهمّته استطاع أهل إشبيليّة السيطرة على قرطبة، ومن ثمّ نَقل مَقرّ حُكمهم إليها، وهكذا استطاع العودة إلى بلده.[3]

شِعر ابن زيدون

يُعَدُّ ابن زيدون من أشهر شُعراء العصر الأندلسيّ، وقد اشتُهِر؛ لكونه لم يقتصر على نوع، أو اتِّجاه واحد في الشِّعر؛ فقد كتب في الغزل العذريّ، والفخر، والرثاء، كما وصف الطبيعة في شِعره، وقِيل إنّ إبداعه في الشِّعر الأندلسيّ، وخياله الخصب يرجع إلى نشأته في قرطبة، والتي تُعرَف بمدينة السحر، والجمال، والطبيعة الرائعة[1].

وتجدر الإشارة إلى أنّ أجمل ما نَظمه ابن زيدون من الشِّعر كان في امرأة أحبَّها، وهي ولّادة؛ حيث تغنّى بها، وشكا إليها لوعة قلبه، وقد حافظ على عَهده، وحُبّه لها، إلّا أنّها تغيَّرت عليه، وأحلَّت ابن عبدوس مكانه، ولم ينسَ ابن زيدون ولّادة أبداً، بل كان دائم التذكُّر لها، والسخط عليها، والبكاء على ذكراها، حيث ظهر ذلك في معظم قصائده الغزليّة.[1]

وفاة ابن زيدون

تُوفِّي ابن زيدون عندما سافر إلى إشبيليّة؛ ليُخمِد ثورةً ضِدّ اليهود، إذ اشتدَّ عليه المرض هناك، وذلك بعد أن نجحَ في تهدئة الثورة، وكانت وفاته سنة 463هـ؛ أي ما يُوافق 1070م، عن عُمر بلغ 68 عاماً.[1]

المراجع

  1. ^ أ ب ت ث ج "ابن زيدون .. شاعر الأندلس وأديبها"، www.islamstory.com، اطّلع عليه بتاريخ 2019-2-5. بتصرّف.
  2. ^ أ ب علي عبدالعظيم (2004م)، ديوان ابن زيدون ورسائله (الطبعة الثالثة)، الكويت: مؤسسة جائزة عبدالعزيز سعود البابطين للإبداع الشعري، صفحة 39-41. بتصرّف.
  3. ^ أ ب ، ابن زيدون، صفحة 2. بتصرّف.