تدوين الحديث ويقصد به كتابة الحديث النبوي الشريف لأسباب متعدّدة، وكان التدوين في عصر الرسول قليلاً جداً، لكن مع الابتعاد عن زمن النبي بدأ التدوين يزداد شيئاً فشيئاً، وقد نهى الرسول عن تدوين الحديث أثناء نزول القرآن لكي لئلا يختلط مع كلام الله، وبعد أن أمن الرسول عدم وجود التباس في القرآن سمح بتدوين الحديث، فكان الصحابة يتناقلون الحديث من خلال السمع، ثم بدأ يدون خوفاً من أن يُنسى، وتعود أسباب التدوين إلى حفظ الدين الإسلامي من التحريف والتبديل.
بدأت هذه المرحلة بعد وفاة الرسول، وقد انتشر الصحابة في الآفاق لعدم قدرتهم إلى الرجوع إلى الرسول، وبرز الاهتمام بعلم النحو بسبب فساد اللسان العربي، وقد حرص الصحابة على الحذر والتثبت والتحري في نقل الحديث، وبعد مقتل عثمان بن عفان حصلت الفتنة وبأت الفرق الكثيرة تخرج، فقد كانوا يطلبون السند من بعضهم البعض، ويقصد بالسند من هو الصحابي الذي رويَ الحديث عنه أي قائله، فاتسمت هذه المرحلة بـ:
يعرف بعصر التابعين وهم اللذين لم يروا الرسول لكنهم آمنوا به، وفيه هذه المرحلة ظهر التثبت من الرواية، ودقق في النقل، بسبب ظهور من يتعمد الكذب والمتعصبون للمذاهب المختلفة، وأبرز ما ظهر في هذه المرحلة الكتابة في الجرح والتعديل، الذي يبحث في أحوال الرواة من حيث القبول والرد، وهذا أدى إلى الاجتهاد في البحث عن الرواة، ونقد الإسناد.
سمّيَ هذا العصر بالعصر الذي لاتسامه بالقوة، والنضوج، والرسوخ، وفي هذه المرحلة دونت الأحاديث، وصنف العلماء علم المصطلح إلى المرسل، العلل، وتاريخ الرجال، والثقات، والضعفاء، والناسخ والمنسوخ.
تمت في هذه المرحلة بتدوين الحديث في كتب خاصة، وبدأ الاهتمام في أنواع علم المصطلح المختلفة، وأهم هذه العلوم:
اتسمت هذه المرحلة بالضبط والنقد بالرغم من كثرة العلماء، واشتهرت هذه المرحلة بالتأليف لتستفيد من الكتب التي ألفت في المرحلة السابقة، وتلاها كل من المراحل التالية: