أعراض مرض توحد الأطفال

أعراض مرض توحد الأطفال
(اخر تعديل 2023-08-06 01:31:13 )

مرض توحد الأطفال

يُعرف مرض التّوحد طبياً باضطراب طيف التوحد (بالإنجليزية: Autism spectrum disorder)، ويتمثّل هذا الاضطراب بظهور مجموعة من الأعراض التي تعكس ضعفاً في السلوك الاجتماعي، والمهارات اللغوية، والقدرة على التواصل، إضافة إلى وجود مجموعة محدودة من الأنشطة التي يُمارسها ذوو اضطراب طيف التوحد بشكل متكرر. وفي الحقيقة عادةَ ما تبدأ أعراض هذا الاضطراب بالظهور في مرحلة الطفولة، وخاصةً خلال السنوات الخمس الأولى من العمر، وتستمرّ خلال مرحلة المراهقة والبلوغ. وتجدر الإشارة أنّ اضطراب طيف التوحد في كثير من الأحيان يكون مصحوباً بالعديد من الأمراض والمشاكل الصحية الأخرى؛ مثل: الصرع (بالإنجليزية: Epilepsy)، والاكتئاب، والقلق، واضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة (بالإنجليزية: Attention Deficit Hyperactivity Disorder) المعروف اختصاراً ADHD، وممّا تجدر الإشارة إليه أيضاً أنّ بعض مرضى التوحد يُعانون من ضعف شديد في مستوى الأداء الفكري، بينما قد يتمتع بعضهم بقدرات عقلية فائقة. وتُشير التّقديرات إلى أنّ نسبة انتشار المرض بين الأطفال تبلغ طفلاً واحداً من بين كلّ 160 طفلاً في جميع أنحاء العالم، وتُظهر إحصائيات المرض أنّ عدد حالات مرض التوحد قد ازدادت عالمياً على مدى السنوات الخمسين الماضية؛ بسبب ازدياد الوعي لدى الأهل لأعراض مرض التوحد، إضافةً إلى توسّع معايير تشخيص المرض، وتحسّن أدوات التشخيص، وتحسّن نوعيّة التقارير المُتعلقة بإحصائيات المرض.[1]

أعراض مرض توحد الأطفال

المهارات الاجتماعيّة

يهتمّ الأطفال الصغار عادة بالتفاعل مع الآخرين من خلال النّظر إلى عيونهم، وإعادة كلمات الكبار وتقليد أفعالهم، واستخدام الإيماءات البسيطة مثل التصفيق والتلويح، بينما يُواجه الطفل الصغير المُصاب باضطراب طيف التوحد صعوبةً بالغةً في تعلّم التفاعل مع الآخرين. وعند الحديث عن المهارات الاجتماعية التي يُظهرها أطفال التوحد يجدر بيان أنّ بعضهم لا يُظهرون اهتماماً بالأشخاص الآخرين، وقد لا يرغبون بتكوين صداقات مع غيرهم، كما أنّ بعضهم قد يرغب بتكوين صداقة لكنهم قد لا يفهمون كيفية تطوير الصداقات، وقد يُواجه العديد من الأطفال المصابين باضطراب طيف التوحد صعوبةً بالغةً في تعلّم المشاركة مع الآخرين ممّا يُؤدّي إلى نفور الأطفال الآخرين من اللعب معهم، وقد يواجه الأشخاص المصابون بالتوحد مشكلات في إظهار مشاعرهم أو التحدث عنها، كما قد يكون لديهم مشكلة في فهم مشاعر الآخرين، إضافة إلى عدم رغبتهم في أن يلمسهم أحد أو يحتضنهم أو يُعانقهم. ومن الأمثلة على أعراض مرض التوحد المتعلقة بالسلوكيات الاجتماعية ما يأتي:[2]

  • عدم الاستجابة للمناداة على اسمه عند بلوغة العام الأول من العمر.
  • تجنّب التّواصل البصريّ.
  • تفضيل اللعب منفرداً.
  • عدم مشاركة الاهتمامات مع الآخرين.
  • التفاعل مع الآخرين عند رغبته بتحقيق هدفٍ منشودٍ فقط.
  • إظهار تعبيرات وجه سطحية وغير لائقة.
  • عدم فهم حدود المساحة الشخصية، مما قد يجعلهم يقتربون من الآخرين أكثر من اللازم.
  • الشعور بالضيق عند وجود الآخرين معهم.

مهارات التواصل

يُعاني أطفال مرض التوحد من مشاكل في مهارات الاتصال، وتنبغي الإشارة إلى أنّ بعض أطفال التوحّد قد لا يستطيعون التحدث بشكل جيّد، كما أنّ بعضهم لا يتحدثون على الإطلاق وتُقدّر نسبتهم بحوالي 40٪ من إجمالي نسبة الأطفال الذين يعانون من التوحد، بينما يتعلّم 25-30٪ من الأطفال المصابين بالتوحد بعض الكلمات عند بلوغم 12 إلى 18 شهراً ثمّ يفقدونها، وقد يتأخر بعض الأطفال في الكلام حتى وقت لاحق في مرحلة الطفولة. ومن الأمثلة على الأعراض الُمتعلقة بمهارات التواصل ما يأتي: [2]

  • تأخر الكلام والمهارات اللغوية.
  • تكرار الكلمات أو العبارات مراراً وتكراراً، وهو ما يُعرف طبياً باللفظ الصدويّ (بالإنجليزية: Echolalia).
  • استخدام الضمائر بطريقة غير صحيحة، كأن يتحدث المُصاب بالتوحّد عن نفسه بضمير "أنت"، بدلاً من ضمير"أنا".
  • تقديم إجابات غير مرتبطة بالأسئلة المطروحة.
  • عدم الاستجابة للإشارة، وعدم استخدام الإشارة في التواصل.
  • عدم استخدام الإيماءات؛ فعلى سبيل المثال لا يُؤشر بيده ليقول وداعاً.
  • التحدث بصوتٍ شبيه بصوت الرجل الآلي، أو التحدث بصوتٍ غنائي.
  • عدم استخدام الخيال والتمثيل أثناء اللعب.
  • عدم فهم النكات، والسخرية، والمواقف التي تستدعي إظهار غيظ وغضب.
  • التزام موضوع واحد في المحادثة لفترة طويلة جداً، دون تبادل أطراف الحديث مع الآخرين.

السلوكيات والاهتمامات غير العادية

يتميز الأطفال الذين يُعانون من التوحد باهتماماتهم وسلوكياتهم غير العادية، ومن أمثلة هذه الاهتمامات والسلوكيات المتعلقة باضطراب طيف التوحد ما يأتي:[2]

  • اللعب بالطريقة نفسها في كلّ مرة.
  • تنظيم وصفّ الألعاب والأشياء على شكل خطّ مستقيم.
  • التعلق بجزء معين من الشيء، كالتعلق بعجلات السيارة مثلاً.
  • التنظيم العالي للأمور.
  • الاهتمامات الموصوفة بالهوس.
  • الحرص على اتباع الروتين المعتاد، والغضب الشديد عند حدوث تغيير في ذلك الروتين مهما كان طفيفاً.
  • الحركات المتكررة مثل الدوران في نفس المكان، وتدوير عجلات لعبة السيارة لفترة طويلة، والضغط على زر تشغيل الضوء مراراً وتكراراً.
  • وجود عادات غير عادية في الأكل والنوم.
  • الاستجابة غير الطبيعية للمؤثّرات الحسية؛ كالألم، والأصوات، واللمس، والشمّ، والذوق، والشعور.
  • إظهارٌ للضحك والصراخ في غير الأوقات المناسبة لذلك.

أسباب توحد الأطفال

يُعدّ السّبب الدقيق الكامن وراء مرض التوحد غير معروف حتى الآن، إلا أنّ الأبحاث تُشير إلى أنّ فرصة الإصابة بالمرض تزداد نتيجةً للعديد من العوامل البيئية والبيولوجية والوراثية. ويُعتقد أنّ الجينات تلعب دوراً رئيسياً في الإصابة بمرض التوحد؛ إذ إنّ التوائم المتماثلة (بالإنجليزية: Identical twins) تُعدّ أكثر عرضة للإصابة بالتوحد مقارنة بالتوائم الأخوية (بالإنجليزية: Fraternal twins) غير المتطابقة جينياً، كما أنّ فرصة الإصابة بالمرض تزداد بنسبة 5% عند وجود طفل مصاب بنفس العائلة، وتُشير الأبحاث إلى أنّ بعض الاضطرابات العاطفية مثل الهوس الاكتئابي (بالإنجليزية: Manic depression) تظهر في كثير من الأحيان لدى عائلات أطفال التوحّد. وفي الحقيقة يجدر بيان أنّ حالات قليلة من حالات الإصابة بالتوحد قد تكون ناتجةً عن الإصابة بمتلازمة الكروموسوم X الهش (بالإنجليزية: Fragile X syndrome)، وهو أحد أشكال الإعاقة الذهنية الموروثة، والإصابة بالتهاب الدماغ، وبيلة الفينيل كيتون (بالإنجليزية: Phenylketonuria) غير المعالجة، إضافة للإصابة بالتصلب الجلدي (بالإنجليزية: Tuberous sclerosis) وهو اضطراب وراثي نادر يُسبّب نمو الأورام الحميدة في الدماغ والعديد من الأعضاء الحيوية الأخرى، كما قد تكون ناتجةً عن إصابة الأم الحامل بالحصبة الألمانية.[3]

المراجع

  1. ↑ "Autism spectrum disorders", www.who.int, Retrieved 3-12-2018. Edited.
  2. ^ أ ب ت "(Autism Spectrum Disorder (ASD", www.cdc.gov, Retrieved 3-12-2018. Edited.
  3. ↑ "What Causes Autism", www.mychildwithoutlimits.org, Retrieved 3-12-2018. Edited.