أعراض ارتفاع كولسترول الدم

أعراض ارتفاع كولسترول الدم
(اخر تعديل 2023-08-06 01:31:13 )

ارتفاع كولسترول الدم

يمثّل الكولسترول (بالإنجليزيّة: Cholesterol) المادة الشمعية الموجودة بشكلٍ طبيعي في الجسم، والتي تلعب دوراً مهماً في حماية الأعصاب، وإنتاج بعض أنواع الهرمونات،[1] وتكوين أغشية الخلايا، وفيتامين د،[2] وفي الحقيقة يتم تصنيع كامل الكمية التي يحتاجها الجسم من الكولسترول في الكبد، كما يحصل الجسم على كمية إضافية من الكولسترول عند تناول بعض أنواع الأطعمة مثل؛ البيض، واللحوم، ومنتجات الألبان.[1]

يُعدّ الكولسترول من المواد التي لا تذوب في الماء، ولذلك لا يستطيع التحرّك داخل الجسم عبر الدم إلا في حال ارتبط مع مادة أخرى تساعده على التنقّل، لذلك يوجد الكولسترول في الجسم مرتبط ببروتين على شكل بروتينات دهنية، وهي نوعين رئيسيّين؛[2] النوع الأول هو البروتين الدهني مرتفع الكثافة (بالإنجليزيّة: High-density lipoprotein) الذي يساعد الجسم على التخلّص من الكولسترول الفائض عن طريق نقله من أنسجة الجسم المختلفة ومجرى الدم إلى الكبد، ليحطمه الكبد ومن ثم يتم إخراجه من الجسم، لذلك يُطلق على هذا النوع اسم الكولسترول الجيّد، أما النوع الثاني هو البروتين الدهني منخفض الكثافة (بالإنجليزيّة: Low-density lipoprotein)، الذي ينقل الكولسترول من الكبد إلى خلايا الجسم التي تحتاجه، وتجدر الإشارة إلى أنّ ارتفاع مستوى هذا النوع في الدم يتسبب في تراكم الرواسب الدهنية في الشرايين، مما يزيد من احتمالية الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية، لذلك يُطلق على هذا النوع اسم الكولسترول السيء.[3]

أعراض ارتفاع كولسترول الدم

يؤدي ارتفاع كولسترول الدم إلى العديد من المشاكل الصحية الخطيرة، ولكن في أغلب الأحيان لا تظهر أعراض مرتبطة بشكلٍ مباشر بارتفاع الكولسترول، وفي الوقت الذي يعاني الفرد من ارتفاع مستوى الكولسترول في الدم دون معرفته أو شعوره بذلك، يتسبب الكولسترول في إحداث تغييرات في شرايين الجسم؛ حيث يتم تخزين كميات الكولسترول الفائضة عن الحاجة داخل الشرايين، وهي الأوعية الدموية المسؤولة عن توصيل الدم إلى أجزاء الجسم المختلفة، ويُطلق على ترسّبات وتراكمات الكولسترول في الشرايين اسم اللويحات (بالإنجليزيّة: Plaque)، وفي الحقيقة تزداد صلابة هذه اللويحات مع مرور الوقت، الأمر الذي يؤدي لتضيّق الشريان في حال كانت اللويحات صغيرة في الحجم، أو إغلاق الشريان بالكامل في حال كانت اللويحات كبيرة في الحجم، كما أنّه من الممكن أن تنقسم هذه اللويحات مُسبّبة تكوّن خثرة دموية تُغلق مجرى تدفّق الدم في الشريان، وتجدر الإشارة إلى أنّ إغلاق الشريان الذي يزوّد عضلة القلب بالدم يؤدي إلى حدوث الجلطة القلبية، أما إذا تم إغلاق الشريان الذي يزوّد الدماغ بالدم فإنّ ذلك يؤدي إلى حدوث سكتة دماغية،[1] وفي حال تم إغلاق الشرايين التي تزوّد الكلى، والمعدة، والأطراف بالدم فإنّ ذلك يؤدي إلى حدوث داء الشرايين المحيطية.[2]

يظهر في بعض الأحيان عَرَض مميّز لارتفاع الكولسترول، وتحديداً لدى المصابين بالنوع الوراثي منه، والذي يتمثّل بارتفاع كبير جداً في مستوى الكولسترول في الدم ليتجاوز 300 ملليغرام/ديسيلتر، ويُدعى فرط كولسترول الدم العائلي (بالإنجليزيّة: Familial hypercholesterolemia)، إذ يتسبب في تكوّن عقيدات ممتلئة بالكولسترول فوق العديد من الأوتار في الجسم وأهمّها وتر العرقوب (بالإنجليزيّة: Achilles tendons) الموجود في الجزء السفلي من الساق، وتُعرف هذه العقيدات باسم الورم الأصفر (بالإنجليزيّة: Xanthomas)، كما يمكن أن تظهر ترسّبات من الكولسترول في منطقة الجفن، وتُعرف حينها باللويحات الصفراء،[4] وفي الحقيقة يشكّل فحص الدم المخبري الوسيلة الوحيدة للكشف عن ارتفاع مستوى الكولسترول في الدم، والذي يتمثّل في ارتفاع مستوى الكولسترول الكلي في الجسم إلى أعلى من 240 ملليغرام/ديسيلتر، أو ارتفاع الكولسترول السيء إلى أعلى من 160 ملليغرام/ديسيلتر، ويُنصح الفرد بإجراء الفحص عند الوصول إلى سنّ العشرين، وتكرار إجراء الفحص كل 4-6 سنوات، بينما يُنصح بإجرائه خلال فترات أقرب من ذلك في حال كان هناك عوامل خطر تزيد من احتمالية الإصابة بارتفاع الكولسترول.[2]

أسباب ارتفاع كولسترول الدم

هناك مجموعة من العوامل والأسباب التي تزيد من احتمالية الإصابة بمرض ارتفاع كولسترول الدم، ومن أهمّها ما يأتي:[5]

  • العوامل الوراثية: يمكن للبنية الوراثية للفرد أن تؤثر سلباً في الكولسترول، وذلك من خلال التسبّب في إنتاج الكولسترول بكميّات كبيرة جداً داخل الكبد، أو قلّة كفاءة الخلايا في إزالة الكولسترول السيّء من الدم.
  • النظام الغذائي غير الصحي: إذ يحدث ارتفاع الكولسترول بسبب تناول الأطعمة التي تحتوي على نسبة عالية من الكولسترول مثل؛ اللحوم الحمراء، ومنتجات الألبان كاملة الدسم، أو تناول الأطعمة ذات المصدر الحيواني المليئة بالدهون المشبعة، أو تناول الأطعمة الغنية بالدهون المتحوّلة مثل؛ المنتجات التجارية من البسكويت والرقائق المملحة.
  • السمنة: إذ يزداد خطر ارتفاع الكولسترول في الدم لدى الأفراد الذين يُعانون من السمنة؛ حيث يبلغ مؤشر كتلة الجسم 30 أو أكثر.
  • محيط الخصر الكبير: حيث يرتفع خطر الإصابة بمرض ارتفاع الكولسترول في حال كان محيط خصر الرجل 102 سنتيمتر أو أكثر، ومحيط خصر المرأة 89 سنتيمتر أو أكثر.
  • قلة النشاط البدني: إنّ ممارسة التمارين الرياضية تلعب دوراً مهماً في زيادة نسبة الكولسترول الجيّد، بالإضافة إلى تقليل ضرر الكولسترول السيء من خلال زيادة حجم الجُسيمات المكوّنة له.
  • التدخين: إذ يُسبّب تدخين السجائر تلف جدران الأوعية الدموية، الأمر الذي يجعلها أكثر عرضة لتراكم الترسبات الدهنية، بالإضافة إلى احتمالية تراجع مستوى الكولسترول الجيّد مع التدخين.
  • مرض السكري: إنّ ارتفاع مستوى السكر في الدم يسبب تلف بطانة الشرايين، كما يرفع مستوى الكولسترول السيء، ويقلّل مستوى الكولسترول الجيّد.

علاج ارتفاع كولسترول الدم

يُعدّ الالتزام بنمط حياة صحيّ هو الخيار العلاجي الأول الذي يسبق استخدام الأدوية لخفض مستوى الكولسترول في الدم، وذلك من خلال إجراء بعض التغييرات في النظام الغذائي، وممارسة التمارين الرياضية متوسطة الحدّة لمدة 30 دقيقة على الأقل يومياً، وفيما يأتي أهم النصائح بخصوص النظام الغذائي المناسب لمرضى ارتفاع الكولسترول:[4]

  • الحصول على معظم السعرات الحرارية التي يحتاجها الجسم من مصادر نباتية مثل؛ الفواكه، والخضار، والحبوب، والبقوليات، والمكسّرات، والبذور.
  • تجنّب استخدام الدهون والزيوت غير الصحية في الطهي واستبدال جميع الأنواع بزيت الزيتون.
  • تناول كميات محدّدة من منتجات الألبان والأجبان قليلة الدسم بشكلٍ يومي.
  • تناول الأسماك مرتين على الأقل في الأسبوع.
  • الحد من تناول الأطعمة التجارية المصنّعة، وتجنّب الدهون المتحوّلة.
  • الامتناع عن شرب الكحول.
  • الحفاظ على الوزن ضمن المعدّل الطبيعي، وتقليل كمية السعرات الحرارية اليومية لتقليل الوزن.

المراجع

  1. ^ أ ب ت familydoctor.org editorial staff (12-7-2017), "High Cholesterol"، www.familydoctor.org, Retrieved 24-12-2018. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث Jacquelyn Cafasso (5-7-2016), "Symptoms of High Cholesterol"، www.healthline.com, Retrieved 24-12-2018. Edited.
  3. ↑ Adrian Raby, "High cholesterol"، www.bupa.co.uk, Retrieved 24-12-2018. Edited.
  4. ^ أ ب "High Cholesterol (Hypercholesterolemia)", www.drugs.com,14-3-2018، Retrieved 24-12-2018. Edited.
  5. ↑ Mayo Clinic Staff (15-8-2017), "High cholesterol"، www.mayoclinic.org, Retrieved 24-12-2018. Edited.