أعراض ارتفاع نشاط الغدة الدرقية

أعراض ارتفاع نشاط الغدة الدرقية

ارتفاع نشاط الغدة الدرقية

يُحدّد موقع الغدة الدرقية (بالإنجليزية: Thyroid gland) في الجسم على أنّه في المنطقة الواقعة في قاعدة العنق، وتُنتج هذه الغدة الهرمونات المسؤولة عن تنظيم عملية الأيض والتي تُمكّن الجسم من إنتاج الطاقة والاستفادة منها. ويحدث الارتفاع في نشاط الغدة الدرقية نتيجة إفرازها للهرمونات بكمية تفوق الكمية الطبيعية؛ ممّا يزيد من سرعة العديد من العمليات الحيوية في الجسم، وتجدر الإشارة أنّ هذا الارتفاع في نشاط الغدّة الدرقية يُعرف طبيّاً بفرط نشاط الغدة الدرقية (بالإنجليزية: Hyperthyroidism). وبشكل عام تتطور أعراض ارتفاع نشاط الغدة الدرقية بشكل بطيء، إلا أنّها تتطور سريعاً لدى المرضى صغار السن.[1] ويُؤثر ارتفاع نشاط الغدّة الدّرقية على النساء بنسبةٍ تصلُ لمرّيتن إلى عشر مرات مقارنة بالرجال، وتزداد فرصة الإصابة بارتفاع نشاط الغدة الدرقية في حال وجود تاريخ عائلي للإصابة بالمرض، وفي حال الإصابة بفقر الدّم الخبيث (بالإنجليزية: Pernicious anemia) النّاتج عن نقص فيتامين B12، إضافة إلى الإصابة بمرض السكريّ النّوع الأول (بالإنجليزية: Diabetes mellitus type 1)، والقصور الكظريّ الأوليّ (بالإنجليزية: Primary adrenal insufficiency)، كما تزداد فرصة الإصابة لدى الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 60 عاماً وخاصة النّساء. ومن الجدير بالذّكر أنّ ارتفاع نشاط الغدة الدرقية غير المعالج قد يُسبّب العديد من المضاعفات مثل عدم انتظام ضربات القلب الذي يُمكن أن يؤدّي إلى جلطات الدم، والسّكتة الدماغيّة، وفشل القلب، وغيرها من المشاكل المُتعلّقة بالقلب، إضافةً إلى ترقُّق العظام وهشاشتها، ومشاكل العيون.[2]

أعراض ارتفاع نشاط الغدة الدرقية

يُمكن أن يُسبّب ارتفاع نشاط الغدة الدرقية مجموعة واسعة من العلامات والأعراض، ومنها ما يأتي: [3]

  • فقدان الوزن غير المبرّر، بالرغم من تناول كمية كافية من الطعام.
  • زيادة سرعة ضربات القلب بحيث تزيد عن 100 ضربة في الدقيقة، وهذا ما يُعرف بتسرّع القلب (بالإنجليزية: Tachycardia).
  • عدم انتظام ضربات القلب (بالإنجليزية: Arrhythmia).
  • الشعور بخفقان القلب (بالإنجليزية: Palpitation).
  • زيادة الشهية.
  • المعاناة من العصبية، والقلق، والتهيّج.
  • ارتعاش اليدين والأصابع.
  • زيادة التعرق.
  • تغيّر في نمط الحيض.
  • زيادة الحساسية للحرارة.
  • التغير في نمط حركة الأمعاء المتمثل بزيادة عدد مرات الإخراج.
  • تضخّم الغدة الدرقية؛ والذي قد يظهر على شكل تورّم في قاعدة العنق.
  • الشعور بالتعب وضعف العضلات.
  • صعوبة النوم.
  • ترقق الجلد.
  • تقصّف الشعر وهشاشته.
  • اعتلال العين الناجم عن مرض جريفز (بالإنجليزية: Graves' ophthalmopathy)، وتعدّ هذه الحالة إحدى علامات ارتفاع نشاط الغدة الدرقية غير الشائعة والتي تُؤثّر بشكل أساسي ّعلى العينين وخاصة لدى المُدخّنين. ويُسبّب هذا الاعتلال جحوظ العينين وبروزهما إلى الخارج نتيجة تضخم الأنسجة والعضلات خلف العين، كما يُسبّب إصابة العينين بجفاف شديد، واحمرار، وتورّم، إضافةً إلى حدوث فرط في إنتاج الدموع والشعور بالانزعاج في إحدى العينين أو كلتيهما، وكذلك فإنّه قد يُسبّب شعوراً بالحساسية للضوء، والضبابية أو الازدواجيّة في الرؤية، وحدوث انخفاض في حركة العين.

أسباب ارتفاع نشاط الغدة الدرقية

يُمكن أن يحدث ارتفاع نشاط الغدة الدرقية نتيجة العديد من الأسباب، والتي نُجملها فيما يأتي:[2]

  • مرض جريفز: (بالإنجليزية: Graves’ disease)، وهو أحد اضطرابات المناعة الذاتية (بالإنجليزية: Autoimmune disorder)، ويُعدّ هذا المرض أكثر أسباب ارتفاع نشاط الغدة الدرقية شيوعاً.
  • فرط نشاط عقيدات الغدة الدرقية: (بالإنجليزية: Overactive thyroid nodules)، تُمثّل عقيدات الغدة الدرقية كتلاً صغيرة وحميدة تتشكل في الغدة الدرقية وخاصة لدى كبار السن، وقد تُسبّب هذه العقيدات زيادة إنتاج هرمون الغدة الدرقية مما يُسبّب ارتفاع نشاطها.
  • التهاب الغدة الدرقية: (بالإنجليزية: Thyroiditis)، يُسبّب التهاب الغدة الدرقية تسرب هرموناتها المخزنة إلى الدم، مما يُؤدي إلى ارتفاع نشاط الغدة الدرقية لمدة تصل إلى 3 أشهر، تتبعها عادةً فترة من قصور الغدة الدرقية (بالإنجليزية: Hypothyroidism) التي تستمر لمدة 12-18 شهراً، وفي بعض الأحيان قد يستمرّ قصور الغدة الدرقية مدى الحياة. وتجدر الإشارة إلى أنّ التهاب الغدة الدرقية يُقسم إلى عدة أنواع، منها ما يأتي:
  • تناول الكثير من اليود: يُعدّ اليود من العناصر الضرورية لتصنيع هرمونات الغدة الدرقية إلا أن تناول كميات كبيرة منه قد يؤدي إلى ارتفاع نشاط الغدة الدرقية، وتجدر اللإشارة إلى أنّ اليود يتوفّر بكثرة في الأعشاب البحرية ومكملات الأعشاب البحرية، كما أنّ بعض الأدوية مثل أدوية السّعال ودواء القلب المعروف بالأميودارون (بالإنجليزية: Amiodarone) تحتوي على الكثير من اليود.
  • تناول جرعة زائدة من هرمون الغدة الدرقية: يمكن أن يعاني مرضى قصور الغدة الدرقية الذين يستخدمون هرمون الغدة الدرقية من ارتفاع نشاط الغدة الدرقية نتيجة تناول جرعة زائدة من هذا الهرمون، ولذا يُنصح هؤلاء المرضى بضرورة متابعة فحوصات الغدة الدرقية بشكل دوريّ حسب توصيات الطبيب، وتعديل الجرعة بناءً على تلك الفحوصات. كما يجدر الانتباه إلى إمكانيّة تفاعل بعض الأدوية الأخرى التي يتناولها المريض مع دواء هرمون الغدة الدرقية، مما يُسبّب رفع مستويات الهرمون وزيادة نشاط الغدة الدرقية.
  • التهاب الغدة الدرقية تحت الحاد: (بالإنجليزية: Subacute thyroiditis)، لا يُعرف السبب الدقيق وراء هذا النوع من التهاب الغدة الدرقية، إلا أنّه يُعتقد أنّه ناتج عن عدوى فيروسية أو بكتيرية، تُسبّب التهاب الغدة الدرقية وتضخمها.
  • التهاب الغدة الدرقية بعد الولادة: يتطور هذا النوع من التهاب الغدة الدرقية بعد ولادة المرأة.
  • التهاب الغدة الدرقية الصامت: سمي هذا النوع من الالتهاب بالصامت لكونه لا يُسبّب الشعور بالألم لدى المريض، ويُعتقد أنّه نوع من اضطرابات المناعة الذاتية.

تشخيص ارتفاع نشاط الغدة الدرقية

يتمّ تشخيص ارتفاع نشاط الغدة الدرقية من خلال الفحص البدني والطبي الكامل؛ وذلك لتقييم أعراض ارتفاع نشاط الغدة، مثل: فقدان الوزن، وسرعة النبض، وارتفاع ضغط الدم، وبروز العينين، وتضخم الغدة الدرقية. كما يتمّ تأكيد التشخيص من خلال العديد من الفحوصات المخبرية ومنها ما يأتي:[4]

  • اختبار الكوليسترول: قد يتسبّب ارتفاع نشاط الغدة الدرقية بزيادة معدّل الأيض، وبالتالي زيادة حرق الدهون وانخفاض مستوى الكوليتسرول في الدم.
  • فحص هرمونات الغدة الدرقية: وتشمل فحص هرمون ثلاثي يود الثيرونين (Triiodothyronine) أو (T3)، وهرمون الثيروكسين المعروف ب (T4).
  • اختبار مستوى الهرمون منبه الدرقية (بالإنجليزية: Thyroid stimulating hormone level test)، يتمّ خلال هذا الفحص قياس مستوى الهرمون الذي يُحفز الغدة الدرقية لإنتاج هرموناتها، ويُعدّ الانخفاض الكبير في مستوى هذا الهرمون دليلاً على ارتفاع نشاط الغدة الدرقية.
  • اختبار الدهون الثلاثية: يُمكن أن يدلّ انخفاض مستوى الدهون الثلاثية على ارتفاع معدّل الأيض الناتج عن ارتفاع نشاط الغدة الدرقية.
  • مسح الغدة الدرقية بالنظائر المُشعّة: يتمّ خلال هذا الفحص تحديد المناطق النّشيطة في الغدة الدرقية، والتي تُسبّب زيادة إفراز الهرمونات.
  • استخدام الموجات فوق الصوتية: تُساعد الموجات فوق الصوتية على قياس حجم الغدة الدرقية بأكملها، وحجم ونوع الكتل الموجودة داخلها.
  • التصوير الطبقي أو التصوير بالرنين المغناطيسي: حيث يُساعد في التأكد من وجود الأورام داخل الغدة النخامية التي تلعب دوراً كبيراً في التحكم بعمل الغدة الدرقية.

المراجع

  1. ↑ "What Is Hyperthyroidism? Symptoms, Causes, Treatment, Diet, and More", www.everydayhealth.com, Retrieved 2-12-2018. Edited.
  2. ^ أ ب "(Hyperthyroidism (Overactive Thyroid", www.niddk.nih.gov, Retrieved 2-12-2018. Edited.
  3. ↑ "Hyperthyroidism (overactive thyroid", www.mayoclinic.org, Retrieved 2-12-2018. Edited.
  4. ↑ "Hyperthyroidism", www.healthline.com, Retrieved 2-12-2018. Edited.