تعريف طه حسين

تعريف طه حسين
(اخر تعديل 2023-08-06 01:31:13 )

حياة طه حسين

طه حسين هو ناقد وكاتب مقالات اجتماعية وسياسية، كما أنه أديبٌ، وكاتب قصصٍ قصيرة، وروائي، وأستاذ جامعي،[1]ومترجم،[2] ولد طه حسين في عام 1889م وتحديداً في 14 من تشرين الثاني/نوفمبر وكانت ولادته خلال فترة الاحتلال البريطاني لمصر، وعاش طفولته في مجتمع صغير في محافظة المنيا في جنوب مصر، وقد كان المجتمع يعاني الفقر والجهل في تلك الفترة، كما عانى من انتشار الأمراض وعدم توفر الرعاية الطبية، الأمر الذي جعل طه حسين يفقد بصره وهو في السادسة من عمره، أما والده فقد كان موظفاً مدنياً ترهقه أعباء إعالة أسرته، ولم يسعه سوى أن يسجل ابنه في مدرسة القرية ليتعلم القرآن الكريم، ليتردد إلى هناك ويختلط مع الأطفال ومع خريجي الأزهر، ويكتسب ثقافة كبيرة من خلال الاستماع إلى القصص المختلفة مثل حياة عنترة بن شداد، والأبطال الشعبيين، وعلى الرغم من مواجهة الصعوبات المختلفة إلّا أن رغبة طه حسين الشديدة في طلب العلم دفعته للذهاب إلى القاهرة ومتابعة دراسته.[3][4]

مسيرة طه حسين العلمية

وفي عام 1902م انتقل طه حسين إلى مدينة القاهرة مع أخيه الأكبر أحمد والتحق بالأزهر ليكمل دراسته فيه حتى حلول عام 1912م،[3] وفي عام 1914 حصل على درجة الدكتوراة لأول مرة من الجامعة المصرية،[4] وبسبب تفوق طه حسين الأكاديمي أرسلته الجامعة الوطنية في منحة دراسية إلى السوربون في فرنسا، وهناك أصبح يكتب باللغة الفرنسية بطلاقة، ودرس علم الاجتماع، وعلم النفس، ودرس الأدب الفرنسي، والتاريخ الحديث، وتعلم اللغة اليونانية، واللاتينية، كما قرأ التاريخ الكلاسيكي أيضاً، بالإضافة إلى حصوله على درجة الدكتوراة في عام 1918م، وكان عنوان رسالته فلسفة ابن خلدون الاجتماعية، وفي عام 1919م حصل على درجة الدبلوم في تاريخ القانون المدني، ثم عاد في نفس العام وعمل في الجامعة الوطنية في تدريس التاريخ اليوناني والروماني.[3]

إنجازات طه حسين

تتعدد إنجازات طه حسين على مر السنوات ومنها:[3]

  • عميد لكلية الآداب في عام 1928م.
  • مستشارٌ للفنون في وزارة التعليم في عام 1942-1944م، كما عمل في نفس الفترة رئيساً لجامعة الإسكندرية.
  • وزير للتعليم في الفترة كانون الثاني/يناير 1950م إلى كانون الثاني/يناير 1952م،[3] وكان من أهم إنجازاته في تلك الفترة جعله التعليم مجانيّاً في مصر.[4]
  • رقيب الشؤون الثقافية في وزارة التربية والتعليم في الفترة 1939-1942م.
  • عُين عضواً في أكاديمية اللغة العربية ثم عُين رئيساً لها.
  • أستاذ جامعي للأدب العربي في كلية الآداب في جامعة القاهرة من عام 1952م إلى 1973م.
  • حصل على الدكتوراة الفخرية من جامعات أكسفورد، ومدريد، وروما.[4]
  • كتب أكثر من خمسين كتاباً؛ تتناول في موضوعاتها الأدب، والتاريخ، والفلسفة، والتعليم، وقد تُرجمت كتبه إلى عدة لغات عالمية.[4]
  • حصل على جائزة الأمم المتحدة لإنجازاته العديدة في مجال حقوق الإنسان.[4]
  • حصل على وسام النيل ويعد من أعلى الأوسمة التي يمكن أن يحصل عليه الملوك ورؤساء الدول، كما نال أكثر من 36 وساماً فخرياً مصرياً وأجنبياً.[4]
  • عمل رئيس تحريرٍ لمجلة الكاتب العربي (بالإنجليزية: The Arab Scribe).[4]

مؤلفات طه حسين

من مؤلفات طه حسين الآتي:[8]

  • أدبنا الحديث ما له وما عليه.
  • أحاديث.
  • مدرسة الأزواج.
  • خصام ونقد.
  • تجديد ذكرى أبي العلاء.
  • الوعد الحق.
  • فصول في الأدب والنقد.
  • من حديث الشعر والنثر.
  • قادة الفكر.
  • حديث الأربعاء.
  • صوت باريس.
  • على هامش السيرة.
  • من هناك.
  • المعذبون في الأرض.
  • شجرة البؤس.
  • مرآة الإسلام.
  • الأيام.

كتاب الأيام

يُعدّ كتاب الأيام من أفضل نماذج السيرة الذاتية الشخصية المعروفة،[9] وقد كتب طه حسين الأيام في الفترة ما بين عام 1936م وعام 1939م، حيث عبّر فيه عن عدم رضاه عن البيئة التي نشأ فيها، ففي الجزء الأول من الكتاب تحدث عن حياته حتى بلوغ الثالثة عشر من عمره، وما كان يعانيه من ظلم وحرمان في البيئة الرجعية التي كان يعيش فيها والتي انتشر فيها الفقر والجهل وعدم الإيمان بالعلم الحديث، كما رأى أن هذا السبب الذي أدى إلى فقدانه بصره، كما تضمن الكتاب في هذا الجزء الحديث عن بعض الشخصيات التي مثلت جهلاً مطلقاً بنظره.[10]

أما الجزء الثاني فقد تحدث طه حسين فيه عن صباه ومرحلة شبابه، وتطرق فيه إلى الحديث عن بعض شخصيات الطلاب وشيوخ الأزهر، كما اتخذ موقفاً عدائياً إزاء الشخصيات التي تحدث عنها، وسخر منها، وطالت تلك السخرية أباه وأخاه، كما نقم على عمه وجده، وتعالى على معظم الشخصيات التي تحدث عنها وأظهر تفوقه عليها، وقد تعاطف طه حسين مع شخصية الفتى في الكتاب تعاطفاً كبيراً وصل إلى درجة إفقاد الكتاب صدقه وصراحته، أما ما قلل من صراحة الكتاب بشكل أكبر فهو تحدث طه حسين فيه بصيغة الغائب، حيث إنه أخفى بذلك شخصيته الحقيقية وفصل قصة الكتاب عن ذاته، كما لم يحدد تواريخ الأحداث ولم يذكر أسماء جميع الأشخاص والأماكن وهذا ما يعد إخلالاً بشروط السيرة الذاتية، إلّا أن كتاب الأيام يعد تجربة رائعة في الأدب العربي الحديث، لما يتسم به من أسلوب جميل، وبراعة في سرد القصة، ووجود اللمسات الفنية في تصوير بعض الأشخاص والأحداث، بالإضافة إلى العاطفة القوية التي يلمسها القارئ.[10]

والجدير بالذكر أن من يقرأ كتاب الأيام لطه حسين لابد أن يتعاطف معه لدرجة البكاء، حيث لا يتحدث طه حسين فيه عن مأساة طفل أو شاب لوحده، وإنما يتحدث عن مأساة أمة كاملة، كما يكشف الكتاب عن عمق الجهل الذي قد يتسبب في عواقب محزنة ومآسٍ عميقة كالتي أدت إلى فقدان طفلٍ لبصره، والذي يعد بمثابة نافذته على العالم من حوله.[11]

المراجع

  1. ^ أ ب "Ṭāhā Ḥusayn", www.britannica.com, Retrieved 2017-12-1. Edited.
  2. ↑ "Taha Hussein", www.theguardian.com, Retrieved 2017-12-2. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث ج "TAHA HUSSEIN ", www.ibe.unesco.org, Retrieved 2017-12-2.
  4. ^ أ ب ت ث ج ح خ د ذ "The Ramatan Taha Hussein Museum", www.touregypt.net, Retrieved 2017-12-2. Edited.
  5. ↑ التهامي الهاني، طه حسين والشعر الجاهلي : بين نفحات المستشرقين وظلال العرب، صفحة 74. بتصرّف.
  6. ^ أ ب التهامي الهاني، طه حسين والشعر الجاهلي : بين نفحات المستشرقين وظلال العرب، صفحة 137. بتصرّف.
  7. ↑ Sanad ,Manama, "Taha Hussein"، www.myhero.com, Retrieved 2017-12-2. Edited.
  8. ↑ "مؤلفات طه حسين"، www.hindawi.org، اطّلع عليه بتاريخ 2017-11-22. بتصرّف.
  9. ↑ الدكتور حامد عبد السلام زهران صفحة 231، "التوجيه والإرشاد النفسي"، www.shamela.ws/browse.php، اطّلع عليه بتاريخ 2017-11-22. بتصرّف.
  10. ^ أ ب فهد خليل زايد، الأساليب العصرية في تدريس اللغة العربية، صفحة 280-282. بتصرّف.
  11. ↑ محمد بن علي المحمود (2008-2-21)، "طه حسين.. الإبحار في بحر الظلمات (1)"، الرياض، العدد 14486. بتصرّف.