فوائد التسبيح والاستغفار

فوائد التسبيح والاستغفار
(اخر تعديل 2023-08-06 01:31:13 )

ذكر الله تعالى

يتفرّع ذكر الله تعالى إلى ذكر عام وذكر خاص، فالذكر العام هو الذكر الذي تكون في جميع أنواع العبادات من الصلاة والصيام والحج وتلاوة القرآن الكريم ودعاء الله وتسبيحه والثناء عليه وتمجيده وتحميده وغير ما سبق من أنواع العبادات والطاعات، فالعبادة شُرعت لذكر الله، وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في ذلك: (كل ما تكلَّم به اللسان، وتصوّره القلب مما يقرِّب إلى الله من تعلّم علم، وتعليمه، وأمر بمعروف، ونهي عن منكر، فهو من ذكر الله)، والذكر الخاص يكون بذكر الله تعالى بالألفاظ والعبارات الواردة عنه، أو عن رسوله صلى الله عليه وسلم، مثل تلاوة آيات القرآن الكريم، والألفاظ الواردة في السنة التي ورد فيها تحميد لله تعالى، وتمجيد وتقديس وتنزيه وتوحيد له، وتجدر الإشارة إلى أنّ أعظم الذكر يكون بتلاوة القرآن الكريم، وكان الرسول عليه الصلاة والسلام والصحابة رضي الله عنهم يكثرون من تلاوة كلام الله سبحانه، فورد عن حذيفة رضي الله عنه أنّ النبي عليه السلا قرأ في ركعة واحدة من صلاته كلاً من سورة البقرة وسورة النساء وسورة آل عمران، كما أنّ الصحابة رضي الله عنهم كانوا يتحسّرون بسبب فوات تلاوة القرآن عليهم في بعض الأيام، فالله تعالى حثّ عباده على ذكره ورغّبهم فيه، وفي المقابل قد حذّر من الامتناع عن ذكره.[1]

فوائد التسبيح والاستغفار

فوائد التسبيح

تجدر الإشارة إلى أنّ ذكر الله تعالى من أعظم العبادات في الإسلام وأرفعها منزلةً ومكانةً، ومما يدل على أهمية التسبيح ما رواه الإمام مسلم في صحيحه عن الصحابي أبي هريرة رضي الله عنه أنّ النبي عليه الصلاة والسلام قال: (من سبَّحَ اللَّهَ في دُبُرِ كلِّ صلاةٍ ثلاثًا وثلاثينَ وحمدَ اللَّهَ ثلاثًا وثلاثينَ وكبَّرَ اللَّهَ ثلاثًا وثلاثينَ فتلكَ تسعةٌ وتسعونَ وقالَ تمامَ المائةِ لا إلهَ إلَّا اللَّهُ وحدَهُ لا شريكَ لهُ لهُ الملكُ ولهُ الحمدُ وهوَ على كلِّ شيءٍ قديرٌ غُفِرت خطاياهُ وإن كانت مثلَ زَبَدِ البحرِ)،[2] فتسبيح الله تعالى وذكره من العبادات السهلة الميسّرة، ومنه ما هو مُحدّد بأوقات معينة، ومنه ما هو مطلق وليس محدد بأي وقت، كما يمكن أن يكون التسبيح وذكر الله بصيغة محددة ووقت معين ومكان معين، ويمكن أن يكون بأي وقت وبأي صيغة صحيحة، ومن صيغ التسبيح المطلقة قول العبد المسلم: سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر، وللتسبيح العديد من الفوائد والفضائل التي تتحقق للعبد، وفيما يأتي بيان البعض منها:[3]

  • أنّه أحب الكلام والحديث إلى الله تعالى، فقد بيّن الإمام المناوي أنّه كذلك بسبب ما يتضمنه من تنزيه الله تعالى عن كل ما لا يليق بجلاله وعظمته، ووصفه بكل الأوصاف الواجبة له، وتفرده بالواحدانية.
  • أنّه أفضل من الدنيا كلّها وكل ما فيها من الأموال وغيرها من أمور الدنيا الفانية، وقال الإمام ابن العربي في ذلك: (أطلق المفاضلة بين قول هذه الكلمات وبين ما طلعت عليه الشمس ومن شرط المفاضلة استواء الشيئين في أصل المعنى ثم يزيد أحدهما على الآخر).
  • أنّه مُكفّر للذنوب، وماحٍ للسيئات والخطايا.
  • أنه غراس الجنة في الحياة الآخرة، وقال المناوي رحمه الله في ذلك: (أي أعلمهم أن هذه الكلمات تورث قائلها دخول الجنة وأن الساعي في اكتسابها لا يضيع سعيه لأنّها المغرس الذي لا يتلف ما استودع فيه).
  • أنه طريق وسبيل لنيل الأجر العظيم من الله تعالى والثواب الجزيل منه.
  • أنه اصطفاء واختيار من الله سبحانه، كما أنّ العبد ينجي نفسه من دخول نار جهنم به، وتثّقل موازين أعماله، كما أنّه نوع من أنواع الصدقة، وبيّن الرسول عليه الصلاة والسلام أنّ فضله كفضل تلاوة القرآن إن لم يستطع العبد تلاوة كلام الله سبحانه.

فوائد الاستغفار

أمر الله تعالى عباده بالاستغفار في العديد من الآيات القرآنية، منها قوله: (وَاسْتَغْفِرُوا اللَّـهَ إِنَّ اللَّـهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ)،[4] كما أنّه أمر رسوله محمد عليه الصلاة والسلام بالاستغفار، فقال: (وَاسْتَغْفِرْ لِذَنبِكَ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَاللَّـهُ يَعْلَمُ مُتَقَلَّبَكُمْ وَمَثْوَاكُمْ)،[5] كما أنّ من أسماء اله تعالى الغفار، ومن صفاته أنّه غافر الذنب، وذو المغفرة، ويُعرّف الاستغفار بأنه طلب العبد من ربه جلّ وعلا المغفرة والستر في الحياة الدنيا والحياة الآخرة، وللاستغفار العديد من الفوائد والثمار التي تعود على العبد في دنياه وآخرته، وفيما يأتي بيان عددٍ منها:[6]

  • تكفير الذنوب والسيئات والخطايا والآثام، حيث قال الله تعالى: (وَمَن يَعْمَلْ سُوءًا أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللَّـهَ يَجِدِ اللَّـهَ غَفُورًا رَّحِيمًا)،[7] كما قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (من قال : أستغفرُ اللهَ العظيمَ الذي لا إلهَ إلَّا هو الحيَّ القيومَ وأتوبُ إليه غُفِرَ له وإنْ كان فرَّ من الزحفِ).[8]
  • دفع ورفع وصدّ البلاء والعقوبة والعذاب، حيث قال الله سبحانه: (وَما كانَ اللَّـهُ لِيُعَذِّبَهُم وَأَنتَ فيهِم وَما كانَ اللَّـهُ مُعَذِّبَهُم وَهُم يَستَغفِرونَ).[9]
  • تحقيق السعادة والاطمئنان والسكينة في النفس والقلب، إضافة إلى نيل المتاع الحسن، حيث قال الله سبحانه: (وَأَنِ استَغفِروا رَبَّكُم ثُمَّ توبوا إِلَيهِ يُمَتِّعكُم مَتاعًا حَسَنًا إِلى أَجَلٍ مُسَمًّى وَيُؤتِ كُلَّ ذي فَضلٍ فَضلَهُ وَإِن تَوَلَّوا فَإِنّي أَخافُ عَلَيكُم عَذابَ يَومٍ كَبيرٍ).[10]
  • نيل الزيادة في الأموال، وإمداد الله تعالى عباده بالنسل، حيث قال سبحانه: (فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا*يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُم مِّدْرَارًا*وَيُمْدِدْكُم بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَل لَّكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَل لَّكُمْ أَنْهَارًا).[11]

المراجع

  1. ↑ "ذكر الله تعالى: أنواعه وفضائله"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 30-12-2018. بتصرّف.
  2. ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 597، صحيح.
  3. ↑ "فضائل الكلمات الأربع"، saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 30-12-2018. بتصرّف.
  4. ↑ سورة البقرة، آية: 199.
  5. ↑ سورة محمد، آية: 19.
  6. ↑ "فضل الاستغفار"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 30-12-2018. بتصرّف.
  7. ↑ سورة النساء، آية: 110.
  8. ↑ رواه الألباني، في صحيح الترمذي، عن زيد بن حارثة، الصفحة أو الرقم: 3577، صحيح.
  9. ↑ سورة الأنفال، آية: 33.
  10. ↑ سورة هود، آية: 3.
  11. ↑ سورة نوح، آية: 10-12.