أفضل وقت لصلاة الضحى

أفضل وقت لصلاة الضحى
(اخر تعديل 2023-08-06 01:31:13 )

صلاة الضحى

الضحى هو وقتٌ من أوقات اليوم، ويطلق على الوقت الممتدّ من طلوع الشمس إلى امتداد النهار، أو ما بين ارتفاع الشمس إلى وقت الزوال، ويطلق على الصلاة في هذا الوقت عددٌ من الأسماء، منها: صلاة الأوّابين، وصلاة الإشراق، إضافة إلى صلاة الضحى.[1]ويبدأ وقت صلاة الضحى بعد ارتفاع الشمس قدر رمح إلى قبيل انتصاف الشمس في وسط السماء.[2]

أفضل وقت لأداء صلاة الضحى

أفضل وقتٍ لأداء صلاة الضحى: هو عندما تشتدّ الشمس ويشتدّ حرّها وتعلو، ودليل ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم: (صَلَاةُ الأوَّابِينَ حِينَ تَرْمَضُ الفِصَالُ)،[3] والفصال هي أولاد الإبل، ومعنى ترمض: أي تشتدّ عليها حرارة الشمس، وهذا الوقت هو منتصف الوقت ما بين طلوع الشمس إلى الزوال.[4]

مشروعية صلاة الضحى

اختلف العلماء في حكم صلاة الضحى على أربعة أقوال:[5]

  • القول الأول: إنها سنّة في كل يوم، لورود عددٍ من الأحاديث في فضلها.
  • القول الثاني: إنها ليست بسنّةٍ، ودليل ذلك أن النبي -صلى الله عليه وسلم- لم يكن يصلّيها، فقد سأل أحدهم ابن عمر -رضي الله عنه- عن صلاة الضحى، فقال: (أتُصَلِّي الضُّحَى؟ قالَ: لا، قُلتُ: فَعُمَرُ؟ قالَ: لا، قُلتُ: فأبُو بَكْرٍ؟ قالَ: لا، قُلتُ: فالنبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ؟ قالَ: لا إخالُهُ).[6]
  • القول الثالث: إن صلاة الضحى تسنّ لمن لم يكن من عادته قيام الليل، أما من يقوم الليل فإن صلاة الضحى لا تسنّ في حقه.
  • القول الرابع: إنها سنّة غير راتبة، أي يفعلها المسلم في بعض الأيّام ويتركها في بعضها الآخر.

والراجح إنها سنّة في كل يومٍ، لِما ورد من الأحاديث في فضلها، فمن هذه الأحاديث:

  • قول أبي هريرة رضي الله عنه: (أَوْصَانِي خَلِيلِي صَلَّى اللَّهُ عليه وسلَّمَ بثَلَاثٍ: بصِيَامِ ثَلَاثَةِ أَيَّامٍ مِن كُلِّ شَهْرٍ، وَرَكْعَتَيِ الضُّحَى، وَأَنْ أُوتِرَ قَبْلَ أَنْ أَرْقُدَ).[7]
  • قول النبي صلى الله عليه وسلم: (يُصْبِحُ على كلِّ سُلَامَى من أحدِكم في كلِّ يومٍ صدقةٌ، فله بكلِّ صلاةٍ صدقةٌ، وصيامٍ صدقةٌ وحَجٍّ صدقةٌ، وتسبيحةٍ صدقةٌ، وتكبيرةٍ صدقةٌ، وتحميدةٍ صدقةٌ، ويُجْزِيءُ أحدَكم من ذلك كلِّه رَكْعَتا الضُّحَى).[8]

عدد ركعات صلاة الضحى

أقلّ عدد ركعات صلاة الضحى ركعتان، وأكثرها ثمان ركعات، ودليل ذلك ما رُوي عن أم هانئ رضي الله عنها، حيث قالت: (أنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ يَومَ فَتْحِ مَكَّةَ اغْتَسَلَ في بَيْتِهَا، فَصَلَّى ثَمَانِيَ رَكَعَاتٍ).[9][10]

فضل صلاة التطوع

صلاة التطوّع هي كل صلاةٍ غير الصلوات الخمس: الفجر والظهر والعصر والمغرب والعشاء، ودليل ذلك ما جاء في جواب النبي -صلى الله عليه وسلم- على الأعرابي الذي سأله عن فرائض الإسلام، فأخبره النبي -صلى الله عليه وسلم- عن الصلاة، فقال الأعرابي: "هلْ عَلَيَّ غَيْرُهَا"؟ قَالَ: (لَا، إلَّا أنْ تَطَّوَّعَ)،[11] ولصلاة التطوّع عددٌ من الفضائل، منها:

  • جبر النقص الحاصل في صلاة الفريضة: فإنه في حال لم تكن صلاة الفريضة تامّة، فإن صلاة التطوّع تجبر النقص الحاصل في صلاة الفريضة، وقد جاء في الحديث القدسي: (انظروا في صلاةِ عبدي أتمَّها أم نقصَها فإن كانت تامَّةً كتبت لَه تامَّةً وإن كانَ انتقصَ منها شيئًا قالَ انظُروا هل لعبدي من تطوُّعٍ فإن كانَ لَه تطوُّعٌ قالَ أتمُّوا لعبدي فريضتَه من تطوُّعِه).[12][13]
  • الرفعة في درجات الجنة: فكلّما زاد العبد من صلاة التطوّع ارتفعت درجته في الجنة، وقد جاء في الأثر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: (عَلَيْكَ بكَثْرَةِ السُّجُودِ لِلَّهِ، فإنَّكَ لا تَسْجُدُ لِلَّهِ سَجْدَةً، إلَّا رَفَعَكَ اللَّهُ بهَا دَرَجَةً، وحَطَّ عَنْكَ بهَا خَطِيئَةً).[14][13]
  • سياجٌ لحفظ الفرائض: فمن كان مداوماً على ترك النوافل والتطوّع، فإنه سرعان ما يترك الفرائض، بينما لو كان محافظاً على النوافل فإنه لو قصّر فإن التقصير لا يصل به إلى ترك الفرائض.[15]
  • وصول العبد إلى محبة الله تعالى: فإن فعل النوافل موصلٌ إلى محبة الله تعالى التي متى ما كسبها المسلم فقد نال شيئاً عظيماً، بحيث يتعلّق قلبه بالله -عز وجل- حتى يصل إلى درجة الإحسان، فيعبد الله كأنه يراه، فلا ينطق إلا بذكره وطاعته، ولا يسمع ولا يبصر ولا يبطش إلا بما يرضي الله تعالى، فقد جاء في الحديث القدسي: (مَن عادَى لي ولِيًّا فقَدْ آذَنْتُهُ بالحَرْبِ، وما تَقَرَّبَ إلَيَّ عَبْدِي بشيءٍ أحَبَّ إلَيَّ ممَّا افْتَرَضْتُ عليه، وما يَزالُ عَبْدِي يَتَقَرَّبُ إلَيَّ بالنَّوافِلِ حتَّى أُحِبَّهُ، فإذا أحْبَبْتُهُ: كُنْتُ سَمْعَهُ الذي يَسْمَعُ به، وبَصَرَهُ الذي يُبْصِرُ به، ويَدَهُ الَّتي يَبْطِشُ بها، ورِجْلَهُ الَّتي يَمْشِي بها...).[16][15]

أنواع صلاة التطوع

صلاة التطوع لها نوعان:[13]

  • التطوّع المطلق: وهو ما لا سبب له، ويمكن للمسلم أن يصلّي من الركعات ما شاء دون تقيّدٍ بعددٍ معيّن، قال الإمام النووي: "إذا شرَع المصلي في تطوع ولم ينوِ عددًا، فله أن يسلّم من ركعة، وله أن يَزيد فيجعلها ركعتين أو ثلاثًا أو عشرًا أو مائة أو ألفًا أو غير ذلك، ولو صلّى عددًا لا يعلمه ثم سلّم، صحَّ بلا خلاف؛ اتّفق عليه أصحابنا، ونص عليه الشافعي".
  • التطوّع المقيّد: وهي الصلوات التي ورد في فضلها أو أصلها دليل أو نص، ومن هذه الصلوات: السنن الراتبة، والسنن غير الراتبة، فمن السنن الراتبة: ركعتان قبل الفجر، وركعتان أو أربع ركعات قبل الظهر، وركعتان بعد الظهر، وركعتان بعد المغرب، وركعتان بعد العشاء، فالسنن الراتبة اثنتا عشرة ركعة، ومن السنن المؤكّدة غير الراتبة: صلاة الضحى، وصلاة الاستخارة، وقيام الليل، وصلاة الوتر، وصلاة الخسوف والكسوف، وغيرهم، أما السنن غير المؤكدة وغير الراتبة فمنها: أربع ركعات قبل الظهر، وركعتان قبل العصر، وركعتان قبل المغرب، وركعتان قبل العشاء.

المراجع

  1. ↑ وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية-الكويت (1992م)، الموسوعة الفقهية (الطبعة الأولى)، الكويت: وزارة الأوقاف والشئون الإسلامية، صفحة 221، جزء 27. بتصرّف.
  2. ↑ صالح الفوزان (1423هـ)، الملخص الفقهي (الطبعة الأولى)، الرياض: دار العاصمة، صفحة 179، جزء 1. بتصرّف.
  3. ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن زيد بن أرقم، الصفحة أو الرقم: 748، صحيح.
  4. ↑ "وقت صلاة الضحى"، www.islamqa.com، 10-9-2002، اطّلع عليه بتاريخ 8-5-2019. بتصرّف.
  5. ↑ محمد بن صالح العثيمين (1423هـ)، الشرح الممتع (الطبعة الأولى)، الرياض: دار ابن الجوزي، صفحة 81-83، جزء 3. بتصرّف.
  6. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبد الله بن عمر، الصفحة أو الرقم: 1175، صحيح.
  7. ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 721، صحيح.
  8. ↑ رواه الألباني، في صحيح الجامع، عن أبي ذر الغفاري، الصفحة أو الرقم: 8098، صحيح.
  9. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أم هانئ بنت أبي طالب، الصفحة أو الرقم: 1103، صحيح.
  10. ↑ ابن قدامة المقدسي (1997م)، المغني (الطبعة الثالثة)، الرياض: دار عالم الكتب، صفحة 549-550، جزء 2. بتصرّف.
  11. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن طلحة بن عبيد الله، الصفحة أو الرقم: 2678، صحيح.
  12. ↑ رواه الألباني، في صحيح أبي داود، عن أنس بن حكيم الضبي، الصفحة أو الرقم: 864، صحيح.
  13. ^ أ ب ت صلاح نجيب الدق (11-2-2017)، "صلاة التطوع"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 10-5-2019. بتصرّف.
  14. ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن ثوبان، الصفحة أو الرقم: 488، صحيح.
  15. ^ أ ب "النوافل طريق المحبة"، www.ar.islamway.net، 17-8-2016، اطّلع عليه بتاريخ 10-5-2019. بتصرّف.
  16. ↑ رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 6502، صحيح.