أفضل طريقة لحفظ القرآن ومراجعته
حكم حفظ القرآن
بيّن أهل العلم أن حكم حفظ القرآن الكريم لكلّ مسلمٍ بعينه مستحبّ، ولا يصل إلى الوجوب، حيث قال ابن مفلح في الآداب الشرعية: "اتّفقوا على استحباب حفظ جميعه"، وأما نسيان القرآن الكريم بعد حفظه فيدلّ على عدم الاعتناء به، والتفريط بنعمة حفظه، وقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية: "فإن نسيان القرآن من الذنوب، بل عدّه بعض السلف من كبائر الذنوب".[1]
أفضل طريقة لحفظ القرآن ومراجعته
توصّل أهل العلم إلى طريقةٍ من أفضل الطرق لحفظ القرآن الكريم، حيث تتميّز بقوة الحفظ، ورسوخه، والانتهاء من حفظ القرآن الكريم في أسرع وقت، ويمكن بيان خطواتها فيما يأتي:[2]
- تكرار قراءة الآية الأولى من السورة عشرين مرة.
- تكرار قراءة الآية الثانية من السورة عشرين مرة.
- تكرار قراءة الآية الثالثة من السورة عشرين مرة.
- تكرار قراءة الآية الرابعة من السورة عشرين مرة.
- قراءة الآيات الأربع السابقة من أوّلها إلى آخرها عشرين مرّة، حتى يتم الربط بينها في الحفظ.
- تكرار قراءة الآية الخامسة من السورة عشرين مرة.
- تكرار قراءة الآية السادسة من السورة عشرين مرة.
- تكرار قراءة الآية السابعة من السورة عشرين مرة.
- تكرار قراءة الآية الثامنة من السورة عشرين مرة.
- قراءة الآية الخامسة إلى الثامنة عشرين مرّة للربط بينها.
- قراءة الآيات من الأولى إلى الثامنة عشرين مرة، حتى يتم إتقان حفظها معاً.
- تكرار نفس الطريقة لكل صفحةٍ من صفحات السورة المراد حفظها، ويُنصح عدم الزيادة في الحفظ عن الثمن حتى لا يكثر المحفوط ويتفلّت الحفظ.
- مراجعة الصفحة التي تمّ حفظها، وذلك من خلال قراءتها عشرين مرّةٍ حتى ترسخ قبل البدء بحفظ صفحةٍ جديدةٍ بنفس الطريقة.
- مراجعة الحفظ: إن مراجعة الحفظ ضروريّة لإتمام حفظ القرآن الكريم، إذ إن حفظ القرآن صفحةً تلو الأخرى من غير مراجعةٍ لن يجدي، فعند الوصول إلى آخر صفحةٍ في القرآن تكون الصفحات الأخرى قد نُسيت، ولذلك ينبغي الجمع بين الحفظ والمراجعة، ومن الطرق المقترحة للمراجعة تقسيم القرآن الكريم إلى ثلاثة أقسام، في كل قسمٍ عشرة أجزاء، وبعدها حفظ صفحة ومراجعة أربعة صفحات في كل يومٍ حتى يتم حفظ عشرة أجزاء، وبعد ذلك التوقف عن الحفظ والتفرّغ للمراجعة لشهرٍ كامل.
قواعد مهمة لحفظ القرآن الكريم
هناك العديد من القواعد التي ينبغي مراعاتها عند حفظ القرآن الكريم:[3]
- الإخلاص: يجب إخلاص النية لله -تعالى- عند البدء بحفظ القرآن الكريم حتى لا يضيع الأجر، لأن الله -تعالى- لا يقبل العمل إن كان القصد منه الرياء أو السمعة، مصداقاً لما رُوي عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (قالَ اللَّهُ تَبارَكَ وتَعالَى: أنا أغْنَى الشُّرَكاءِ عَنِ الشِّرْكِ، مَن عَمِلَ عَمَلًا أشْرَكَ فيه مَعِي غيرِي، تَرَكْتُهُ وشِرْكَهُ).[4]
- تصحيح القراءة: حيث إن القرآن الكريم لا يؤخذ إلا بالتلقّي، فقد حفظ الصحابة -رضي الله عنهم- القرآن الكريم سماعاً ومشافهةً من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأخذه النبي -عليه الصلاة والسلام- سماعاً من جبريل عليه السلام.
- الفهم يساعد على الحفظ: من أهم الوسائل التي تعين على حفظ القرآن الكريم فهم تفسير بعض الآيات، حتى يتمّ معرفة وجه ربطها ببعضها البعض.
- العناية بالمتشابهات: إذ إن القرآن الكريم متشابهٌ في ألفاظه ومعانيه، مصداقاً لقول الله تعالى: (اللَّـهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُّتَشَابِهًا مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّـهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّـهِ يَهْدِي بِهِ مَن يَشَاءُ وَمَن يُضْلِلِ اللَّـهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ)،[5] ولذلك ينبغي الانتباه جيّداً للتشابه اللفظي، حتى يكون الحفظ متقناً.
معوقات حفظ القرآن
هناك العديد من المعوّقات التي تحول دون إتمام حفظ القرآن الكريم، وفيما يأتي بيان بعضها:[6]
- المعاصي والذنوب: حيث إن حفظ القرآن الكريم من أعظم النعم، والمعاصي سببٌ لانقطاع النعم، ومنع الخير كلّه، مصداقاً لما رُوي عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- أنه قال: (إنَّ العبدَ ليحرمَ الرزقَ بالذنبِ يصيبُهُ).[7]
- الوحدة: حيث إن بدء المسلم بحفظ القرآن الكريم وحيداً فيه العديد من السلبيات، منها الفتور الذي قد يعتريه بعد فترة من الزمن، وعدم اكتشافه الأخطاء، ولذلك يُنصح الالتحاق بإحدى حلقات تحفيظ القرآن الكريم، أو حفظه بطريقة جماعية مع الأصداقاء والأخوة.
تعريف القرآن لغة واصطلاحا
اختلف أهل اللغة في تعريف القرآن الكريم لغةً، حيث قال بعضهم أن كلمة قرآن مشتقّةٌ من فعلٍ مهموزٍ وهو قرأ بمعنى تدبّر، تفهّم، تفقّه، تنسّك، تعبّد، وقيل إنها مشتقّةٌ من اقرأ بمعنى تحمّل، وقيل إنها مشتقّةٌ من فعلٍ غير مهموزٍ وهو قرن؛ أي ضمّ الشيء إلى الشيء، وقيل من القِرى بمعنى الإكرام والضيافة، وذهب فريقٌ آخر من أهل اللغة إلى أن القرآن اسم علمٍ على كتاب الله وليس مُشتقّاً، أما اصطلاحاً فيُعرّف القرآن على أنّه كلام الله -تعالى- المنزل على نبيّه محمد صلى الله عليه وسلم، وحياً بواسطة جبريل عليه السلام، المحفوظ في الصدور، والمكتوب في المصاحف، والمنقول إلينا بالتواتر.[8][9]
والقرآن هو المصدر الأول للتشريع الإسلامي، وينقسم إلى ثلاثين جزءاً، ويبلغ عدد سوره 114 سورة، وأول سورةٍ في المصحف الفاتحة، وآخر سورة الناس، ومن الجدير بالذكر أن للقرآن الكريم ثلاثة تنزّلات، حيث ثبت ابتداءً في اللوح المحفوظ، ثم نزل إلى السماء الدنيا جملةً واحدةً في ليلة القدر، ثم نزل على محمدٍ -صلى الله عليه وسلم- منجّماً، أي مقسّماً بحسب الأحداث والوقائع في ثلاثةٍ وعشرين سنة.[8][9]
المراجع
- ↑ "هل يجب حفظ القرآن كله وماإثم من حفظه ثم نسيه وفي كم يختم"، www.islamweb.net، 2004-10-14، اطّلع عليه بتاريخ 12-5-2019. بتصرّف.
- ↑ عبد المحسن بن محمد القاسم (18-8-2015)، "أسهل طريقة لحفظ القرآن الكريم"، www.ar.islamway.net، اطّلع عليه بتاريخ 12-5-2019. بتصرّف.
- ↑ "طريقة حفظ القرآن الكريم"، www.islamqa.info، 2000-02-24، اطّلع عليه بتاريخ 12-5-2019. بتصرّف.
- ↑ رواه مسلم، في صحيح مسلم، عن أبي هريرة، الصفحة أو الرقم: 2985 ، صحيح.
- ↑ سورة الزمر، آية: 23.
- ↑ عامر بن عيسى اللهو، "حفظ القرآن الكريم أهميته ومعواقاته"، www.saaid.net، اطّلع عليه بتاريخ 12-5-2019. بتصرّف.
- ↑ رواه السيوطي، في الجامع الصغير، عن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، الصفحة أو الرقم: 4245، صحيح.
- ^ أ ب د. أمين الدميري (7-12-2016)، "التعريف بالقرآن الكريم لغة واصطلاحًا"، www.alukah.net، اطّلع عليه بتاريخ 12-5-2019. بتصرّف.
- ^ أ ب "تعريف و معنى القرآن في قاموس المعجم الوسيط"، www.almaany.com، اطّلع عليه بتاريخ 12-5-2019. بتصرّف.