-

مفهوم التواصل والتعارف

مفهوم التواصل والتعارف
(اخر تعديل 2024-09-09 11:28:33 )

اختلاف المجتمعات الإنسانية

جعل الله تعالى بين المجتمعات الإنسانية في سائر أرجاء المعمورة اختلافات واضحة؛ حتى تتواصل وتتعارف ويَعُمَّ الخير على الجميع، فلو كانت المجتمعات كلها واحدة، لما حدث التعارف الذي أينع وأثمر. وقد أكَّد الإسلام وسائر الديانات والفطرة الإنسانية أهمية حدوث التواصل الفعال بين البشر. قال تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ)[الحجرات:13]. وفيما يلي تفصيل لهاتين العمليتين المهمتين، واستعراض لأبرز ثمارهما.[1]

التواصل والتعارف بين الناس

يُعرَّف التواصل على أنه اتصال الناس؛ أفراداً وجماعات مع بعضهم البعض، من أجل تحقيق غاية معينة، في حين يمكن تعريف التعارف على أنه علم الناس بأحوال، وصفات، وعادات، وتقاليد، وأفكار، ومعتقدات، وثقافات بعضهم البعض، بحيث يكون ذلك سبيلاً من سبل نشر الرحمة، والمودة بينهم، والتعارف يكون على عدة مستويات؛ ومن هنا فإن العادة تقتضي أن يبدأ الإنسان بالتعرف على محيطه الذي تربطه به روابط مشتركة، ثم يأخذ بالتوسع أكثر وأكثر.[2]

أهمية تواصل الناس وتعارفهم

لتواصل الناس وتعارفهم أعظم الأثر فيهم، وفي الحياة بشكل عام، فمن جهة يمكن القول إنّ تعرُّف الناس على بعضهم البعض يُسهم في إدخال الطمأنينة إلى نفوسهم؛ ذلك أنّ الإنسان يخاف عادة مما لا يعرفه، أو من المجهول، ومن هنا فإن اقتراب الإنسان من أخيه الإنسان يبطل كل المخاوف، والتوهُّمات التي كان يحملها في عقله والمتعلقة بالآخر المجهول.[3]

إلى جانب ذلك يسهم تواصل الناس مع بعضهم البعض وتعرُّفهم على بعضهم البعض في نشر المعرفة بينهم، وعدم جعلها حِكراً على فئة معينة من الناس، واليوم ومع ظهور وسائل الاتصال الحديثة المختلفة، بات تواصل الناس مع بعضهم البعض أسهل بكثير من ذي قبل، وبالتالي فإن الحصول على المعرفة بلغ حدَّاً من السهولة لا يُمكن تصوُّره.[4]

من جهة أخرى فإن التواصل والتعارف بين الناس يعمل بشكل كبير على تعريف الأقوياء الذين يملكون قدراً عالياً من الإنسانية بإخوانهم الضعفاء، مما يجعلهم يُقبِلون على مساعدتهم، والأخذ بأيديهم، والمساهمة في حلِّ مشكلاتهم المختلفة التي يعانون منها. أيضاً فإن تلاقي الناس يجعلهم أكثر ميلاً نحو أن يكونوا يداً واحداً في وجه شتى أنواع التحدِّيات التي تواجههم في حياتهم.إنّ عمليتي التواصل والتعارف هما من أهم الوسائل التي قد تُخفف من حجم المشكلات المختلفة الناتجة عن داء التعصُّب، وذلك من خلال التعرف على وجهة نظر الإنسان المُخالف، وتفهُّمها، وهذا كله يقود إلى إبعاد الخصامات، في سبيل الحصول على وحدة إنسانية حقيقية.[5]

المراجع

  1. ↑ ص2-6، "فلسفـة الاختـلاف"، www.dspace.univ-tlemcen.dz، اطّلع عليه بتاريخ 14/7/2018. بتصرّف.
  2. ↑ ص ز، " التواصل الاجتماعي "، www.library.iugaza.edu.ps، اطّلع عليه بتاريخ 14/7/2018. بتصرّف.
  3. ↑ 24page، "دور شبكات التواصل االجتماعي في الترويج للفكر المتطرف من وجهة نظر طلبة الجامعات ال ردنية"، www.meu.edu.jo، اطّلع عليه بتاريخ 14/7/2018. بتصرّف.
  4. ↑ "التعارف والتواصل ضرورة بشرية"، www.moutamadris.ma، اطّلع عليه بتاريخ 14/7/2018. بتصرّف.
  5. ↑ 3-6page، ""الضوابط الشرعية الستخدام وسائل التواصل الحديثة""، www.repository.najah.edu، اطّلع عليه بتاريخ 14/7/2018. بتصرّف.