الفرق بين صلاة الشروق والضحى

الفرق بين صلاة الشروق والضحى

الصلاة النافلة

تعرف الصلاة النافلة بأنّها كلّ صلاة زائدة عن الفريضة، وقد ثَبُت أداؤها عن النبي -صلّى الله عليه وسلّم-، ومن النوافل ما قيّده الله سبحانه وتعالى بوقت محدّد، كقيام الليل، وصلاة الضحى والشروق موضع حديثنا في هذا المقال، ومنها ما قيّد بظرف معين، كتحيّة المسجد عند دخوله، وصلاة الحاجة عند الضيق، ومنها ما لم يقيّد بشيء، كصلاة التطوّع.

الفرق بين صلاة الشروق والضحى

لا اختلاف بين صلاتي الشروق والضحى إلّا في وقت الأداء، فصلاة الإشراق أو الشروق، تُؤدّى بعد شروق الشمس وارتفاعها مباشرة، أمّا صلاة الضحى فتُؤدّى في وسط هذا الوقت أو آخره قبل أذان الظهر، وهنا لا بدّ من التنويه إلى أنّ صلاة الضحى لا تُقضى، مثل سائر النوافل.

صلاة الضحى

كيفية صلاة الضحى

طريقة الأداء: تُؤدّى صلاة الضحى سرّاً لا جهراً، وبركعتين ركعتين بينهما تسليمة واحدة، وهذه سنّة النبي -صلّى الله عليه وسلّم-، فيما لم يرد حديث مخصوص بالسور القصار الواجب قراءتها بعد الفاتحة، كما لم يثبت دعاء مخصوص أيضاً، ولكنّ الدعاء المأثور حسن، ومنه: (اللهم إن كان رزقي من السماء فأنزله، وإن كان في الأرض فأخرجه، وإن كان معسّراً فيسّره، وإن كان بعيداً فقرّبه، وإن كان قليلاً فكثّره، وإن كان خبيثاً فطهّره، بحق ضحاك وبهائك، وجمالك وقدرتك، وقوّتك وعزّتك، آتني ما آتيت به عبادك الصالحين).

عدد الركعات: لم يُحدَّد عدد ركعات ثابت لصلاة الضحى، إلّا أنّ أقلّها ركعتان، وقد أدّاها النبي -صلّى الله عليه وسلّم- ثماني ركعات يوم فتح مكّة، بيد أنّه لم يداوم على ذلك، فمرّة صلّاها اثنتين، ومرّة أربع، ومرّة ستّ، وقد روى أنس -رضي الله عنه- عن النبي -صلّى الله عليه وسلّم- قال: (من صلّى الضحى ثنتي عشرة ركعة بنى الله له قصراً في الجنّة) [صحيح الترمذي]، وكلّ زيادة لا بأس فيها، فقد سأل رجل الأسود بن يزيد: كم أصلّي الضحى؟ فأجابه: كم شئت.

حكم صلاة الضحى وفضلها

حكم صلاة الضحى في الشريعة الإسلاميّة أنّها سنّة مؤكّدة عن النبي -صلّى الله عليه وسلّم-، وقد جاء في فضلها أحاديث عديدة، كما أنّ النبي -عليه السلام- أوصى أبا هريرة -رضي الله عنه- بأدائها؛ لما فيها من أجر عظيم، ومن الأحاديث التي وردت في فضلها ما يأتي:

  • روى مسلم عن أبي ذر الغفاري -رضي الله عنه- عن النبي -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه قال: (يصبحُ على كلِّ سلامي من أحدِكم صدقةٌ . فكلُّ تسبيحةٍ صدقةٌ، وكلُّ تحميدةٍ صدقةٌ، وكلُّ تهليلةٍ صدقةٌ، وكلُّ تكبيرةٍ صدقةٌ، وأمرٌ بالمعروفِ صدقةٌ، ونهيٌ عن المنكرِ صدقةٌ، ويجزئُ من ذلك، ركعتان يركعُهما من الضحى) [صحيح مسلم].
  • روى أنس -رضي الله عنه- عن رسول الله -صلّى الله عليه وسلّم- أنّه قال: (مَنْ صَلَّى الغَدَاةَ فِي جَمَاعَةٍ ثُمَّ قَعَدَ يَذْكُرُ اللَّهَ حَتَّى تَطْلُعَ الشَّمْسُ، ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ كَانَتْ لَهُ كَأَجْرِ حَجَّةٍ وَعُمْرَةٍ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: تَامَّةٍ تَامَّةٍ تَامَّةٍ) [صحيح الترمذي].