الفرق بين زكاة المال وزكاة الفطر
تعريف الزكاة
الزكاة في اللغة أي النماء والزيادة والتطهير والنظافة، أما الزكاة اصطلاحاً فهي حصة مقدّرة من المال وهي حق فرضه الله عز وجل لفئة معينة من الناس، وهذه الفئة ذكرت في القرآن الكريم وهي مخصصة للفقراء والمحتاجين والمساكين بالإضافة إلى فئات أخرى، وسميت الزكاة بهذا الإسم لأنها تزّكي وتطهر وتنمي وتزيد البركة في المال المُزكّى منه وتقيه من الآفات، والزكاة تعرف في القرآن باسم الصدقة كما جاء في قوله تعالى: (خُذْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ صَدَقَةً تُطَهِّرُهُمْ وَتُزَكِّيهِمْ بِهَا وَصَلِّ عَلَيْهِمْ ۖ إِنَّ صَلَاتَكَ سَكَنٌ لَهُمْ ۗ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ) [التوبة 103]، ومن الأحاديث ما رواه ابن عباس في الصحيحين وغيرهما أن النبي صلّى الله عليه وسلّم - حين بعث معاذًا إلى اليمن قال له: (أعْلِمْهُم أن الله افترض عليهم في أموالهم صدقة تؤخذ من أغنيائهم فتردُّ على فقرائهم، فإن هم أطاعوك لذلك فإياك وكرائم أموالهم).
حكم الزكاة
الزكاة الركن الثالت من أركان الإسلام، وأحد أهم أعمدة الإسلام، فرضها الله تعالى لفئة مخصوصة من الناس من المحتاجين، لتكون رحمةً ورأفةً بهم وإعانةً لهم، وهي واجبة وقد فرضت في العام الثاني لهجرة النبي محمّد صلّى الله عليه وسلّم، ومن جحد ونكر الزكاة يُحارب ويُقاتل؛ لأنّه أنكر ما جاء في القرآن والسنّة من أهميّتها ووجوبها.
الحكمة من مشروعية الزكاة
لم يفرض الله عز وجل الزكاة عبثاً، إنما فرضت الزكاة لحكمٍ كثيرة تعود بالخير على المجتمع بأكمله، فهي تصلح أحوال المجتمع وتجعله كالجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى، فهي تأتي لتساعد الفقر والمسكين وصاحب الدين والضعيف في دينه، وغيرهم الكثير من فئات المجتمع، وتأتي لتعلّم الإنسان الإنفاق والإحساس بأخيه، وتعوده على البذل، وتحمي نفس المسلم من البخل والشح، فهي نظام اقتصادي كامل متكامل من شأنه إصلاح اقتصاد البلاد المطبقة له.
زكاة الفطر
زكاة الفطر تعرف على أنّها صدقة واجبة على كل المسلمين، الكبير والصغير والذكر والأنثى، ويجب العمل بها في رمضان و قبل صلاة عيد الفطر، وإن كانت بعد ذلك فهي تعتبر صدقة من الصدقات، وهي واجبة على المسلمين يخرجها المسلم عن نفسه، وعن الناس الذين ينفق عليهم من أسرته وممن هم تحت رعيته، ومقدراها حصّة من الطعام كما هو معروف مقدارهذه الحصة عند أغلب الناس، يتم إخراجها عن كل شحض مسلم، توزع على الفقراء والمحتاجين.
الفرق بين زكاة المال وزكاة الفطر
هناك فرق بين زكاة المال وزكاة الفطر في الإسلام والتالي بعض من هذه الفروق:
- زكاة المال والتي هي ركن من أركان الإسلام الخمسة، لا تجب إلّا في أصناف معينة من المال والممتلكات، مثل بهمية الأنعام كالبقر والغنم والماعز وغيرها، وأيضاً تجب في الذهب والفضة والأوراق النقدية، والتي تكون بمقدار معين حدده الإسلام، ومرّ عليها حول وزمن معيّن، ولم يقل أو ينقص مقدارها وهنا تجب الزكاة، وكذلك تجب في ما يخرج من الأرض من المزروعات والثمار، أما زكاة الفطر وتختلف عن زكاة المال من حيث أنها ليست من أركان الإسلام ولا يقاتل أو يكفر من ينكر هذه الزكاة.
- زكاة المال في الإسلام مقدارها هو 2.5% من المال أو الممتلكات، أمّا زكاة الفطر فمقدارها حصة من الطعام حسب ما هو معروف من مقدارها عند أغلب الناس.
- زكاة الفطر لا تكون إلا في شهر رمضان، أمّا زكاة المال فليس لها وقت معين وتجب حين يمر حول كامل على ممتلكات الإنسان.
- زكاة الفطر يخرجها المسلم عن نفسه وعن الأفراد الذين يتولى إعالتهم، أمّا زكاة المال فيخرجها عن ماله فقط.
- زكاة المال تكون عن الغني، ومن لديه فائض عن احتياجاته، أمّا زكاة الفطر فهي تفرض على كل المسلمين غنيهم وفقيرهم.